EN 
تراه حاملا هموم الأمة العربية في كل المواقف و الأزمات و يرسم بتصريحاته و خطواته امالا ويفتح ابوابا للخروج من هذه الأزمات ولعل ملف مكافحة الإرهاب من أهم الملفات التي يوليها الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين أهمية كبرى وبعد تسليم رئاسة القمة العربية الثلاثين في تونس إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حرص العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن يؤكد في كلمته رفض بلاده لإعلان اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة والتي احتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧ وقال في كلمته " نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان "...
ولعل المتأمل في كلمات الملك سلمان يستوضح منها خبرة وحكمة سياسية كبيرة فاستخدام جمل حاسمة مثل " اي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان" معناه أن الملك يرفض اية إجراءات حالية أو مستقبلية تحت اي مسمى فهو لم يعلن رفضه فقط لإعلان ترامب المزعوم إنما رفض أية إجراءات قد يتم استبدالها او تعديلها .
وفي هذا السياق يوجه الملك سلمان رسالة شجاعة و رسالة كرامة إلى الرئيس الأمريكي ترامب مفادها أن الأمة العربية سيادة وكرامة على أراضيها وأن هذا الإعلان المسموم للرئيس الأمريكي مرفوض جملة و تفصيلا من الشعب السعودي الذي يغار على أراضي الدول العربية الشقيقة ويرفض المساس بسيادتها.
سلمان بكل رسالة أخرى وجهها الملك شجاعة إلى إسرائيل حينما أكد أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية
وبهذه الرسالة يعلن الملك من عرينه عن رفضه لقرارات إسرائيل التي لا تحترم الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة
ومحاولاتها المستمرة سلب الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمة لها .
أما الرسالة التالية فقد مثلت صفعات قوية على وجوه
كل من قطر و إيران وتركيا بسبب دعمهم وتمويلهم للإرهاب و الجماعات الإرهابية .
وعلى الصعيد الليبي وجه الملك سلمان بحكمته إلى ضرورة دعم وحدة ليبيا وسلامة أراضيها مثمنا جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثالث لافتا إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي بإلزام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدائية ضد الشعب اليمني وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة .
أما رسالة الملك سلمان للشعب التونسي فكانت مميزة و تعبر عن كرم الملوك فقد قدم الملك سلمان هبة كبيرة لتطوير جامع الزيتونة ومحيطه بالإضافة إلى
توقيع اتفاقيات عمل بين تونس والسعودية الأولى قرض من الصندوق السعودي للتنمية لحماية المدن التونسية من الفيضانات والثانية تمويل صادرات سعودية لصالح للشركة التونسية لصناعات التكرير " ستير " ليس هذا فحسب فقد تولى الرئيس التونسي رفقة العاهل السعودي إزاحة الستار لوضع حجر الأساس لمشروع تجهيز مستشفى الملك سلمان الجامعي بالقيروان وإطلاق مشروع ترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيراون وإطلاق مشروع ترميم جامع الزيتونة المعمور . لذلك وبعد رسائل الامل التي ارسلها الملك سلمان للشعب التونسي كان من الطبيعي أن يقوم الرئيس التونسي بمنحه مفتاح مدينة تونس وهو التقليد الذي تتبعه تونس مع للتعبير عن التقدير للرؤساء والملوك والشخصيات الهامة الذين يقومون بأفعال استثنائية لصالح تونس و قد منح هذا المفتاح سنة ٢٠٠٠ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بن رقيبة أما في عام ٢٠٠٢ فقد منح هذا المفتاح إلى الرئيس البرتغالي خوري سامبايو أيضا إلى الرئيس البولوني ألكسندر كو سنيسكي . وبهذا يصبح الملك سلمان أول ملك يمنح له مفتاح تونس منذ عام ٢٠٠٢ وهو ما يعكس مكانة الملك سلمان بن العزيز و تقدير تونس له حكومة و شعبا . رسائل سياسية وإنسانية أرسلها الملك سلمان في القمة الثلاثين تؤكد حكمة و رؤية سياسية و شجاعة ملك يسعى للحفاظ على كرامة الأراضي العربية وحقوق شعوبها .
