الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرستقراطية حاربت الفقر بالرسم.. من هي إنجي أفلاطون التي يحتفل بها جوجل اليوم

جوجل يحتفى بـ إنجي
جوجل يحتفى بـ إنجي أفلاطون

بفرشاتها وألوانها ترسم لوحاتها لتحارب بها أفكارا لطالما نادت بها، نشأت في عائلة من الطبقة أرستقراطية، إلا أن بالها ظل مشغولا بالبسطاء فنادت لحقوقهم، تحررت من قيود الفكر فعملت على تحرير النساء ونادت بحقوقهن، حياة قصيرة عاشتها إنجي حسن أفلاطون، خلدت بها ذكراها، واليوم يحتفي جوجل بالذكرى الـ 95 للفنانة الناشطة رائدة في مجال حقوق المرأة.


وُلدت إنجي أفلاطون عام 1924، في قصر من قصور القاهرة، وكان والدها هو مؤسس قسم علم الحشرات في كلية العلوم بجامعة القاهرة وتلقى دراسته في سويسرا، عملت والدتها في لجنة المرأة بجمعية الهلال الأحمر المصري، عاشت حياة أرستقراطية حيث كان جدها الأكبر وزير الجهادية والبحرية فى عهد الخديوي إسماعيل، وتلقت تعليمها في مدرسة القلب المقدس الفرنسية الداخلية، ثم في مدرسة الليسية الفرنسية حيث حصلت على شهادة البكالوريا.


ومنذ طفولتها، استشف والدها حس الفن وروح الإبداع بها، فاتفق مع كامل التلمساني، أحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية، على تعليمها وتنمية موهبتها، ففتح لها آفاقا جديدة في عالم الفن، عرفت الفلسفة والجمال، فأمنت بالمدرسة السريالية في الفن، وعبرت عن أفكارها في لوحاتها، فرسمت لوحاتها لتحظى بشعبية كبيرة داخل وخارج مصر.

التحقت بالقسم الحر بالفنون الجميلة، وتعرفت على الفنانين السرياليين فتأثرت بها فى حياتها، وظهر فى أولي أعمالها الفنية الفتاة والوحش عام 1941، لوحاتها كانت مستوحاة من قِبل الطبقة العاملة المصرية، وقدمت معرضها الخاص الأول عام 1951 والذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على مقدرات المرأة أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني مثل (لن ننسى) التي عبرت عن شهداء الفدائيين في معارك قناة السويس.


سافرت صعيد مصر للتعرف على الطبقات والفئات المهمشة هناك، فنادت بحقوقهم وعبرت عنهم في لوحاتها، فعرفت بانحيازها للفقراء والطبقة العاملة والدفاع عن المظلومين، الذي كان أصل اهتماماتها.

كانت إنجي أفلاطون مناصرة نسوية رائدة، عملت على ضمان مراعاة حقوق المرأة، وفي أوائل الأربعينيات انضمت إلى الحركة الشيوعية ، ايسكرا ، وفي 1945 مثلت مجموعة من النساء في القاهرة في المؤتمر الأول للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي في باريس، وطالبت بطرح مطالب وقضايا المرأة العاملة والفقيرة والمعيلة كأولوية وليس فقط بالتركيز على هموم وحقوق المرأة بشكل عام.


لم ترسم بأناملها لوحاتها فقط، بل كتبت كتابين سياسيين ربطا بين الاضطهاد بين الجنسين والطبقة واستكشاف حقيقة أن كلاهما مرتبط بشكل جوهري بالإمبريالية، حتى سجنت في منتصف الخمسينيات.

وخلف القضبان، لم تستطع الابتعاد عن فنها، فلم تتمكن الجدران من إيقافها عن الرسم، وقام أصدقاؤها بتهريب الطباشير الملون والزيوت إليها في السجن، ورسمت لوحاتها هناك، وأبدعت لوحاتها الفنية خلال هذه الفترة منها “شجرة خلف الحائط” التي نادت بها وبأمنيتها فى الحياة خارج جدران السجن، وأيضا لوحة “ليلة خلف قضبان السجن”، ولوحة “الصور النسائية في السجن” الرائعة .

وبعد خروجها من السجن عام 1963، كرست معظم وقتها للرسم، وفي وقت لاحق ركزت على المناظر الطبيعية.

حصدت العديد من الجوائز، فنالت وسام فارس للفنون والآداب من وزارة الثقافة الفرنسية، ورحلت عن عالمنا في 17 أبريل 1989 ، بعد يوم واحد فقط من عيد ميلادها الـ 65، شعبية إنجي وإبداع رسوماتها، جعلت من أعمالها حاضرة المتاحف والمعارض في جميع أنحاء العالم.