الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.هشام فهمي يكتب: قمة تونس ومواجهة الإرهاب

صدى البلد

مما لا شك فيه أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة افتتاح القمة العربية في دورتها 30 بتونس، وضعت خارطة طريق لكثير من القضايا العربية المشتركة، ولعل أهمها المواجهة الشاملة للإرهاب والتطرف، لان ما تمر به الأمة العربية كلها من خطر مُحدق يحيط بها من كافة الجوانب، يتطلب منا توجيه الدعوة إلي كافة الأطراف داخل الأمة العربية للاحتشاد معا من أجل الوقوف أمام هذا الخطر العظيم، الذي قد يهدد وجود الدولة الوطنية ويسعي إلي تفكيكها وليس تهديد استقرارها كما يعتقد البعض.

فالإرهاب الذي يضرب بذراعيه في كل أركان البيت العربي، لم يكن وليد اللحظة التي نمر بها، وإنما بذرت بذوره ونبت وترعرع في غفلة من الأنظمة العربية للأسف، لذلك أقول لهم وبكل ثقة، إن الحرب علية تستلزم تضافر كل الجهود سويا من أجل وضع إستراتيجية متكاملة واضحة للقضاء علية بعيد عن الغرب الكائد للدول العربية، والذى ﻻ استبعد تورطه فى دعم اﻻرهاب وزرع بذور اﻷنقسام، وبعيدا كذلك عن بعض الدول العربية الجاهلة لخطر هذا الإرهاب.

فالماضي القريب يؤكد لنا ان استشهاد الأبرياء في ربوع الدولة المصرية لم يكن مشهد استشهاد بعض الأبطال من أبنائنا، لأن هذا الحدث هز أركان الدولة المصرية، فأدركت ذلك فتحركت علي كافة الأصعدة من أجل بداية الحرب ضد هذه الجراثيم العفنة التي تعلن زورا انتمائها للأمة العربية، وفي نفس الوقت الذي تحرك في الجيش ليقضي علي الإرهابيين، كان هناك تحرك موازي للشعب المصري يعضد من جيشه وشرطته لأن الحرب كما ذكرت حرب وجود هدفها تفكيك الأمة العربية.

إن الاستراتيجية التي طرحها الرئيس في كلمته ومنها التحرك السريع لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية والتأكيد علي تطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب والتي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، من أجل تضييق النطاق علي المجموعات الإرهابية ومعاونيهم ومساعديهم ومحرضيهم، لأن الأمن وحمايته غالي الثمن يجب أن يعلم أبناء الأمة العربية ذلك جيدا ويسعوا إلي مساعدة حكوماتهم لتطبيق القانون وحماية الوطن والمواطن.

إن تأكيد الرئيس في كلمته علي إعادة التفكير فى الإستراتيجية الأمنية بأكملها بحيث يجب أن يكون هناك محاور أخرى للحرب علي الإرهاب ومكافحة التطرف، لأنه من يعتقد أن سبب الإرهاب يقتصر فقط علي السبب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي فهو خاطئ قصير الرؤية والدليل علي ذلك نوعية الشباب المنضم إلي صفوف "الإرهابيين " ونوعية تعليمهم فاﻷمر ﻻ يجب أن يمر دون تحليل ودراسة جيدة موضوعية وعلينا أن نعلم أن الأمر ليس بالسهل اليسير، نعم الاقتصاد قد يكون عاملا للتطرف والسياسة قد تكون عامل للتطرف وكذلك التعامل الأمني من البعض بصورة غير قانونية وغيرها من العوامل قد تكون عامل مساعد علي التطرف، لقد حان الوقت ليعلم الجميع ماهي مسئولياته تجاه وطنه، لقد حان الوقت لنعد أجيال قادرة علي المعرفة والتواصل راغبة في حب الخير والسعي إليه، وعلينا ان نخرج من دائرة اللامبالاة التي يعتنقها البعض إلي دائرة العمل والتحمل والحرص علي الوطن وأبنائه، وأن نحتشد جميعا في كل الدول العربية بكل مكوناتها _شعبا وجيشا وشرطة وكل مؤسسات الدولة _ لخوض حرب قويه على الإرهاب فى كل أرجاء الأمة العربية ....حمي الله مصر حفظ شعبها و جيشها.