الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عبدالله المصرى يكتب: حلوان وعيدها القومي.. وعمرها 50 ألف سنة

صدى البلد

يحتفل أهالي حلوان بعيدها القومي يوم ١٧ أبريل من كل عام واختارت هذا اليوم بمناسبة صدور القرار الجمهورى لإنشاء محافظة جديدة وهي محافظة حلوان وحدودها من المعادى شمالا حتي الصف وأطفيح جنوبا والقاهرة الجديدة والرحاب والشروق وبدر شرقا وغربا نهر النيل.

والمتتبع لتاريخ حلوان يجد أنها صاحبة تاريخ عريق وأنها كانت جزء من مدينة أون أول عاصمة لأرض الإله في مصر المقدسة ( جب بتاه) ،وكانت قبل الأسرات وتعد أول عاصمة في عمر الحضارة الإنسانية، وكانت حدودها من الشمال أرض النعام بالمطرية وعين شمس والعباسية وجنوبها مصر القديمة والمعادى وحلوان ويقول الدكتور سيد كريم أستاذ المصريات وأستاذ تخطيط المدن العالمي : أن بعض المؤرخين قدر عمر هذه العاصمة ب ١٢ ألف سنة لأن المؤرخ المصرى مانيتون حدد بداية الحضارة بنزول كتاب التوحيد بمعبد أون سنة ٩٥٠٠ ق . م وهو تاريخ ميلاد مدينة أون وكان يطلق عليها ( كاهي رع) أى أنفاس أرض الإله وعرفت بعد ذلك بالقاهرة في العصر الفاطمي.

وفي مؤتمر فينا قبل الحرب العالمية الثانية تم ربط عمر العواصم المحددة للمعالم الحضارية و الإنسانية بالحفريات في المدن فتحدد عمر مدينة أون بالحفريات التي اكتشفت وبحوث العلماء من أمثال :يوفيبيهكايبير ،وفلاندرتيزى عن أصل الحضارة المصرية حيث وجدوا أن أقدم الحفريات كانت في حلوان ، والعباسية، وعين شمس وعثروا علي عظام لمومياوات عمرها ٥٠ ألف سنة فمدينة حلوان عمرها ٥٠ ألف سنة أى منذ العصر البليسيني ،وكانت تدب فوق أرضها الحياة منذ فجر تاريخ البشرية.

ويقول المؤرخ القاهرى المقريزي إن حلوان تنسب إلى حلوان بن بابليون بن عمرو بن إمرئ القيس بن مصر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ،وكان حلوان هذا بالشام ،وعملت مدينة حلوان في عهد الأمير عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموى والي مصر عندما خرج من مقر الإمارة بالعاصمة الفسطاط إلى حلوان وجنوبها وكانت مقرا له منذ سنة ٧٠ هجرية أى أصبحت العاصمة الثانية لمصر بعد الفسطاط التي تفشي فيها الطاعون آنذاك، وقيل أنه سكن حلوان تشبهها وكعادة خلفاء وأمراء بني أمية وهو ابن خليفة ( مروان بن الحكم ) وأخو خليفة ( عبدالملك) وولي عهد الخلافة وكما تقول الدكتورة سيدة كاشف: أن معاوية ومروان بن الحكم كانا يشتوان علي بحيرة طبرية، ويزيد بن معاوية كان يحب الإقامة في حوارين وأذرعات ، وعبدالملك بن مروان يفضل الإقامة في الجابية،وكانت هذه المشاتي للإستجمام من متاعب إدارة الحكم ،والصيد ، والحنين لحياة البادية. 
 
ونزل عبدالعزيز بن مروان حلوان في موضع يسمي أبوقرقورة وهو رأس العين التي حفرها وسقي النخيل التي غرسها فيها وبني الدور والمساجد وعمرها أحسن عمارة وزرع فيها الأشجار حتي قيل أنه أنفق في بنائها مليون دينار وأنشأ بحيرة كبيرة وساق لها الماء من العيون القريبة من جبل المقطم علي قناطر معلقة وبني علي شاطئ النيل ميناء نهرى ليركب منه عند ذهابه للعاصمة الفسطاط أو الإسكندرية، واتخذ في حلوان الحرس،والشرطة ، والأعوان.
وفي العصر الملكي كانت حلوان مشاتي العائلة المالكة والحاشية ولهذا سير لها الخديوي توفيق الترام الذى أصبح بعد ذلك مترو حلوان ولهذا نجد أن كثير من شوارع حلوان سميت بأسماء باشوات مصر والوزراء ورؤساء النظارات( الوزارات) وانتشرت فيها أشجار الفواكه خاصة فاكهة الجوافة( جوافة حلوان يا قشطة زمااااان) وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور كان نصيب مصر من غنائم الحرب المصنع الألماني لصناعة الحديد والصلب الذى تم فكه وتركيبه في حلوان ( بالتبين) لتنطلق مدينة حلوان الصناعية و العمالية كمدينة صناعية كبرى في مصر بني فيها الرئيس جمال عبدالناصر مصانع وشركات القطاع العام في كافة المجالات الصناعية وقادتها بالطبع شركة الحديد والصلب و المصانع الحربية.

وعندما أعاد الدكتور سيد كريم تخطيط مدينة القاهرة العاصمة بعد الثورة خطط في المشروع طريق الكورنيش ،والمونوريل ( القطار الطائر ) ومترو الأنفاق بحلوان ومشروع علاجي صحي عالمي بمياهها الكبريتية( قبل التلوث) بتكلفة مليار جنيه فقال له الرئيس عبدالناصر : لا يوجد مليار جنيه لهذه المشاريع فرد عليه الدكتور سيد: لدي شركة سويسرية لها بنظام الاستثمار والشركة تدير هذه المشروعات لمدة ٢٥ عاما مقابل ٢٠% من الربح لمصر وبعدها تعود ملكية هذه المشاريع لمصر فقال له عبدالناصر : ده استعمار مش استثمار ..وأنا مصدقت حررت البلد من الاستعمار الإنجليزى وكاد أن يعتقل الدكتور سيد كريم لولا صديقه أنور السادات رئيس مجلس الأمة آنذاك ..ولكل وقت آذان ..وكل عام وجميع أهالي حلوان وعمال حلوان بخير .