الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عبد العال.. وإدارة الحوار


بدأت جلسات الحوار المجتمعى حول التعديلات الدستورية داخل البرلمان المصري برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب وشارك فى الجلسات جميع أطياف المجتمع والتى بدأت بالإعلام باعتبار أنه الصوت المسموع والمرأة والمقروء والذي يصل للجميع فى الداخل والخارج.

ثم القضاة حيث أن مصر بلد قانون، ثم الأحزاب السياسية والشباب حيث لدينا تعددية حزبية ولسنا بلد الحزب الواحد الأوحد، ورجال الأعمال وهم جميعا وطنيون، والمجتمع المدنى والذى يساهم كثيرا فى بناء المجتمع، وجلسة الأحزاب بالذات كان لها صدى خاص على نفسي وأيضا جلسة المجتمع المدنى، جلسة الأحزاب حضرتها المعارضة وقادة الحركة المدنية الديمقراطية، تحدثوا بمنتهى الحرية، وهى جلسة استمرت 8 ساعات لم يترك فيها "د.عبد العال " مقعدة ولو دقيقة واحدة ، وإستمع بسعة صدر ولم يعترض ع كلام أى متحدث.


كان يستمع بإنصات شديد ووجه متوازن الملامح يعبر عن مدى اهتمامه لسماع الرأى ..والرأى الأخر، وبعد كل متحدث يبدأ فى التعقيب على كلمة المتحدث بأسلوب قانوني مخلوط بحس أدبي شديد نادرا ما نجدة لدى الكثيرين ، ويجعلنا جميعا نستمع له ونقتنع بحديثة ، وأيضا بسعة الصدر والأسلوب الديمقراطى للحوار وكيفية إدارته حتى مع معارضيه ومع الكلمات اللاذعة التى كان يسمعها منهم.

د.عبد العال أعطى مثال حي لكيفية إدارة الحوار الراقي الديمقراطى بين الدولة والمعارضة، أخر جلسة وهى جلسة المجتمع المدنى وكان بها عدد من المعارضين للتعديلات دخل "دعبد العال" القاعة وصافح الجميع مبتسم الوجه، وأعطى إحساس للجميع بالطمأنينة، وسأذكر حديثه وتعقيبه على أحد شباب التنسيقية والذى رفض التعديلات، انتظرت داخل القاعة بشغف حتى أسمع رد "د.عبد العال" وكيف سيرد على الشاب، وكان رده بالقانون والحكمة والمنطق، رجل يدرك تماما كيف يحافظ على مسافة بينه وبين المتحدث وأيضا كيف يقنع الآخر برأيه ويجعله محل احترام وتقدير، وثبات يجعله رجل دولة طراز فريد.


أتمنى من جميع نواب البرلمان، أن يشاهدوا جلسات الحوار المجتمعى التى أدارها "د.عبد العال" حتى يدركوا تمام أنهم لو جلسوا داخل قاعة البرلمان منصتين ومهتمين سيسمع لهم رئيس المجلس جميعا سواء نواب الحكومة أو المعارضة ، وسنصل لحلول لجميع المشاكل بدون مزايدات وأصوات عالية، بلاش نستخدم الحصان داخل قاعة البرلمان ، حتى نصل بالمجتمع لنقطة "الحوار المتحضر الديمقراطي".

د.عبد العال، لديه سعة صدر يسمع للجميع ويرد على الجميع ، ونتمنى من النواب المحترمين لا يشوهوا هذا المجلس الموقر ، موش عيب أنك متكونش فاهم قواعد الحوار داخل القبة جميعا يجهل أشياء كثير ولكننا نتعلم ، لن انسى موقف أحد النواب عندما كان يبدى رأيه فى  التعديلات، وكان رئيس البرلمان يستمع له بإنصات شديد، ولكن تدخل النواب، وخرج النائب من القاعة وأعلن أنه تم المصادرة على رأيه، وهذا مغالط للحقيقة حيث أن رئيس البرلمان طلب منه مواصلة كلمته لكن، اصطاد فى الميه العكرة وخرج وعمل من نفسه شهيد للرأى والمصادرة على رأيه.

الخلاصة ، أننا لدينا كنوز ثمينة فى المجتمع ولا نحسن استخدامها بسبب أن كل واحد شايف نفسة الصح ، وكلامه هو إلا لازم يمشي ولا نستمع لعلمائنا ومن يفقهون فيما نجهله نحن ، ولا نريد أن نتعلم ونثقف أنفسنا ونعرف أدواتنا التى يجب أن نستخدمها ، وطننا يحتاج لبناء وهذا يقتضى منا أن نبني أنفسنا من جديد ونستمع للرأى والرأى الآخر ...كما فعلها "دعبد العال" فى إدارة جلسات الحوار المجتمعى حول التعديلات الدستورية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط