الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: الملكة والطبيب الفارس (قصة قصيرة)‎

صدى البلد

بعثت الملكة بمرسال إلي خارج البلاد ،تطلب فيه سرعة إرسال قافلة طبية إليها ، نظرا لفقر الإمكانيات بمملكتها، وبالفعل حضرت القافلة بقيادة الدكتور "أحمد" كبير الاطباء، ألقي نظرة خاطفة علي البلاد، ولكنه لم يتمكن من رؤية معالمها جيدا ،لأنه قد وصل في ساعة متأخرة من الليل. و عندما دلف إلي المملكة، وجد كبير حراسها في استقبالهم، ولن يتسع الوقت إلا لاصطحابهم إلي المكان الذي خصص لهم بشأن مبيتهم.

وفي الصباح ،استقل الطبيب العربة التى وجدها في إنتظاره لكي تنقله إلي القصر لمقابلة الملكة ، وعندما وطأ بقدميه شعر بأنه في الجنة وليس بقصر من شدة جمال بنيانه وروعة أثاثه. ولم يفيق من تأملاته إلا علي صوت الحارث وهو يأذن له بالدخول. ألقي التحية وجلس قبالة الملكة قائلا : أود أن أعرف المهمة الموكلة لي في بلادكم
قالت بصوت آمر : تعلم أن البلد في حالة حرب،مما نتج عنه الكثير من الجرحى والمصابين بين الجيوش، وقد تبين من خطابي لكم أننى في حاجة ماسة إلى أطباء لمتابعة حالاتهم
استطردت : قد يبدو لك أننا مملكة فقيرة،لا تمتلك مستشفيات لعلاج مرضها، لكنى أود أن اطمئنك أن كل مطالبك مجابة، وأني سأوفر لكم كل ماتحتاجونه لشراء الأجهزة الطبية وكل المستلزمات الطيبة.
اردفت بنبرة أكثر جدية لاتحتمل النقاش: المهم عندي صحة الجنود، وأن يتماثلوا للشفاء في القريب العاجل.
انتهت كلامها وحان دوره بالكلام :حسنا، ولكنى لاحظت وانا في طريقي إليكم أن المستشفيات في حالة يرسي لها، وكذلك المدارس، وأغلب إدارات البلاد،أري أنه من الأفضل أن تسخري مالك لإصلاح حال البلاد أولا، وأن تولي اهتمام أكثر إلي الشئون الداخلية ،و أن تتوقفي عن حالة الحرب ،من أجل إنقاذ شعبك من تلك الحالة المزرية.
بلغ غضبها عنان السماء،وهمت واقفة ثم رفعت سبابتها في وجهه،من أنت حتى تقول مايجب أن أفعله وما لا يجب.
زفرت ثم قالت بنبرة تحذيرية :إياك أن تتدخل فيما لا يعنيك ،ولا تنس أنك مجرد طبيب ،بإمكاني أن أطردك ، و أجلب ألفا بدلا عنك
أجابها متحديا، حالة البلاد متواضعة للغاية ، وحتما سيأتي يوما وتنهار،لأن ملكة بلادهم لاتنشغل إلا بتوسيع ملكها فحسب، و كبرياءها يمنعها عن رؤية حقيقة بلادها. وغادر المكان على الفور.
وبينما كانت تراقب الغضب الذي استشري بقسمات وجهه من نافذة القصر ، رفض أن يعود بالعربة ،وأصر أن يعود إلي أدراجه مترجلا. اسدلت الستار، وقد شرع الفكر يستحوذ على فكرها وتردد في قرارة نفسها:كيف يجرؤ طيبب أن يملي عليِّ تعليماته، وقالت في زهو:كيف يتحدث إليِّ رافع الرأس في حين أن الجميع ينحني لي طامعين في رضاي؟

دخل إلي منزله غاضبا : وألقي بمفاتيحه عرض الحائط ،أمسك بورقة ليكتب بها رغبته في العودة إلي بلاده ، و إرسال طبيب آخر بدلا عنه علي وجه السرعة . وبينما كان يكتب طلبه ، تذكر تفاصيل الحوار الذي دار بينهما ،وكأنه هام علي وجهه وشرد فجأة، ثمة فجوة حدثت جعلته يتوقف عن الكتابة. استحضرت ذاكرته دون أن يسعي لذلك،عيناها الواسعتان، شعرها الطويل، خصرها الممشوق حتى عطرها، كأنه مر بجانب أنفه للتو
ثم صاح بأعلي صوت له :ولكنها عنيدة ،لا تسمع إلا صوت نفسها.ثم مزق الورقة وتراجع عن فكرة إرسالها.

وفي صباح اليوم التالي :ذهب إلي المستشفى ليباشر عمله ويتابع الحالات التى يشرف عليها، و عندما حانت ساعة استراحته لتناول الغداء، كان يقضيها في ملاحقتها بعينيه أثناء سيرها في البلاد لتتفقد أحوال شعبها.

معركة تلو معركة ، وهن الجيش تماما، فمنهم جرحي وأكثرهم قتلي فما كان بوسعها أن تصدر بيان لتعلن فيه وقف الحرب تماما ،وأنها لن تخوض معارك جديدة خلال الأيام المقبلة إلي أن يسترد الجيش حيويته وقوته. فكلما تطلعت إلي حال جنودها، تشعر بالذنب حيالهم، فامتنعت عن الطعام، وقد فارق النوم عينيها حزنا عليهم،وبمرور أيام خرت قواها وهزل جسدها حتى نال المرض منها.

استيقظ الطبيب فزعا في منتصف الليل علي صوت قرعات قوية ومتتالية،تحرك نحو الباب مسرعًا ،فإذا بأحد الخدم يطل برأسه ،وقلبه يقفز ويهبط من شدة الركض، أدخله علي الفور ،وبعد أن إلتقط أنفاسه أخبره أن الملكة في حالة سيئة للغاية، وطالبه بأن يذهب معه للكشف عليها، وما كان على الطبيب فور أن أنهي الخادم كلامه، أن تحرك بخطوات سريعة ،ولملم أدواته الطبية في اضطراب، وانطلق معه دون حتى أن يبدل ثيابه.

تسمر مكانه عندما تطلع إلي وجهها الشاحب وجسمها النحيل،وما هي إلا ثوان حتى استفاق من صدمته ،وبدأ الكشف عليها ،وبعدها كتب روشتته التى اعطاها للخادم لشراء الأدوية المطلوبة ،وإذا به يهيئ نفسه للمغادرة، فتناهي إلي مسامعه صوتها الذي بالكاد سمعه والذي كان يحمل بين نبراته التعب الممزوج بالاسي، استدار لها بينما كان قلبه يتمزق ألما علي مرضها،وسألته أن يجلس ثانية لتتحدث معه،استجاب لها ،فلاحت علي ثغرها شبح ابتسامة تصارع المرض حتى ترتسم،فسألها مستفهما :علام تبتسمين؟ !،
قالت :ظننت أنك سترفض الحضور لاسيما بعد آخر حوار دار بيننا، هز رأسه نافيا قائلا :لا ،هذه نقرة أخري، هذا واجبي نحوك، ولا دخل له باختلاف آراءنا، الأمر يعود إلي ضميري والقسم الذي أقسمته بأن مهمة إنقاذ حياة المرضي مسؤوليتى التى سأحاسب عنها أمام الله. فبدأت خيوط الحوار ترمي إلي اللقاء الأول مجددا، لكنه قاطعها بوقوفه مستسمحا إياها أن تاذن له بالرحيل، فاستحابت لرغبته ودعت أحد حراسه لاصطحابه إلي باب القصر.

