الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب.. ليلة ممطرة 13

صدى البلد



ثم يتوجه الضابط لإيمان زوجة رجل الأعمال ربما يجد إجابة للسؤال الذي يشغله
حول إنكار فتحي لعلاقة الصداقة التي جمعت بينها وبين المجني عليها .
فيأتي الجواب الشافي على لسان السيدة إيمان عندما أقرت بأن علاقة الصداقة

جاءت عن طريق الصدفة بعد طلاق المجني عليها لذلك فإن فتحي لا يعلم بها كما قال .

فلم يكن أمام الضابط سوى البحث عن طريق أخر يصل من خلاله إلى الجاني

فانتقل إلى مكتبه على الفور لمواصلة التحقيقات فاجتمع بالمشتبه بهم منفردين

ربما خرج من تلك التحقيقات بما يصبو إليه ،
وبينما التحقيقات تتواصل مع المقبوض عليهم من اللصوص تأتي أخبار جديدة حول شخص قد باع عقدًا بنفس المواصفات لمحل مجوهرات صغير في منطقة نائية بعيدة عن الأعين

فيقوم الضابط على الفور بالتوجه للمحل لكنه يجد أن العقد ربما يكون مختلفًا بعض الشيء ،
فلم يجد أمامه سوى وليد ربما هذه المرة يتعرف على العقد !

قد يكون تفكير الضابط في الاستعانة بوليد في تلك اللحظة تحديدًا أمرًا غريبًا أو غير منطقي

فهو لم يتعرف على العقد في المرة الأولى !!

ترى هل كانت تلك الخطوة قدرًا وترتيبًا ربانيًا ؟

أم أن للضابط رؤية أخرى في ذلك لم يعرب عنها أو يبوح بها ؟

لكن ما نعرفه الأن هو محاولة الضابط الإتصال بوليد ليتعرف على العقد الموجود عند الصائغ

فلم يحضر وليد حيث منعه هاتفه المغلق من إجابة الضابط الذي لم يتوانى في الإتصال مجددًا ، المرة تلو الأخرى لكن مرور الوقت دون جدوى جعل الضابط يفكر جديًا في حل أخر .
الضابط لا يجد متسعًا من الوقت فهو يريد أن يتأكد بأي شكل لذلك قرر أن يتحرك سريعًا

فلم يجد سبيلًا سوى الذهاب بنفسه لإحضار وليد من البيت .

لكن باب بيته المغلق لم يختلف كثيرًا عن هاتفه حيث حال هو الأخر دونهما فلم يلتقيا ،

وفي محاولة أخيرة لإيجاد وليد قرر الضابط أن يتوجه بسرعة إلى الشركة التي يعمل بها

ربما وجده هناك .
لكن ما يبدو أن وليد يأبى مساعدة الضابط هذه المرة ، أو أنه لن يتمكن من مشاهدة العقد والتعرف عليه ، وربما ترغب الحقيقة في الظهور هذه المرة بمساعدة هايدي !
فعند وصول الضابط لمكان عمل وليد تقابله هايدي زميلة وليد في العمل
فيسألها عن وليد فترد هايدي قائلة : وليد عنده شغل في الغردقة

الضابط : هو مفيش غير وليد اللي بيسافر ولا إيه ؟
هايدي : لا طبعًا بس من يوم اختفاء شادي والشغل فيه ضغط على وليد
وباقي الفريق طبعًا لأن شادي كان بيقدر يتصرف بحكم خبرته .
الضابط : ازاي شادي ده اختفى يعني هو طفل ولا ايه؟!
هايدي : لا طبعًا مش قصدي اختفى بس هو ساب الشغل بطريقة غريبة شوية

قصدي يعني فجأة كده وبدون أسباب ، ومن ساعتها والشغل زاد علينا لأن وليد بيقوم بشغله

الضابط : ها وبعدين؟

هايدي : وبعدين إيه يا افندم ؟!

الضابط : أقصد كملي كلامك يعني ايه اللي حصل بعد كده ؟

فتبتسم هايدي ثم تقول : لا خلاص مفيش حاجة أنا خلصت كلامي ،

كل الحكاية إني كنت عايزه أوضح لحضرتك سبب انشغال وليد طول الشهرين اللي فاتوا

بعد غياب شادي مش أكتر.

فيرد الضابط : يعني شادي ساب الشغل من شهرين مش كده؟
هايدي : أيوه تقريبًا حتى فلوسه ومستحقاته في الشغل كان سايبها هنا

جايز يكون عنده مشكلة وهيخلصها ويرجع !

الضابط : طيب مش في تليفون على الأقل ممكن تكلموه !

هايدي : فعلًا عملنا كده ، لكن التليفون مغلق من وقت غيابه يوم 23 فبراير بالظبط

الضابط : بتقولي يوم كام ؟ 23 فبراير ! شكله إيه شادي ده ؟
هايدي : هو كان شاب طيب أوي وشكله عادي يعني مش أسمر ولا هو أبيض،

ونفس طول حضرتك كده بس جسمه كان أثمن شوية ،
دقيقة واحدة أخليك تشوفه ، في هنا صور لشادي من حفلات ممكن حضرتك تشوفها .

ثم أخرجت حافظة الصور من درج مكتبها قائلة : هو ده شادي يا افندم اللي جنب وليد .

فيدقق الضابط النظر في الصورة التي أعادته إلى نقطة البداية مرة أخرى ،

ثم عاد الضابط بفكرة خطوات إلى الخلف عندما شاهد الصورة ليتذكر تفاصيل تلك الليلة

الممطرة وتسارع أحداثها المثير فتغيرت تعبيرات وجهه وبدت عليه علامات الدهشة والعجب ثم يقول : مش ممكن !

فترد هايدي في دهشة : هو ايه اللي مش ممكن يا افندم ؟

لكن الضابط لم يبالي بما قالته ثم ينصرف مسرعًا دون أن يعيرها انتباهًا !

فقد جاء دور القدر هذه المرة كي تتكشف الحقائق الغائبة منذ اليوم الأول للحادث
يبدو أن الليل قد بدأ يلملم أوراقه استعدادًا للرحيل ، مع بزوغ فجر العدالة الإلهية .
ظهرت شمس الحقيقة من جديد بعدما كادت أن تغيب بلا عودة !
الضابط يشعر بالسعادة وتبدو على وجهه علامات الرضا قائلًا الحمد لله

ثم يقوم الضابط بالاتصال بسيف معاونه في القضية قائلًا : أنت فين يا سيف ؟
سيف : أنا رايح المستشفى عشان حادثة العربية ، تقريبًا تم التعرف على صاحب الجثة .

الضابط : طيب كويس أوي ، قابلني في المستشفى بسرعة يا سيف متتأخرش .

فيسأله سيف : هو في ايه يا افندم أنا مش فاهم حاجة .
لكن الضابط لم يجيب عن سؤاله قائلًا : تعالى بسرعة يا سيف وهناك هتفهم كل حاجة .