الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان في ثوبها الجديد.. المجلس العسكري الانتقالي يجمد الحسابات البنكية لرئاسة الجمهورية.. إعفاء رموز نظام البشير من مناصبهم...إعادة هيكلة أجهزة الأمن بناء على طلب المعتصمين

حبوبتي كنداكة.. تمثال
حبوبتي كنداكة.. تمثال حرية السودان

المجلس العسكري السوداني يعفي عوض بن عوف من منصبه
تجميد الحسابات المصرفية لرئاسة الجمهورية السودانية
المجلس العسكري ينحاز للشارع السوداني ويطالب المعارضة بإقتراحات لرئاسة الحكومة


لم يكن تأييد المجلس العسكري الإنتقالي في السودان، برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان لمطالب المتظاهرين والمعتصمين أمام مبني القيادة العامة للجيش السوداني، خاليا من التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، فقد صرح المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي أمس بجملة من القرارات التي ساعدت على تهدئة الشارع بل وأشعلت بارقة أمل على حياة جديدة تنتظر السودان قيادة وشعبا.

فبادئ ذي بدء، أعلن المجلس تأييده التام لتولي شخصية مستقلة رئاسة الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، بل وطالب من القوي السياسية تسمية شخصية مستقلة لشغل هذا المنصب أو تقديم إقتراحات للنظر فيها، ولم يكن هذا هو الأمر الوحيد الذي أقره عبد الفتاح البرهان اليوم، إذ أعلن المجلس إستجابة لطلبات المتظاهرين إعادة هيكلة جهاز الأمن السوداني، فقد صرح الفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم، اليوم الأحد، بإنه تم إطلاق سراح جميع الضباط الذين اتهموا بالمشاركة بالتظاهرات الأخيرة.

وأضاف شمس الدين كباشي، أن المجلس قرر إعادة هيكلية مؤسسة محاربة الفساد، وتشكيل لجنة معنية باستلام أصول حزب المؤتمر الوطني، هذا وتم التواصل مع عدد من ممثلي الدول لإبلاغهم بالتطورات. أما بشأن المخاوف من فض الإعتصام بالقوة، فقد جزم المجلس الإنتقالي بإنه لن يتم فض الإعتصام بالقوة مهما حدث. وأضاف المتحدث، أنه تم تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات والأمن، مؤكدا على أن المجلس يتعاون مع جميع الأطراف لإعادة الحياة إلى طبيعتها. وأكد المجلس العسكري السوداني، على وضع وثيقة لتحديد العلاقة بين الجيش وقوى المعارضة، مشيرا إلي أن المجلس طالب من قوى المعارضة تقديم اقتراحاتهم بشأن المرحلة الانتقالية.

وفي السياق نفسه أشاد المجلس العسكري بتجمع المهنيين المعارض، حيث أشاد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم، اليوم الأحد، بتجمع المهنيين الذي يمثل إحدي القوي المعارضة وأحد المحركات الأساسية في الثورة السودانية. وقال الناطق بإسم المجلس، أن تجمع المهنيين قدم العديد من المبادرات للمجلس وجاري مناقشتها. مؤكدين أن المجلس إلتقي مع قوى المعارضة لتأطير العلاقة معهم.

وعن أسباب إقدام المجلس على الوقوف بجانب الشعب السوداني وتأييد مطالبه كشف المجلس العسكري الإنتقالي أن البشير كان قد أصدر أوامر لفض الإعتصام بالقوة، وهو الأمر الذي جعل المجلس العسكري يتدخل لإنهاء الأزمة وإقتلاع البشير، وإعلان المرحلة الإنتقالية.وإستكمالا لكافة مطالب المعتصمين السودانيين صرح بنك السودان المركزي، اليوم الأحد، بإنه تم تجميد الحسابات المصرفية للوحدات الحكومية التي تم حلها من قبل المجلس العسكري الانتقالي.

ووفقا لما نشره البنك المركزي السوداني شمل القرار المؤسسات الحكومية والتشريعية والتنفيذية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني ومجلس الولايات، كان المجلس العسكري الانتقالي، في وقت سابق أعلن حل حكومات الولايات والمجالس التشريعية والتنفيذية. ووعد رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان بحل كافة الوحدات الحكومية ذات الواجهة الحزبية.

لم تكن هذه هي نهاية القرارت التالريخية التي تلقاها المتظاهرين السودانيين إذ تم إحالة عوض بن عوف، القائد العام للقوات المسلحة إلي التقاعد، وإعفائه من جميع مناصبه، وخلال المؤتمر الصحفي للناطق بإسم المجلس العسكري الإنتقالي، أشار شمس الدين كباشي إلي أن الملجلس بتشكيله الجديد يتخذ ترتيبات جديدة لإعادة هيكلة جهاز الأمن. وأبدي المتحدث بإسم المجلس العسكري السوداني حرص المجلس على التواصل مع الإعلام لدوره الكبير في التغيير الذي حدث في السودان.

عين المجلس الفريق أبو بكر مصطفى مديرا لجهاز الأمن والمخابرات، خلفا لصلاح قوش الذي تم عزله أيضا وإعفائه من منصبه، وأفاد المتحدث الرسمي بإن المجلس ستعمل على مراجعة تقييم البعثات الدبلوماسية في الخارج وإعادة النظر في تعيين السفراء. وفي وقت سابق من اليوم، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا حمل رسالة من المجلس العسكري الانتقالي إلى المجتمع الدولي، أكد فيها على أهدافه خلال المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها "إرساء حكم مدني" في غضون عامين.

والتقى نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم ستيفن كوتسيس لإستعراض الوضع الأمني في البلاد. ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء السودانية أن دقلو أبلغ المندوب الأميركي بالإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.