في تلك الأثناء وشي أحد جنودها للبلاد المعادية لها بخبر مرضها، وما إن سار الخبر كالنار في الهشيم ،حتى أخذ أمراء البلاد المجاورة يجهزون جيوشهم للاستلاء على أرضها والتنكيل بها.وما إن وصل الطبيب إلا بيته حتى وجد رسالة في إنتظاره،حيث أخبره أحد زملائه، أن تلك المملكة التى يقطن بها الآن على مشارف الاحتلال ،وأن أمراء البلاد قد عزموا علي اقتحامها، المسألة مسألة وقت ليس إلا، ولا نية للعدول عن قرارهم. وحثه علي سرعة حزم حقائبه، والعودة إلي دياره في القريب العاجل مع فريقه الطبي.
لم يحتمل الوقوف على قدميه ، جذب كرسيا ليجلس، ووضع رأسه بين راحتيه، وكأن عقله قد شل عن التفكير، استمر على حالته هذه لمدة سويعات، ثم بدأ يردد أنه ليس لديه وقت ،وهم بتحرك نحو بوابة القصر يطلب مقابلة الملكة في أمر هام وعاجل، وبالفعل دخل ولكنه لم ينبس بينة شفاة، تعجبت من أمره، فباغتته بسؤال، ماالخطب؟ !،فلم يرد،
فأعادة صياغة السؤال :ما بك، هل أصابك مكروه؟!
لم يعد يعرف بماذا يرد ،ثم استجمع قواه قائلا: الحارس الذي أرسلته لشراء الدواء لم يستطع أن يحصل عليه، يبدو أنه غير متوفر.
اجابته غير مبالية :ليس مهم
لم يلتفت إلي إجابتها ، و استكمل حديثه: لابد أن تسافري معي
ردت مستفهمة : إلي أين؟
أجابها:بلادي
قاطعته علي الفور : لا
انتفضت عروقه بالدماء، وصاح بصوت جهوري : بلي، ستسافرين معي، الأمر خطير، ولم يعد يحتمل الانتظار، إما السفر معي أو. ......،
فأجابته : أو ماذا؟!
ستخسرين صحتك إلي الأبد ،وستبقين ملازمة الفراش حتى الموت ،(حمد الله أن الكلمات وقفت علي عتبة لسانه، يعلم أنها بمثابة الرصاصة التى ستقتلها لا محال.
استطرد كلامه قائلا، سأنتظر أن يحل الليل ،و سأحضر في المساء ،كي أصطحبك،ونبدأ رحلتنا سويا.

تملكت الحيرة من أمرها، ولا تدري ما يجب أن تفعله، أتبقي هنا في بلادها ،وتنتظر زيارة الموت وسط أهلها أم تسافر معه لاستكمال رحلة علاجها، و من ثم تعود إلي شعبها بكامل لياقتها المعهودة ؟!
دست رأسها في وسادتها علها تستطيع أن تتخلص من الأفكار التى تناطح برأسها وتنهش بعقلها .
رحلت الشمس مودعة النهار، لتفسح مكانها للقمر، فقد حانت ساعة لقائهما ، وصل الطبيب في الميعاد المتفق عليه، بينما كان خائفا أن يتلقي طلبه بالرفض مثلما حدث بالصباح بينما هي فكانت تسير في بهو القصر ذهابا و إيابا حيث تلقي نظرة خاطفة من النافذة ،بينما تناهي إلي مسامعها صوت العربات.
تحت جنح الظلام، بدأ كلاهما السير مهتديا بضوء القمر، إلي جانب إحساس الأمان الذي انتابهما، فما ماهي إلا خطوات ويبعد بها عن الخطر الذي سيداهم بلادها في الأيام المقبلة، أما هي فكانت كلما تطلعت انه بجانبها ، كان الاطمئنان يغزو قلبها والسكينة تسري في أوصالها.

وطئت بقدميها لأول مرة المنشأ الذي ولد فيه الطبيب، انبهرت بكل ما وقعت عيناها عيناها،وأخذت تتلفت يمينا و يسارا لشدة اندهاشها لما رأته ،فحال البلاد على النقيض تماما مقارنة بحال بلادها. لم يقطع شرودها إلا صوت الطبيب وهو يقول : لقد وصلنا،تفضلي. بينما كانت تترجل شعرت بدوار شديد ،وسقطت مغشيا عليها. حملها الطبيب بين ذراعيه، ودفع الباب بكلتا قدميه، وبدأ في عمل الاسعافات الاولية لها بعدما وضعها مستلقية علي سرير بإحدي الغرف.
يوما تلو الآخر، بدأت حالتها تتحسن، وشرعت تتحرك بشكل طبيعي ،إلا أن جاء اليوم الذي حمل همه كثيرا، حيث استوقفته لتطلب منه أن يعود بها إلا بلادها لاسيما أن الغرض الذي أتت من أجله قد أتم ،وأنها قد استردت عافيتها بأكملها ،ولم يعد هناك سببا للبقاء. بينما هو فكان يتهرب منها متحججا أنها مازالت تحت الملاحظة وتحتاج الي بعض الراحة. ذات يوم ألحت عليه بطلبها، فعلم أنه لا فائدة من مراوغتها أكثر من ذلك، وقد قام بمصارحتها بالحال الذي آلت إليه بلادها، كما أخبرهها أنها باتت اليوم محتلة كما أوضح لها أن الجميع قد ظن أنها كانت على دراية بقدومهم ،فهربت مخافة من بطشهم والأسر الذ كان سيطولها لامحال.

اغرورقت عيناها بالدموع عندما كان يصب علي أذنيها آخر تطورات بلادها ،وما إن فرغ من حديثه حتى صاحت بأعلي صوتها ،وأخذت تضرب برأسها في الحائط ،انتابها حالة من الهياج و عدم تصديق مما سمعته، أخذت تكسر وتحطم ثم انزوت في ركن ،وبكت بكاء هيستري. جذبها الطبيب من ذراعها، واجلسها علي السرير، وبدأ في تهدئتها بعدما حقنها بحقنة مهدئة ، ومع مرور الوقت ،بدأت تتوقف عن البكاء تدريجيا ،وتستوعب حجم الكارثة التى أصابت بلادها.اخذ الطبيب يطمئنها بأن مازال هناك حلا. تطلعت إليه كالغريق الذي يتعلق يقشة :ماهو؟!
استطرد : تستغل علاقاتك بحكم أنك الملكة و تطلبي من أمير بلادي و أمراء الدول المجاورة أن يزدونا بالعدد والعتاد حتي يمكنا استراد عرشك، أما الباقي فاتركيه عليِّ
كفكفت دموعها، وهزت رأسها موافقة ،أحضرت ورقة وقلم وبدأت تخاطب أمراء الدول التى كانت على علاقة طيبة معهم،وبعد مرور أيام جاءها الرد ،منهم من رفض ،واخرون قد وافقوا على مضض، أما البعض الآخر فقد رحب بالفكرة وبدأ في إرسال جيوشه.
جاء اليوم الموعود، ودقت ساعة الخلاص، و استنفرت الجيوش، و ضربت الخيول بحوافرها في الارض تأهبا للانطلاق نحو المملكة ، وعندما وصلوا إلى البوابات الخارجية ،بدأ فريق منهم بتطويقها كيفما أتفق معهم الطيب أثناء التدريبات، وما هي إلا ساعات فاصلة ودويت الزغاريد ودقت الطبول احتفالا بالنصر ،بينما خرجت جيوش الأعداء تجر خيباتها بعدما هزموا أشر هزيمة.
في الصباح اليوم التالي، أطلت الملكة بوجه مشرق علي شعبها لتصدر أولي خطاباتها بعدما اعتلت عرشها من جديد.
قالت : "أيها الشعب العظيم، رمز الصمود والشجاعة، لقد حققتم البارحة انتصارا ينم علي عزيمتكم ودليل علي رفضكم للظلم والطغيان. ...أما بعد
فقد قررت أن ألا أحارب مجددا،وأن أخصص جزءًا كبيرًا من ميزانية البلاد لصالح المتشفيات وبناء المدارس ،فلا حاجة لي بعد اليوم لقتوحات ولا داعي لاستنزاف طاقة جيوشي أكثر من ذلك.
بينما كانت تلقي كلماتها علي جمهورها،كان الطبيب يبتسم لقرارتها التى أخذتها فور رجوعها للمملكة، كما أدرك أن مهمته الحقيقة قد انتهت لاسيما بعدما أسقط في يدها مقاليد الحكم من جديد.

