الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: ليلة ممطرة ..الجزء الأخير‎

صدى البلد


سيف يتوجه للمستشفى في الحال كما طلب منه الضابط .
فهو يشعر من الطريقة التي يتحدث بها الضابط أن الأمر ربما يكون في غاية الأهمية
لكنه أبدًا لم يكن يتوقع المفاجأة التي يخبئها القدر
فقد علم الضابط أن شادي هو نفس القتيل الذي عثروا على جثته في نفس الليلة
الممطرة التي قتلت فيها إلهام!
لكن يبدو أن هذا اليوم عامر بالمفاجئات فعند وصول الضابط للمستشفى تحدث المفاجأة الثانية!
فقد تم التصريح بدفن شادي بعد مرور مدة على وفاته دون التعرف علي شخصيته.
فيشعر الضابط بضيق شديد لكنه يتمالك أعصابه ثم يسأل الطبيب قائلًا :
الجثة دي خرجت امتى يا دكتور ؟
الطبيب : النهارده من ساعة تقريبًا .
يخرج الضابط مسرعًا في محاولة لتدارك الأمر فيصطدم بسيف على باب المستشفى فيسأله :
في ايه يا افندم مالك ؟
فيسأله الضابط بصوت مرتفع : ازاي يصرحوا بدفن الجثة واحنا منعرفش يا سيف ؟
فيجيبه : أنت ناسي إن حمزة هو اللي ماسك القضية دي ؟!
الضابط : ولما هي قضية حمزة أنت هنا بتعمل ايه؟
سيف : هو طلب مني أجيب تقارير القضية من المستشفى لأن هو في البيت مع والدته تعبانة شويه .
الضابط : خلاص يا سيدي عرفت ،
المهم دلوقتي نلحق الجثة دي قبل الدفن عشان خلاص عرفت صاحبها.
ولأن وقت انكشاف الحقيقة وظهورها قد حلَّ يتمكن الضابط بالفعل من إيقاف السيارة
التي تحمل الجثة بعدما اتصل بإدارة المرور التي قامت بدورها في ملاحقة سيارة نقل الموتى ،
ولحسن الحظ يخبره ضابط المرور بأن السيارة التي تقل الجثة مازالت بالطريق
لأن حركة المرور متوقفة بسبب مرور شخصية مهمة !
و بعد مطابقة الصورة للجثة تبين أن شادي هو القتيل المجهول!
لكن الضابط أبى أن تنتهي قصة شادي عند هذا الحد محاولًا إعادة الجثة مرة أخرى
للمستشفى و إعادة فحصها، فلم يتمكن من ذلك بسهولة.
فطلب الضابط من رئيسه بالعمل التدخل وإعادة الجثة مرة أخرى للتشريح والفحص
يعود شادي للظهور بعدما كاد أن يدفن وتدفن معه أسرار كثيرة.
الضابط يطلب مراجعة جميع المتعلقات التي تم رفعها من مكان الحادث في تلك الليلة
و أثناء الفحص والمراجعة يكتشف الضابط خطأ شادي عندما احتفظ بصورة للعقد المبلغ
عن اختفائه ، كانت هذه الصورة في ملابس شادي وقت الحادث !
هنا يبدأ الضابط في ربط الخيوط ببعضها منذ مقتل شادي في نفس المنطقة
التي تم فيها قتل إلهام و في نفس التوقيت تقريبًا ليخرج بنتيجة واحدة لم يكن يتصورها
أحد من قبل ، القاتل بين يديهم منذ البداية ، فإن القتيل المجهول هو القاتل الحقيقي
شــادي هــــو مـن قام بقتل إلهام في شقتها ،
لكن ما هو الدافع للقتل ؟ هذا ما يريد الضابط معرفته .
وبعد تشريح الجثة مرة أخرى يتبين وجود بقايا من شعر المجني عليها في ملابسه
عندما قام بخنقها ، ما زاد الضابط إصرارًا على فك لغز القضية وكشف ملابساتها
فهو يرفض أن تنتهي القضية عند هذا الحد وهذا ما دعاه للقبض على وليد صديق
شادي والأخ الأصغر للمجني عليها ، لكن وليد ينكر علاقته بالحادث بشكل قاطع
رافضًا ما يدعيه الضابط وفريق البحث عن وجود علاقة له بالحادث من قريب أو بعيد
أنكر وليد علمه بمقتل شادي ونسي خطأه الفادح عندما ادعى أمام زملائه
في العمل بأنه قام بإيصال المبلغ المالي والمستحقات المتأخرة لشادي بعد اختفائه !
لكن اعتراف هايدي بأن وليد هو من قام بإيصال المبلغ المالي لشادي بعد اختفائه
أغلق طريق الإنكار أمام وليد الذي اعترف بتحريض شادي مقابل مبلغ مالي
بدافع الانتقام من أخته "إلهام" التي رفضت أن تمول مشروعه الموسيقي الذي يحلم به ‘
و كذلك لأنه هو الوريث الوحيد للمجني عليها
كما اعترف بأن مقتل شادي كان مدبرًا هو الأخر بعدما تمكن وليد من الخروج من الفندق
في الإسكندرية دون أن يدري أحد بغيابه والعودة للقاهرة لينفذ جريمته الثانية
فهو منتظر بسيارته على جانب الطريق ينتظر شادي في المكان المتفق عليه من قبل
وبعد أن أخبره شادي في التليفون أن المهمة تمت بنجاح لكنه لم يعثر على العقد
طلب منه وليد أن يترك مفتاح الشقة في مكان ما ‘ ثم يقوم بعبور الطريق
حتى يأخذ باقي مستحقاته من عملية القتل الخسيسة ومتعلقاته التي تدل على شخصيته
بعدما أقنعه وليد بأن يترك أي شيء يدل على شخصيته بحوزة وليد
حتى تنتهي العملية فربما يسقط منه شيء يتم التعرف من خلاله على شادي
لكن شادي مات قبل أن يأخذ شيء بعد ما أطاح به وليد على الطريق فيقع صريعًا
ليشرب من نفس الكأس الذي أسقاه للمجني عليها .
وبسرعة ينتقل وليد لشقة المجني عليها ويأخذ المفتاح الذي تركه شادي في قصرية
الزرع الموجودة على باب الشقة حسب الخطة المتفق عليها من قبل
فيأخذ العقد ويهرب حتى يبعد الشبهة عن نفسه بعدما تظهر أن السرقة هي الدافع للقتل
ولكن شهادة الأستاذ محمود جار المجني عليها بوجود خلافات بين المجني عليها
وبين فتحي الزوج السابق جعلته هو المتهم الأول و أبعدت الأنظار عن ولــيــــد
الذي قام بالإعداد لجريمته بدقة شديدة ووضع خطة شيطانية كادت أن تفلح لولا إرادة الله
ثم إصرار رجال البحث وعدم الاستسلام للمعطيات والبراهين النمطية السهلة .
فعدالة السماء قد تغيب أو تتأخر من وجهة نظرك لكنها حتمًا تأتي في موعدها
المحدد من قبل رب العالمين الذي يمهل ولا يهمل "
لذلك أدعوا كل من يقرأ روايتي للاجتهاد وعدم الاستسلام وطرق جميع الأبواب التي قد تساعدك في تحقيق الحلم أو الهدف، فمهما بدى لك طريق الحلم صعبًا وغير ممهد
لابد أن تسلكه فحتمًا ستكون النهاية أفضل عندما تعتلي قمة الحلم بعد تلك المشقة والعناء
"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ "
وكذلك من المهم ألا نغفل الدور الذي قام به الكبت وقيد الحريات
فلو أن إلهام تركت لأخيها بعض الحرية لما قُتلت!
ولكن وبكل أسفٍ ما حدث في هذه الرواية كان نتاجًا واضحًا لما سبق ذكره في المقدمة .
قد يرى البعض أنني أنادي بمطلق الحرية ، ولكن لو عدنا إلى الوراء قليلًا
لوجدنا حدودًا للحرية سبق ذكرها في مقدمة الرواية .
ومن هنا كان لزامًا علينا الآن أن نطرح سؤالًا على أنفسنا :
هل سنُبقِي على التسلط والأنانية وكبت الحريات في محاولة لتحديد مصير الأبناء،
أم سنُغيِّر من أنفسنا؟
سؤال ينتظر الإجابة ...