الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واكِد ولا واهم!!


لم يكن مجرد خبر تناقلته وسائل التواصل الاجتماعى مصحوبة بصور تجمع ممثلين لهما وعليهما الكثير من علامات الاستفهام والتساؤل ولكنه كان خبرا مفجعا إن دل على شىء، إنما يدل على مدى تدنى السائل وحقارة المسؤل. 

فقد حمل الخبر بين عباراته طلب ممثلان وآخرون ممن انتفخت جيوبهم من عطايا المغرضين كارهى الأوطان يطلبون مقابلة  أعضاء من الكونجرس الامريكى ليشتكون لهم من قمع الحريات فى مصر ومن تمرير دستور مرفوض من الشعب كله.

وفى الصورة يظهرون وكأنهم قد فتحوا عكا وعضو الكونجرس يضحك ملء شدقيه وكأنه محمد صلاح عندما يحرز هدفا فى شبكة منيعة محصنة. 


ولا أدرى كيف سولت لهم انفسهم هذا السلوك المشين الذى يعيد الينا نفس سيناريو المتشدقين بالديمقراطية على الطريقة الامريكية عندما طلبوا من العم سام ان يحميهم من بطش صدام واذى القذافى وجبروت الأسد وهاهى بلدانهم مزقتها دبابات وطائرات وبراثن من احتموا بهم وقبض الثمن تلك القلة الرخيصة التى ارتضت لاوطانها الاحتلال والتمزق والانهيار من أجل حفنة اموال ومناصب زائفة. 

من يتاجرون بالحرية الزائفة لأوطانهم هم نفس الأشخاص الذين فتحوا أبواب بلدانهم لأعدائها كى تعبث بتراثها وقيمها وتستحى نساءها وتقتل ابناءها؛ الذين يصولون ويجولون ويبكون مطالبين بالاصلاح وبأنهم مكبوتين محاصرين مهددين بالاعتقال والامتهان هم نفس المرتزقة الذين يزايدون بكافة الطرق من اجل انتفاخ جيوبهم وزيادة اصفار رصيدهم البنكى.

الشعب المصرى لا يمثله واكد ولا واهم ولا ناجى ولا منجى ولا غيرهم ممن ارتمى فى حضن طاغية العصر الأمريكى طالبين الحماية والامان.

المصريون ليسوا هذه الفئة التى تعطى القط مفتاح خزين البيت؛ المصريون ليسوا ثعالب الغابة التى تمسح حذاء من يصفونه بالأسد واهمين أنه سيحميهم ولن يلتهمهم عندما ينتهى من الآخرين. 

المصريون متنصلين ممن يسابق من أجل ايجاد مكان على دبابة أمريكية محملة بشعارات زائفة تغتال بها سلامة وامن شعب ومنطقة بأكملها من اجل مصالحها الشخصية . المصريون آسفون على انتماء هذه الفئة المارقة لمصريتهم وبلدهم. المصريون لايستقوون بالخارج ضد وطنهم.

 المصريون الشرفاء مذهبهم فى حب وطنهم تاريخى مسطور على المسلات وفى قلوب طالبى احدى الحسنيين. المصريون يرددون ماقاله المشير الجمسى رحمه الله عندما طلب منه وهو بعيد عن مصر فى مرحلة من مراحل خلافه واختلافه مع العظيم الخالد محمد انور السادات حول اتفاقية السلام حينما طلب من الجمسى من أحد القيادات العربية أن يمول له برنامج إذاعى ويجزل له العطاء ليهاجم مصر ويسب رئيسها ويلعن كل مافيها فقد كان رد الجمسى وطنيا خالصا حينما قال ..فى مصر اقول ما أريد وأهاجم الكل ولكن عندما  أخرج منها فحذاء اصغر مافيها فوق رأسى. 

مصر بشرفاءها الراحلون والحاليون ستبقى مصر وستهزم اعداءها من الداخل والخارج فمصر كما قال اديبنا خالد الذكر نجيب محفوظ ليست دولة تاريخية فقط ولكنها كانت موجودة قبل التاريخ الذى جاء بعد وجودها. مصر ياواهم وام النجا مذكورة فى القرآن بأنها ارض الامن والسلام وذكرها المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بانها أرض الخير أوصى بها وبجندها نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام اوصى بالخير ووصفها وشعبها بانهم فى رباط الى يوم الدين. 

مصر كما قال فضيلة الامام الجليل متولى الشعراوى بأنها دافعت عن الاسلام وبأنها ستبقى رغم انف الحاقدين؛ وكأنه كان يرى بعين المؤمن الفطنة امثال هذه الفئة البغيضة التى تتعلل بأن عدم وجود منبر للحريات فى مصر جعلها تذهب الى واشنطن طالبة الدعم من اجل حرية من العم سام وابناءه داعمين الكيان الصهيونى الممزق لفلسطين المغتصب لجولان سوريا. الواهمون يطلبون من أهل الباطل نثر بذور الحق فى ارض كتب التاريخ عنها انها مهبط الحضارة والنور والعدل. الواهمون لهم منا التحقير ومن بلدهم الاسف عليهم ومن ربهم اللعنة ومن كل مصرى شريف دعاء حار بأن نتخلص منهم ومن كل من كان على شاكلتهم ويسير على دربهم ... آمين آمين آمين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط