EN 
على بعد خطوات من وزير الزراعة لم يخش العامل كل القامات الوزارية التي أحاطت بالدكتور عز الدين أبو ستيت ليبلغه شكواه التي يعاني منها هو وزملاؤه بمحطة بحوث سدس بمركز ببا جنوب بني سويف.
استوقف العامل بشجاعة مطلقة وزير الزراعة خلال زيارته للمحطة ليفاجئه بجملته التي حملت عبارات قاسية في مضمونها على الرغم من ابتسامات الحاضرين ورد فعل الوزير الذي تعامل مع الشكوى بمنطق الدعابة.
قال العامل شاكيا «أحنا مش بنقبض اديلنا 3 شهور ولحد ما جاني جفاف من قلة القبض» ليرد الوزير الشكوى في الحال إلى الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية «يرضيك يا دكتور محمد يجيله جفاف؟» وسط صمت غير مفهوم مغزاه من الدكتور محمد المعني بالأمر.
لم يضع العامل نقطة لإنهاء الكلام بالشكوى التي أعقبها الصمت بل أسهب في شكواه تفصيلا «يا معالي الوزير يرضيك أبعت أكثر من 50 فاكس ومحدش يرد عليا بالأبيض أو الأسود»، يستمع الوزير ليأتي الرد بما لا يشبع فضول العامل ولا يلقى استحسان من سمع «بعت على رقم كام ؟» وكأن الأزمة تحولت من حق العامل الضائع إلى أزمة رقم الفاكس كام.
يسيطر اليأس على العامل معلنا استسلامه أمام الردود غير المقنعة تارة والصمت غير المبرر تارة ليعود معاتبا الوزير « برضه مش مصدقني».
الزيارة الوزارية إلى بني سويف لم تكن تسير على ما يرام قبل هذا الموقف حيث شهدت مشادة كلامية وشدًّا وجذبًا بين حرسِهِ وحرس المحافظ، بسبب حالة التزاحم، قبل أن يتدخل الأخير ويطالبهم بالتركيز في عملهم: "مالوش داعي الكلام ولا التزاحم".