أدار ظهره للتجمهر عائدا إلي بيته، وبينما كان يلملم حاجياته استعدادا للرحيل الأخير ،طرق الباب عدة طرقات، وإذ به يفتح الباب، فيتجمد في مكانه من شدة المفاجأة، وإذا به تسأله أن يفسح لها الطريق لتدخل ،وبينما كان تخطو أولي خطواتها، كان يحاول أن يسوي لها مكان يليق بها.
باغتته بسؤال :لماذا قررت أن تاخذنى معك حينما علمت بقدوم الأعداء؟!
ولم لم تتركنى ألاقي مصيري وحدي وتعود انت؟!
ارتبك من سؤالها الغير متوقع ،وأخذت حبات العرق تتلألأ علي جبينه، فأمسك بكتاب يقلب بين صفحاته ،متحاشيا النظر إليها، مجيبا :لأنك كنت مريضة، وحالتك الصحية كانت سيئة للغاية ،ولا تسمح لك بالبقاء.
أخذت تسايره في سجاله قائلة : إذا كان عليك أن تدفع بكل المرضي خارج البلاد ليأتوا معي، هكذا كان صوت العقل يقول وقتذاك
لم يستطع الصمود أكثر أمام عينيها ،فتوقف عن مناوراتها معلنا هزيمته قائلا : ومن قال لك أنني جئت إليك يومذاك بصوت من عقلي؟ !
تصنعت عدم الفهم: إذا كيف جئت؟ !
ثبت عينيه في وجهها وأطال النظر إليها قائلا :بقلبي
احمرت وجنتاها بحمرة الحجل ،واطرقت رأسها تنظر إلي الأرض ،ولم تنبس بكلمة واحدة بعدها.
أعلم أنني تجاوزت حدودي، وأن طبيب مثلي لايحق له أن يحب ملكة ذات عرش رفيع مثلك وتنتمي كذلك إلي سلالة الأمراء
قاطعته قائلا : مذ أن دلفت إلي القصر أول مرة ،وقد اجتحاني حينها شعور غريب، لم أستطع تفسيره ،ولكن مع مرور الوقت وأثناء فترة سفرنا، و رؤيتي لك لأول في زي فارس مغوار يقود جيوشه لإعادة أرضه المغتصبة، بدأت أفك طلاسم هذا الشعور و أدرك معناه الحقيقي
رد عليها : ولكنها ليست أرضي إنما أرضك، كما أنني لا أطيق أن أعيش خارج بلادي، فلا تنتظري أن أبقي هنا أكثر من ذلك
اردفت : إذا عليك أن تصطحبنى في رحلة جديدة إلي بلادك ،و أعدك أنني لم أغادره هذه المرة ابدا
تعجب من كلامها ولم يفهم ما ترمي اليه: ماذا تقصدين ؟!
أجابته بنرة قاطعة :سأتنازل عن المملكة
سألها مستنكرا كيف هذا؟ !، و ماذا عن أحلامك وطموحاتك في توسيع ملكك؟!
اعتلت الفرحة ملامح وجهها ،وارتسمت علي ثغرها ابتسامة خجل قائلة :أنت الملك الذي لايبلي، أنت الحقيقة في عالم مليء بالسراب، أنت البقاء بينما كل شيء في طريقه لزوال.
طبع قبلة علي يدها ثم جذبها إليه ليحتضنها قائلا : احبك
فبادلته ملتفة يديها حول كتفيه : و أنا أيضا، احبك