الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق رحلة توفيق الدقن من المنوفية للقاهرة وقصة وفاة والدته بسبب أدواره

توفيق الدقن
توفيق الدقن

يواصل مشروع "عاش هنا" أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ومن أبرز الأماكن التي وثقها المشروع مؤخرا، العقار الذي عاش فيه الفنان الكبير توفيق الدقن، حيث وضع لافتة على منزله الذي أقام فيه بـ"6 ميدان مستشفى الطيران – الظاهر – القاهرة "، كما دون على اللافتة تاريخ الميلاد: 03/05/1923 ، وتاريخ الوفاة: 26/11/1988.

توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن، ولد بقرية هورين ببركة السبع بالمنوفية، بدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبًا في المعهد العالي للتمثيل من خلال أدوار صغيرة، حتى اشترك في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، التحق بعد تخرجه بالمسرح الحر لمدة سبع سنوات، ثم بالمسرح القومى وظل عضوًا به حتى إحالته إلى التقاعد.

اشتهر بأدوار الشر وإن لم يخل أداؤه من خفه ظل، وكان ناجحًا في أدوار اللص والبلطجي والسكير والعربيد إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار.

توفيت والدته التي قدمت من صعيد مصر "المنيا"، لمصر للعلاج بعد أن اعتقدت أنه بالفعل شرير ولص وسكير كما نعته أحد الناس المهووسين بشخصيات الأفلام أثناء سيرهما بسيارته في الطريق العام في شارع عماد الدين ولم يسمح الظرف بأن يشرح لها أن هذا مجرد تمثيل فقد كانت تجلس بجواره وماتت قهرًا بعد أن اعتقدت أن ابنها الوحيد بهذه المواصفات.

موقف آخر تعرض له توفيق الدقن بسبب أدواره، وهو عندما سكن لأول مرة في العباسية فذهب ليشتري لحمًا من دكان جزار يقع تحت بيته، فطارده الجزار بالساطور لأنه لا يسمح للصوص بدخول محله وظل لعدة أشهر ينظر إليه شذرًا عند دخوله وخروجه من البيت.

شارك في عدد كبير من أهم أفلام السينما المصرية، منها: "درب المهابيل"، "أدهم الشرقاوي"، "الناصر صلاح الدين"، "خرج ولم يعد". قدم أدوار الشر في إطار كوميدي، مثل "سر طاقية (الاخفا)"، "ابن حميدو"، و"الفتوة"، قدم للمسرح أدوارًا مهمة في عدد من كلاسيكيات المسرح المصري منها "الفرافير"، "سكة السلامة"، "عيلة الدوغري"، "الفرافير". و"المحروسة"، وشارك في بطولة مسلسلات إذاعية منها "سمارة"، "السر الرهيب"، و"الشك في عيون بريئة".

من أعماله التلفزيونية: "هارب من الأيام"، "أحلام الفتى الطائر"، و"مارد الجبل"، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، شهادة الجدارة في عيد الفن عام 1978، كما حصل على جوائز عن أدواره في عدد من الأفلام، منها: "في بيتنا رجل، الشيماء، صراع في المينا، القاهرة 30، ليل وقضبان"، وتوفي فى 26 نوفمبر 1988.

يذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.