الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: شبيحة الدعوة

صدى البلد

كثر الحديث خلال هذه المرحلة، عن تجديد الخطاب الديني، وتعالت أصوات كثيرة تدعو إلى وجوب القيام بمراجعة جذرية وشاملة وعميقة للطرق والأساليب والقوالب والصيغ وللمناهج التي تعتمد في مجال تبليغ مبادئ الإسلام وأحكامه وتوجيهاته ومقاصد شريعته إلى الناس كافة، ونشر رسالته السمحة التي تسعى إلى الخير للإنسانية جمعاء، على نحو يجلي الحقائق، ويدحض الأباطيل، ويفند الشبهات، ويوضح معالم الحق للمسلمين، ولكل من يرغب في اكتساب المعرفة الصحيحة عن كل ما يتعلق بالإسلام.

وأثار ذلك غضب الأزهر الشريف بعد مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنقية كتب الفقه الإسلامى.. وكان فى ذلك طيب لم يجرؤ قبله حاكم على المطالبة به وإلا اتهموا بالتفكير.

إن أبرز أمراض المسلمين اليوم هو مصدر ثقافة الكراهية التي تعصف بالمسلمين وتحول دون انفتاحهم على الحياة، وهو مصدر فوضى الدماء التي يعانيها المسلمون اليوم، وتحت هذا العنوان تحديدًا ترتكب أشد الفظائع في المجتمعات الإسلامية.

وينصحك كثير من الناس أن تؤجل المواجهة مع التراث إلى زمن نتصالح فيه مع أنفسنا، ويقولون الوقت غير مناسب لفتح خلافات الماضي، وعلينا أن نبحث عن خطاب يوحد ولا يفرق، ويجمع ولا يمزق.

وكأن الأمة موحدة مستقرة لا يعكر صفوها شيء، وكأن الأمة لا تعيش فوضى القتل والدماء والتكفير، وكأن الناس لا تشاهد كل يوم حز الرقاب وقطع الرؤوس وفتاوى الردة والتكفير التي يتلوها زبانية قساة تحت الرايات السوداء يستبيحون بها دماء الناس وأعراضهم وأموالهم ونسائهم وأوطانهم
فهل علينا أن نصمت حتى لا نعكر هدوء ساحات القتل المنتشرة في المدن المنكوبة بالرايات السوداء؟ وهل علينا أن نوفر للمحاربين الجهلة القساة فرصة تنفيذ أحكامهم بهدوء حتى لا نشرخ وحدة الصف الإسلامي؟

وجب علينا فورا المواجهة والصدام بكتب الفقه العقيمة دون خوف، ابن تيمية... فقيه إسلامي هائل يملأ الدنيا ويشغل الناس، وهو الإمام الأول لحركات السلفية الجهادية، وهناك عشرات الملايين من المسلمين يعتبرونه أهم إمام في الإسلام ويسمونه شيخ الإسلام وهو لقب لم يحظ به أحد في التاريخ قبله ولا بعده.

شيخ الإسلام ابن تيمية ترك تراثًا كبيرًا، كان متفرقًا في الكتب الصفراء حتى قامت السعودية ومؤسساتها الدينية الرسمية بنشر فكره وكتبه، وبإمكانك أن تجد فيها هذه الفتاوى.

تحفل كتب ابن تيمية بالفتاوى الباطلة المخالفة للقرآن والسنة التي تحكم بتكفير المسلمين وقتلهم واستحلال الدماء والحرمات.. وهذه الفتاوي الباطلة ليس لها أي سند علي الإطلاق.. وهي كلها تتعارض تعارضًا كاملًا مع القرآن والسنة.. وتصل فتاوي ابن تيمية - التي سوف نورد أمثلة منها في السطور القادمة - في دعوتها إلي التوسع في قتل المسلم لأخيه المسلم، إلي حد الحكم بقتل من يؤدي الصلاة ولكنه يجهر بالنية في صلاته بدعوي أنه بذلك يشوش علي من حوله في المسجد وجاء ذلك نصا فى كتاب الفتاوى الكبرى لابن تيمية 98/2
الجهر يلفظ النية ليس مشروعا ويجب تعريف الفاعل الشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر على ذلك قتل.

وكذلك قتل المسلم الذي لا يحضر صلاة الجماعة بالمسجد إن كان يسكن قريبًا منه جاء ذلك فى كتابه الفتاوى الكبرى باب الصلاة
سئل عن رجل جار للمسجد ولم يحضر مع الجماعة الصلاة ويحتج بدكانه الحاشية رقم: 1فأجاب : الحمد لله . يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل . وإذا ظهر منه الإهمال للصلاة لم يقبل قوله : إذا فرغت صليت بل من ظهر كذبه لم يقبل قوله ويلزم بما أمر الله به ورسوله.
 
وقتل المسلم الذي يؤخر صلاة الفجر إلي بعد طلوع الشمس!.
جاء ذلك فى نفس الكتاب باب الصلاة
ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ولا يترك ذلك لصناعة من الصناعات ومن أخرها لصناعة حتى تغيب الشمس وجبت عقوبته بل يجب قتله بعد أن يستتاب فإن تاب والتزم أن يصلي في الوقت ألزم بذلك وإن قال لا أصلي إلا بعد غروب الشمس فإنه يقتل

وأخيرًا يفتح ابن تيمية باب القتل علي مصراعيه بالحكم بقتل أي مسلم بالشبهات وبمجرد اتهامه بأنه منافق يظهر الإسلام ويبطن الكفر رغم أن حقيقة هذا الاتهام لا يعلمه إلا الخالق عز وجل!

هذه سلسلة فتاوى لا يحق لدولة محترمة أن تأذن بروايتها على لسان عاقل، ويتعين محاكمة من يفتي بذلك وزجه في السجون لدرء شره عن الناس، وبالمناسبة فهذا ما فعله الوعي الإسلامي بابن تيمية أيام الناصر بن قلاوون 726 هجرية، وهذا ما اقترحه الفقهاء الكبار المعاصرون لابن تيمية كابن حجر الهيتمي المكي صاحب كتاب الصواعق المحرقة وأبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية الذين عاصروه. ولكن لا حياة لمن تنادى.

لكن هذه الفتاوى تطبع اليوم وتوزع لوجه الله، وتدرس فى جامعات عملاقة بالتالي في حلقات مختلفة على أنها الفقه الذي يكرهه حكام المسلمين، ويكفي هذا حتى تصبح محل ثقة وتقدير من التيار المظلوم في العالم الإسلامي.

لا يحتاج الأمر لكثير ذكاء، جولة واحدة في موقع المكتبة الشاملة باختيار مؤلفات ابن تيمية المجموعة موجودة في مجلد خاص، ستجد أن كلمة (يستتاب وإلا قتل، أو وإلا فإنه يقتل) تكررت في كتب ابن تيمية 428 مرة منها 200 مرة في كتابه مجموع فتاوى ابن تيمية.

والمصيبة أن معظم هذه المكفرات لا تتصل بأي سلوك سوء، بل تتصل بقناعات وتأويلات هي طبيعة العقل الحر، ولست أدري أين نذهب بقوله تعالى بعد ذلك كله لا إكراه في الدين.

ولست أدرى كيف نحتفظ بكتب وضعية تشوه صورة ورحمة الله ..
إن الله يا سادة لا يحرض على القتل وحز الرقاب
الله لا يأمر بتدمير الأوطان

هذا غيض من فيض.......... ويقولون لك: من أين جاءت داعش..؟!!