الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في رحاب الغائب الحاضر.. سميعة الشيخ مصطفى إسماعيل يحيون ذكراه بحفلاته القرآنية ‏النادرة

سميعة الشيخ مصطفى
سميعة الشيخ مصطفى اسماعيل

أكثر من 40 سنة مضت على وفاة سلطان القراء الشيخ مصطفى إسماعيل، وما زال حفيده ‏علاء حسني متمسكًا بإحياء ذكرى وفاته السنوية، حريصًا على ذلك التقليد الذي بدأ منذ أن ‏فارق الشيخ مصطفى الحياة في 26 ديسمبر عام 1978، في مسقط رأس الشيخ بقرية ميت ‏غزال محافظة الغربية، ثم إلى مسجد عمر مكرم، ومنه إلى مسجد السلطان أبو العلا، ليصل ‏إحياء ذكراه السنوية إلى محطة أخيرة حيث ساقية الصاوي بالزمالك، في حضور سميعة ‏ومحبي الشيخ مصطفى إسماعيل.‏



مرت إحياء ذكرى وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل بمراحل عدة، حسب ما يروي حفيده علاء ‏حسني لصدى البلد، أول مرحلة كانت بإحياء ذكرى وفاته الأولى بقاعة مناسبات مسجد عمر ‏مكرم، وكان إحياء الذكرى يتم بتلاوات قرآنية في حضور عدد من القراء والمشايخ، لكنهم ‏انقطعوا عن الحضور " فمش هينفع نقولهم انتو مش بتيجوا ليه!"، هنا لمعت في ذهن ‏عاطف ابن الشيخ مصطفى إسماعيل فكرة إحياء ذكرى وفاة الشيخ مصطفى، بصوت الشيخ ‏مصطفى نفسه " قولنا هنعمل الاحتفال بصوت الشيخ مصطفى والسميعة يحضروا، فكنا ‏بنذيع 4 تسجيلات كل تسجيل ساعة أو ساعة وربع، فأصبح تقليدًا من سنة 79 وحتى الآن ‏في يوم 26 ديسمبر من كل سنة"، يقول حسني.‏
‏ 

وجاءت المرحلة الثانية في مسجد السلطان أبو العلا، بعد أن منعت وزارة الأوقاف إقامة ‏ذكرى الأربعين أو الذكرى السنوية للشيخ بقاعة مناسبات مسجد عمر مكرم بسبب الضغط ‏الشديد، وجعلت القاعة للعزاء فقط " فاختارنا مسجد السلطان أبو العلا وعملنا فيه الذكرى ‏السنوية، وظلت مستمرة لغاية سنة 2002".‏

في عام 2003 انقطع أبناء الشيخ مصطفى عن إحياء ذكرى وفاته السنوية بالمسجد وحكره ‏على القرية فقط " حزنت جدًا على انقطاع الاحتفال في المسجد وجعله في القرية فقط، أهالي ‏القرية بيسمعوا الشيخ كل يوم، ففكرت في سنة 2004، أعملها في ساقية الصاوي، وابتدينا ‏نحيي الذكرى السنوية في 26 ديسمبر من كل عام".‏



لكن ثمة تغير طرأ على موعد إحياء ذكرى وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل " في سنة 2009، ‏قررت أغير موعد الذكرى واعملها آخر يوم جمعة من كل سنة بدلا من يوم 26 ديسمبر، ‏عشان يكون يوم إجازة الناس تقدر تحضر وتكون متفرغة"، وأخذت إحياء ذكرى وفاة الشيخ ‏مصطفى منحنى أكثر تطورًا، بعد طلب سمعية الشيخ بإقامة أكثر من حفلة في ساقية ‏الصاوي " كنت متردد في الأول، لكن اتفقت مع المهندس محمد عبد المنعم الصاوي على ‏إننا نعملها كل شهر عربي، وقلت نجرب أولًا ننظم حفلة في رجب وشعبان ورمضان المقبل، ‏وبعد كده نشوف هتمشي الدنيا إزاي". 


داخل قاعة الكلمة بساقية الصاوي، جلس سميعة الشيخ مصطفى إسماعيل على كراسٍ ‏متراصة، وتحت أضواء خافتة، منصتين إلى تلاوات نادرة للشيخ مصطفى إسماعيل أعدها ‏حفيده علاء حسني، بدأت الحفلة قرابة الساعة السابعة والنصف وانتهت في تمام العاشرة ‏مساء، تخللها إذاعة تلاوات قرآنية من سورة الحاقة وسورة الإسراء وقصار السور، تفاعل ‏معها سميعة الشيخ مصطفى، كأنهم شهود على حفلة من حفلات الشيخ، حين يرتفع صوته ‏بالمقام ويعلو بالجواب ويستقر صوته بالقرار، كانت صيحات السميعة تتعالى، وتتهادى منهم ‏عبارات الثناء والمديح على الأداء منقطع النظير، وهو ما جذب عمر الحملي الطالب في كلية ‏الهندسة جامعة الأزهر، وجاء قادمًا من الشرقية خصيصًا لحضور حفلة الشيخ مصطفى ‏إسماعيل " لما جيت هنا حسيت كأني حاضر مع الشيخ مصطفى، كأني في حفلة من حفلاته ‏وقاعد معاه وبسمع صوت السميعة".‏

بدأ تعلق الحملي بالشيخ مصطفى إسماعيل منذ مرحلة الثانوية، تعلق قلبه بتلاوات الشيخ ‏عبر أثير إذاعة القرآن الكريم " لما كنت في ثانوي، عرفت إن إذاعة القرآن بتذيع في ذكرى ‏وفاة كل شيخ حفلة من حفلاته، بقيت بنتظر يوم 26 ديسمبر من كل سنة عشان أسمع الشيخ ‏مصطفى في الإذاعة".‏

ما وجده الحملي في تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل، تلاقى معه مصطفى المشد الطالب ‏بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، كانت الصدفة هي سبيل معرفته بالشيخ مصطفى ‏إسماعيل " أبويا وأنا كان بيطلب مني اشتري شرايط يسجل عليها صوت الشيخ مصطفى، ‏فقلت في نفسي مين ده اللي ابويا بيحبه كده، فمن ساعتها تعلقت بالشيخ مصطفى".‏

من المحلة أتى المشد إلى القاهرة لسماع تسجيلات الشيخ مصطفى في ساقية الصاوي " ‏الراجل ده يتفات له بلاد"، التفسير الصوتي لآيات القرآن كانت سر تعلق المشد الشيخ ‏مصطفى " دايما الشيخ مصطفى بيبكيني في قراءته وده سر إني معرفتش اسمع حد غيره" ‏لاقت فكرة الحفلات في ساقية الصاوي إعجاب المشد " الفكرة جديدة وحلوة وشدتني إن ‏احضر تاني في المرات الجاية".


يحتفظ علاء حسني حفيد الشيخ مصطفى من ابنته، بتسجيلات وحفلات لم يسبق إذاعتها من ‏قبل "ما زال عندي حاجات محدش يعرفها، لسه في حوالي 1000 ساعة من تسجيلات الشيخ ‏مصطفى لم تذع حتى الآن"، إذ يعكف الحفيد على جمع تراث جده القرآني ومعالجة الصوت ‏هندسيًا " الأول بجهز الصوت ونجعله التسجيل صالح هندسيا ثم بأرسل نسخة لعلماء ‏القراءات في الأزهر الشريف بحيث يعطوني تصريح إن التسجيل صحيح وخالي من أي ‏خطأ"، ومن المتوقع حسب علاء أن تخرج بعض من هذه التسجيلات إلى النور خلال الفترة ‏المقبلة.‏