الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إنقاذه من حريق كاتدرائية نوتردام.. ما سر إكليل الشوك المقدس؟

 إكليل الشوك
إكليل الشوك

ليلة من الرعب عاشها العالم أمس، كابوس خيم على الجميع بعد حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، أقيمت الصلوات في كنائس العالم لإنقاذ أحد أكبر الصروح الدينية والتاريخية في العالم، مأساة إنسانية سيذكرها الزمن، خفقت قلوب الملايين خوفا على ذلك الصرح العظيم الذي يحمل بين جدرانه تاريخا مقدسا وآثارا دينية وقطعا أثرية ثمينة ترجع لقرون مضت.


ساعات من الخوف والقلق عاشها الملايين أمس، ليثلج صدورهم اليوم، إعلان السلطات الفرنسية إنقاذ "تاج الأشواك"، ذلك الأثر المقدس الذي يعود إلى السيد المسيح، ويقبع منذ عقود في الكاتدرائية بباريس، ويتم تقديم هذا التاج للمؤمنين من أجل التبجيل في أول جمعة من كل شهر وكل يوم جمعة خلال الصوم الكبير.


"وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!».. إنجيل مرقس 15: 17، ويرجع قداسية الإكليل، إلى بعد محاكمة المسيح الصورية وجلده، وقبل أن يصلب من الجنود الرومان، حين ألبسوه تاجا من الأشواك على رأسه لتعذيبه، وتساقطت دماءه المقدسة عليه، وتم طلاؤه بالذهب بعد ذلك ليحتفظ برونقه.

ويذكر في العقيدة المسيحية أن إكليل الشوك لم يكن علي شكل حلقة كما في الصور، ولكن من منظر بقع الدم الأغمق والأفتح كدليل على منبع الدم مكان الشوك أنها على كل الرأس فهو كان على شكل طاقية مستديرة وليس حلقة، وهذا يفسر الآلام المبرحة عندما ضربوه على رأسه لأنه كان يجعل الأشواك كلها تنغرس في الإكليل الكروي وليس فقط طرف الإكليل الحلقي.


وجد إكليل الشوك فى القدس عام 409 م، ثم تم نقله من أورشليم عام 1063 م، إلى القسطنطينية، ثم في عام 1238 أهداه الإمبراطور إلى الملك لويس التاسع ملك فرنسا، الذي بنى كنيسة خصيصا لاستقبال الإكليل، وظل في مكانه حتى اندلاع الثورة الفرنسية، ونقله نابليون بونابارت إلى المكتبة العامة لحمايته، ومع بداية القرن التاسع عشر نقل الإكليل مرة إخرى إلى كاتدرائية نوتردام.

وتاج الشوك للسيد المسيح الموجود بالكاتدرائية عبارة عن حلقة مجمعة من مجموعة قصب، وتوجد الأشواك فى دائرة مصممة من الذهب يبلغ قطرها 21 سم، وقسمت الأشواك على يد الأباطرة البيزنطيين وملوك فرنسا، ويتكون الإكليل نفسه من فروع خيزران رفيعة متجمعة في حزم، قطر الحلقة الداخلي 210 ملليمترات، وقطر قطاع الإكليل خمسة عشر ملليمترًا، والفروع متجمعة بواسطة خمسة عشر أو ستة عشر رباطًا متشابهة.