الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحب الفضل للسعودية.. ابن الصحراء الذي اكتشف أول حقل بترولي بالحاسة السادسة

خميس بن رمثان
خميس بن رمثان

حدسه القوي تفوق على آلات الغرب، حواسه لم تحتاج إلى تكلفة عالية ولكنها غيرت تاريخ المملكة العربية السعودية، سار خلفه العلماء ، فأدلهم على الكنز المدفون تحت الأرض، الذي نقل السعودية إلى عهد جديد، وفتح باب التقدم للمملكة على مصراعيه، لتغدوا السعودية في عصرها الجديد بفضل رجل البدو خميس بن رمثان.



ولد بن رمثان بين تلال الصحراء فحفظ ترابها، وعلم خريطة المملكة وميز الطرق، فعمل مع شركة تنقيب النفط دليلًا رسميًا ومكلفًا من قبل الحكومة السعودية من عام 1934م،فاختاره الملك عبد الله بن عبد العزيز لمرافقة وفد الجيولوجيين الوافدين، ليكون بمثابة دليلا ويصطحبهم في رحلتهم لاكتسشاف أماكن تواجد النفط في صحراء المملكة، وبدأوا مهمتهم من منطقة الدمام.



اعتمد الجيولوجيون الأمريكيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر، لتمر خمسة أعوام من الحفر والتنقيب بلا جدوى، حتى يأس الجيولوجيين من العثور على بئر نفطي، وأصبحت جهودهم بمثابة البحث عن الابره في كوم قش، أخفقوا مرة بعد أخرى، البئر رقم 1 كان خاويا وكذلك 2 و3 وصولا لرقم 6، لم يبد أي وجود لنفط.

شعر الأمريكيون والسعوديون بالاحباط الشديد في العثور على النفط، إلا أن خميس بن رمثان شعر في قرابة نفسه أن هذه الصحراء تدفن تحتها كنزا ولابد من اكتشافه، سار خلف حدسه الذي كان بمثابة دليل له في الصحراء، آمن به الجيولوجي ماكس ستانكي، فسار على خطى الرجل البدوي البسيط، قادهم حدس بن رمثان للبئر رقم 7، لتبدأ عملية الحفر.


وفي مارس عام 1938، أشرقت شمس عهد جديد للملكة العربية السعودية، فتمكنت معدات الحفر أخيرا من العثور على الكنز المدفون في طبقات الأرض، وأنتجت البئر 7 في البداية أكثر من 1500 برميل في اليوم، على عمق 1.5 كيلومتر لتصبح البئر الشهيرة التي انطلق منها الخير في السعودية، لتدخل السعودية باكتشافها النفط عهدا جديدا، محتلة الصدارة في الدول المصدرة للبترول، بعدد الحقول 116، منها أكبر حقول نفط في العالم بأكمله.

أعجب المهندسون والجيولوجيون الأمريكيون بمهارة خميس بن رمثان ودلالته في الصحراء، فقال عنه توماس بارجر في كتاب "تحت القبة الزرقاء": "في الصحراء لا يتوه خميس أبدًا، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر (دغلة) كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات".

وبعد أعوام من اكتشافه، تم تعيينه موظفاً رسمياً في شركة أرامكو عام 1942م ، نتيجة لمجهوداته وضرورة الحاجة إليه، وظل ابن رمثان على رأس العمل في شركة أرامكو حتى وفاته في مستشفى أرامكو في الظهران متأثرًا بمرضه عام 1378هـ/ 1959م.

وتخليدا لاسمه وذكرا، وتقديرا لمجهوداته المضنية، أطلقت شركة أرامكو اسم ابن رمثان على أحد حقول النفط المكتشفة في المنطقة الشرقية في عام 1974، لمساهمته في اكتشاف أول بئر نفط في السعودية، كما كرمت شركة النقل البحري السعودية ابن رمثان بتسمية إحدى ناقلاتها العملاقة باسمه.