الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سمير يكتب: نحن وإسرائيل‎

صدى البلد

مازلت أتذكر هذه الجملة التي علقت في ذاكرتى منذ الطفولة عن ريتشارد قلب الأسد الذى يأكل خروف علي العشاء ولم يكن غريبا عن المجتمعات العربية ميولها الدائم لسماع القصة والحكاية مما يفسر عاطفية الشعوب العربية تجاه جلاديها ، الأسطورة تلعب في حياة هذه الشعوب دورًا كبيرًا ، فهي تُسقِط عنها مسؤولية العقل وتُعفيها عناء الفكر والتحليل وتَعِدها بالمنقِذ والمخلص إذن فالمجتمعات العربية أول من تتبني الأسطورة وتتولي تحريفها ليس بحثا عن الحكمة بل بحثا عن مخرج يبرر ضعفها وقلة حيلتها.
 
هنا وجد النظام الإسرائيلي ضالته بين هذه الشعوب حين فقه طبيعتها وعاش بينها خلف جدارٍ من أساطير الصهوينية العالمية وبروتوكولات حكماء صهيون و رموز الماسونية السرية، كان من الطبيعي أن تروج إسرائيل مثل هذه القصص وإلا فكيف ستعيش آمنة في قلب العرب ، فالدول مثل الشركات يا سادة تحتاج للدعايا والإعلان ، ولا شك أن نبوغ اليهود واضح في مجالات الإقتصاد والسياسة عالميا مما يعزز قدرة اسرائيل علي صناعة تحالفات دائمة و تكوين تكتلات ضاغطة تخدم أهدافها لكن هذا لا يجعل من إسرائيل وحش ميتافيزيقي وانما هو مؤشر لوجود خطة وهدف ، لذلك أنا لا أؤمن بالمؤامرات لأنها فزورة كل مجتمع عاجز يتعامل مع الواقع ببدائية وسذاجة لكنى أؤمن بالخطط التى علينا أن نمتلك منها واحدة.

أتذكر مقولة إسرائيل الشهيرة أنها الجيش الذي لا يُقهر ، تبددت هذه المقولة في ساعات حرب أكتوبر المجيدة وقصت لنا كيف أننا بالخطط والدراسة والعمل قد تجاوزنا الزمن مع إسرائيل التى تمتلك أحدث التجهيزات المسلحة نسبة إلينا ، نعم قد تحول الانتصار العسكرى الي رماد في ساحة السياسة لكننا أكتشفنا حقيقة ما نقوى عليه وهذا ايضا انتصار ، وأتذكر أيضا ماذا فعل حزب الله مع اسرائيل في مناورات طاحنة وشد وجذب أثبت فيه حزب الله القدرة علي الفعل ، إذا فلماذا الرعب من إسرائيل ؟ وأين المشكلة ؟ إسرائيل تتغذى علي رجال النظم العربية ، رجال قد إمتزج فيهم الطموح بالجهل وتزينت لهم الدنيا وفروض الواقع الظاهر تمامًا كأعزب أمام امرأة عارية.

، هؤلاء فاكهة الدول التوسعية ولقمتها السهلة ، لكن أيضا المشكلة تكمن فينا لأن السُنة تنتظر غفوة الشيعة لتطعنها والشيعة كشاب يافع يأكل علي مائدة يظن أنها ملكا لأبيه ، أنا لن أدخل في تفاصيل معقدة ولعلي لخصت حدود ما فهمت وهدفي في النهاية أن تُعَلِموا أولادكم حقيقة ما نحن عليه 
و حقيقة ما عليه إسرائيل ثم اختبروهم بإكتشاف الفرق 
حفظ الله الوطن ، حفظ الله مصر