الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: ومصر

خالد العيسوي
خالد العيسوي

شاء القدر أن تكون مصر كبيرة دائما وشاء القدر أن يكون هكذا دورها.. فلن تجد حلا لأي قضية من القضايا الإقليمية إلا وكان الحديث أن مفتاح الحل مع دولة كذا ومصر أو دول كذا ومصر...فحل القضية الرئيسية للعرب ..فلسطين..مع أمريكا وحلفائها ومصر..وحل القضية السورية ..مع روسيا والحلفاء ومصر..وحل القضية الليبية ..مع الدول الغربية ومصر..حل القضايا العربية والإقليمية كافة بين الدول صاحبة القرار ومصر..مصر دائما مفتاح الحل ولن تجد حلا لقضية عربية إلا وكانت مصر حاضرة بقوة ..هذا قدرها وهذا دورها..ومن هنا كانت الزيارة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنتين الماضيين لأمريكا واللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولكن هذه المرة وهذه الزيارة كان هناك متغيرات ربما على الصعيدين العربي والأمريكي نفسه..فالصعيد العربي..باتت معظم القضايا العربية تبحث عن حلول وأن كانت وصلت الأزمات إلى مرحلة لا يمكن السكوت عن حلها..فعلى سبيل المثال القضية الرئيسية قضية العرب التاريخية لهم ..بات الحل ضرورة ملحة واستمرار الوضع كما هو عليه يمثل انفجارا منتظرا في أي وقت بسبب تعثر المفاوضات بل وصولها إلى طريق مسدود إثر التعنت الإسرائيلي والجمود في الموقف الدولى إلا أن إدارة ترامب ترغب في حلحلة الوضع..وتحت أي مسمى..وكذلك القضية السورية..بات الوضع يتحدث عن حلول في ظل الإعلان الأمريكي عن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية...وكذلك سيطرت الجيش السوري على مناطق كثيرة بعد هزيمة الجماعات الإرهابية بما فيها داعش..والأن المشهد يتحدث في ليبيا عن ضرورة فرض حل بعد سنوات من التدويل للقضية بدون حل وبات الجيش الليبي يتحدث من مركز قوة في العاصمة الليبية نفسها بعد أن كان الحديث عن دولة مقسمة سياسيا وجغرافيا وأصبح دخول الجيش الليبي للعاصمة قاب قوسيا أو أدنى..وبات الحديث عن أنا هنا صاحب الحكم والسيطرة من يريد التفاوض هذا هو حال الجيش الليبي قريبا بإذن الله..وهنا وفي هذه القضايا تحديدا كان محور الحديث خلال لقاء الرئيس السيسي وترامب داخل أروقة البيت الأبيض.

والصعيد الأمريكي نفسه أيضا شهد قبل هذه الزيارة وهذا اللقاء متغيرات..الرئيس ترامب حتي فترة قريبة كانت وسائل الإعلام وبعض الجهات داخل أمريكا نفسها تتحدث عن قرب الإطاحة بترامب وإدارته نظرا لاتهامه بالتعامل مع روسيا خلال الانتخابات ومساندة موسكو له.. وإتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أفرزت ترامب...رغم نفيه مرارا وتكرارا لهذا الأمر...حتى جاء الحكم مؤخرا وتم تبرئة ترامب وإدارته من هذه التهمة وبالتالي أصبح ترامب أكثر قوة داخل البيت الأبيض وبات هو الرجل الأقوى في هذه الدولة التي تتمتع بمؤسسات كبيرة وقوية وصاحبة نفوذ داخل بعضها البعض...نهيك عن التغير الأخر هو ما أفرزته انتخابات الكونجرس مؤخرا والتي أيضا أعطت الحزب الديمقراطي نفوذا أكبر وسيطرته على المجلس وهو أيضا ما يجعل الصراع بين الحزبين مستمرا ولكن بدرجة أقل نظرا لنفوذ ترامب القوى حاليا.

إذن متغيرات تستوجب التوقف أمامها والبحث فيها وماذا يعنى ذلك على العلاقات المصرية الأمريكية ومن ثم العلاقات مع العالم العربي..والتي أراها أنها بالنسية للدول العربية وخصوصا الخليجية منها تمثل مرحلة فارقة في تاريخ هذه العلاقات نظرا لما يقوم به ترامب وإدارته في خدمة القضاء على التوغل الإيراني في المنطقة عبر المزيد والمزيد من العقوبات والتي كان أخرها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية مما سينعكس على دور إيران السلبي في المنطقة.

من هنا يجب التوضيح ماذا يعنى دور مصر الريادي في المنطقة والإقليم...مصر دائما وأبدا كانت ومازالت وستستمر مفتاح الحل ومربط الفرس للعديد من القضايا والملفات لانها تنتهج مبدأ ، حريصة كل الحرص على تنفيذه، هو عدم التدخل في الشأن الداخلى للدول وتمسكها بالحلول السياسية وعدم استخدام القوة العسكرية من الخارج لإنهاء الأزمات كما حدث في العراق وكذلك الحفاظ على الدولة الوطنية..أسس ومبادئ حرصت مصر الجديدة منذ عام 2014 على وضع ذلك في الاعتبار أمام العالم وهو ما نجحت فيه بامتياز وبات منهجا لموقفها مما جعل الجميع يرغب في أن تكون طرفا في أي مفاوضات لإنهاء الأزمات..وهذا ما فطنت له الإدارة الأمريكية وجعلت من مصر نموذجا تستعين به حينما تفشل في إدارة أي أزمة من الأزمات الراهنة وخصوصا العربية.

من هذا المنطلق نؤكد أن مصر بقيادة الرئيس السيسي أصبحت حاليا معبرا لحل الأزمات وهذا ما كان واضحا في ترحيب الرئيس الأمريكي بالرئيس السيسي خلال دخوله البيت الأبيض في زيارته الأخيرة والذى ظهرا واضحا خلال حرص ترامب على أن تظهر صورته مع الرئيس السيسي أمام باب البيت الأبيض كاملة وواضحة لدرجة أنه أخذ يلوح لسائق السيارة التي وصل بها الرئيس السيسي بالتحرك للأمام حتى تظهر الصورة كاملة.

والآن نحن في انتظار نتائج هذه الزيارة والتي ستنعكس قريبا على العديد من الملفات هو ما سيؤكد موقف مصر الثابت من قضاياها العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وسائر القضايا الأخرى.. ويؤكد أن أي دولة لها نفوذ في حل أزمة ما عربية ستكون هى ..ومصر...فمصر مع حرف "الواو" دائما.