الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عادل مبروك يكتب: الغالي يرخص قصة قصيرة

صدى البلد

احدي القري بصعيد مصر..وسط الزراعات والاراضي الخضراء الشاسعة..يجري محمود بأقصى سرعته ممسكا بورقة في يده متلهفا للوصول الي المنزل..الشيخ حسن والد محمود ووالدته ينتظران وصول محمود بلهفة..بعد مدة..يدخل محمود مسرعا وهو يصرخ من الفرح..نجحت يا بويا..نجحت يا ما..اخدت الدبلوم..يتعانق الجميع ويتبادلون التهاني..ترتفع اصوات الزغاريد بالمنزل المتواضع..تمر الايام..الشيخ حسن ينصح ابنه محمود في جلسة حوار عائلية بالتطوع والعمل بالقوات المسلحة لينال الفخر والتقدير..يقتنع محمود بنصيحة والده..يجهز اوراقه..يلتحق بالخدمة..ينهي فترة التدريب..يعود الي منزله مع اولي اجازاته مرتديا البدلة العسكرية وسط فرحة اهل قريته..يلتحق محمود باحدي الوحدات بمحافظة شمال سيناء..تمر الايام..شنودة..الجندي المستجد وهوابن قرية محمود يلتقي به داخل الوحدة العسكرية..يتذكران الايام الجميلة والسعيدة بقريتهم..يتذكران وقوف شنودة لحراسة المسجد ومحمود لحراسة الكنيسة وقت الانفلات الامني..يتذكران ويتذكران..تمر الايام..يجتمع قائد الوحدة العسكرية بالضباط والصف والجنود لاخبارهم بالخروج في مهمة عسكرية للدفاع عن ارض الوطن من الخونة والمتأمرين بمساعدة قوات الشرطة..الجميع يتلقي الاخبار بسعادة بالغة..محمود وشنودة ضمن القوات المشاركة..تدور بعض المعارك والمناوشات ضد تجار السلاح وتجار الدين وتجار المخدرات والخارجين عن القانون..تشتد المعركة..تزداد المقاومة..يصاب شنودة بطلق ناري..يسقط علي الارض..يحمله محمود علي كتفه ويجري مسرعا لمحاولة انقاذه..يصاب محمود ايضا بطلقة..يقع الاثنان مدرجان في دمائهم ممسكان بسلاحهم يدافعان عن ارضهم..تسقط قذيفة بجوارهم..يستشهد البطلان وتختلط دمائهم بعضها البعض..يستقبل الشيخ حسن وعم جرجس والد شنودة خبر استشهاد ابنائهم بثبات..تدق اجراس الكنيسة ويرفع الاذان بالمسجد لزفاف الشهيدان الي الجنة..جنازة عسكرية مهيبة..زغاريد..تكريم من الدولة..نعشان يرقصان فرحا فوق اكتاف المشيعيين..والد محمود ووالد شنودة في صوت واحد..علشانك يا مصر يرخص كل غال.