الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر الوجود!!


تحكى لنا الأساطير عن الصراع بين الحق والباطل والإنسان والشيطان فتقول: إن الإنسان فطر على الخير وكان يسعى لنشره فى دنياه ليقابل به ربه فى آخرته؛ وسار على هذا الدرب كثيرون من أهل الخير وهذا ما أغضب إبليس وأحزنه ؛ وجمع عشيرته وكل بنيه وكل الجن والشياطين المقدسين له والمسبحين بقبحه ؛ وسألهم : ماذا نفعل لكى نبعد بنى آدم عن طريق الخير وأنفذ وعدى مع الله بغوايتهم أجمعين إلا من رحم ربى واستعاذ منى ومن جنودى؟ فقال شيطان مريد ننزع منهم المال فيحزنوا ويتكمدوا ألما !!

فنظر إليه إبليس شذرا وقال: يالك من غبى إن المال هو الذى يغريهم بالحياة الدنيا ويزيدهم فتنة ويقتل بعضهم بعضا من أجله ويرتكبوا كافة المعصيات بسبب هذا المال ؛ اجلس خيبك الله وزادك غيا . فقال آخر ؛ ننزع منهم الأمل ، فيصبحوا يائسين قانطين وبذلك يجروا وراء الزيف فيصبحوا فى ركابنا ، فرد عليه إبليس حانقا وقال : يالك من جاهل إننا إذا نزعنا منهم الامل فمن الممكن أن يكفروا بوجود الله من الأصل وهؤلاء كثر فى هذه الدنيا ونحن نريد أن نغوى الموحدين بالله ليبتعدوا عن الدين ونزداد نحن سعادة بإبعادهم وابتعادهم، كما أن نزع الأمل قد يجعلهم يستغفرون فيغفر الله لهم، اجلس عليك اللعنة، فانبرى آخر وقال هو إذن الصبر الذى يجعلهم يتحملون فلنباعد بينهم وبينه وبذلك يسهل وقوعهم فى الزلل ان لم يكن يقربهم من فعل كل المعصيات ، ضحك ابليس ضحكة استهزاء وقال صبر إيه يامتخلف اللى هنباعد بينه وبينهم ده موضوع مستفز هينجح فيه من قدر له النجاح وبعدها يتوب إلى ربه ويجتبيه مرة أخرى .. 

وهنا انبرت شيطانة مريدة وقالت نحرمهم من الأمن والسلام فيتيهوا فى دنياهم ويقتل بعضهم بعضا ويستحلوا الحرام ويحرموا الحلال ، فانبهر إبليس وصفق لها وأمر كل الجنود بالتصفيق وبحملها على الأعناق وبالفعل شرع فى هذه الخطوة وسأل كيف يكون ذلك ؟ فقال أحد الأبالسة نقذف به فى السماء فيستحيل عليهم الوصول اليه ؛ فقال ابليس ان لم يحصلوا عليه اليوم فغدا آت لامحالة وبعلمهم المتنامى سيخترعون السفن الفضائية والصواريخ المدارية وسيأتون به من اعالى السماء حيث واريناه هناك . فقال اخر اذن نلقية فى جوف البحار ، فأجاب ابليس وكله حسرة انهم لايهدأون وعقلهم يعمل ليل نهار ويخترعون الغواصات والمنقبات فى اعماق البحار والمحيطات وان لم يجدوه الان فغد بعلمهم آت ، فقال اخر نلقه فى باطن الارض فيصعب عليهم الاتيان به ، فشد ابليس شعره وقال الذى جعلهم بعلمهم يصعدون الى السماء ويغوصون فى اعماق البحار والمحيطات سيحول بينهم وبين جوف الارض الذى استخرجوا منه الكنوز والملذات ، بالطبع لا فهم يسارعون الزمن فى الاختراعات ومهما طال الوقت فسيجدونه ويخيبون امالنا فى تدميرهم وانتزاع منهم الملذات ، وهنا قامت الشيطانة الشمطاء وقالت نخفيه فى داخل كل انسان وفى هذه الحالة سيبحث عنه فى كل مكان الا بداخله فيتوه ويأثم وينتهى ضائعا تائها بلا سلام ولاأمن ولاأمان .
ولم يصفق لها ابليس ويأمر اتباعه بالتصفيق فقط بل يقال انه اعطاها صولجانه وصار تابعا لها ونفذت فكرتها ومن يومها وحتى الان والى اجل لايعلمه الا الله يبحث الانسان عن السلام الداخلى فى كل مكان الا فى قلبه ولذا فقد اصبحنا على مانحن عليه الان........
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط