الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حينما تنحني الإنسانية لطلب السلام.. مشاهد من حياة البابا فرنسيس الذي أحب الخير لجميع الناس

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان

«لا تسألني من هم ولا تسألني عن ديانتهم ولا جنسيتهم فقط اسألني عن إنسانيتي تجاههم» تلك الكلمات تجسد حياة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في العالم، والذي تزخر حياته بالمواقف النبيلة التي أثارت إعجاب العالم وجعلته رمزا للإنسانية في عصره يحتفى به في كل مكان.

البابا فرنسيس، الرجل الذي كرس حياته لخدمة الإنسانية والانحياز للفقراء ونصرة اللاجئين في مختلف أنحاء العالم دون الالتفات لأوطانهم أو دياناتهم، كرسها أيضا لإحلال السلام، وطلبه للشعوب مهما كلفه ذلك ومهما كان المقابل.

مواقف البابا الإنسانية من أجل الشعوب لن تتوقف على مدار الأيام ومنذ اعتلائه الكرسي البابوي، التي كان آخرها، قيامه بتقبيل أقدام رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير، وزعيم المعارضة في الدولة ذاتها إريك مشار، وثلاثة نواب آخرين للرئيس، لحثهم على عدم العودة للحرب الأهلية في دولة جنوب السودان.

تنازل بابا الفاتيكان عن قدسية منصبه؛ حيث ركع ليقبل أقدام زعماء جنوب السودان من الحكومة والمعارضة، لحثهم على احترام الهدنة التي وقعوا عليها والتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية، بعدما أنهكت دولتهم الصراعات التي راح ضحيتها أكثر من 400 ألف، ونزوح أكثر 3 ملايين لاجئ، كل ذلك جاء حقنًا للدماء وحفاظًا على الأرواح البشرية وحثا على إنهاء الحرب والعيش في سلام.

البابا المحب للسلام والخير للشعوب، لم يجد أمامه إلا مخاطبة وفد دولة جنوب السودان، قائلا: «أطالبكم كأخ، بأن تحافظوا على السلم، أسألكم ذلك من قلبي، لنمضي ونتقدم، دعونا ننجح بحل المشاكل"، حتى أنه لم يجد تلك الكلمات كافية لإنهاء معاناة شعب جنوب السودان، ففاجئهم بالركوع على الأرض وراح يقبّل أقدامهم واحدا تلو الآخر حثا على العيش في أمن وسلام.

لم يكن هذا الموقف هو الأول في حياة البابا فرنسيس، الذي يقبل فيه الأقدام لحقن الدماء والسلام، فقد سبق له أن قبل أقدام البسطاء من أجل الإنسانية، حتى جعلته تلك المواقف رمزًا للإنسانية يحتفي به العالم، وتحكي "إنسانية وتسامح" سيرته وإنسانيته في دول العالم.

وتضامنًا مع الأطفال مرضى السرطان في كل دول العالم، وللتأكيد على أن الجميع يشعر بالأمهم، فقد سبق للبابا فرنسيس أن قبل قدم أحد الاطفال المصابيين بالسرطان، في رسالة منه أن يشعر بآلامه التي يسببها السرطان ولفت أنظار العالم لضرورة الالتفات لتلك للأطفال مرضى السرطان والتخفيف عنهم.

ومنذ توليه الكرسي البابوي ولم تتوقف مواقفه للاجئين باسم الانسانية، لكونهم يفرون من الموت وأن أوروبا تشكل بارقة أمل لهم، لذلك يجب على الجميع مساعدتهم، حتى أنه اصطحب أسرة مسلمة من المهاجرين السوريون معه إلى الفاتيكان كانوا قد فقدوا منازلهم في الحرب التي تشهدها سوريا، في لفتة إنسانية منه تؤكد إنسانيته، وأخلاقه التي يتميز بها.