الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدى البلد داخل أكبر شركة للتعامل مع القمامة في برلين.. 350 ألف صندوق في الشوارع.. و15 مقلبا لتجميعها.. والمخلفات مليون ونصف طن سنويا.. والعائد بالملايين

صدى البلد داخل أكبر
صدى البلد داخل أكبر شركة نظافة في ألمانيا

  • في ألمانيا الكريمساس أكثر الفترات فى المخلفات
  • مرتبات العاملين بالنظافة هى الأكبر
  • والمواطن يدفع 120 يورو ضرائب في العام

تعتبر أزمة القمامة مشكلة كبرى فى جميع دول العالم، وتمثل عائقا كبيرا فى الدول التى تفشل فى استغلالها وتحويل وإعادة تدويرها وتتحدث فقط عن حلول على الورق وفى الندوات والمؤتمرات ولكن على أرض الواقع لا تجد شيئا، الأمر مختلف تماما عن الوضع فى ألمانيا وتحديدا فى برلين التى تتميز بالجمال فى شوارعها وميادينها المختلفة.

وشهد شهر يناير الماضى زيارة المهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، إلى برلين وطلب خلالها ضرورة التعاون مع الجانب الألمانى والشركات الألمانية فى عملية إزالة القمامة والاستفادة منها، وتبعتها زيارة فى منتصف فبراير الماضى لكل من وزراء الإنتاج الحربى والبيئة والتنمية المحلية واللواء عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، لتنفيذ والتوصل إلى صيغة نهائية لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة رئيس الوزراء.

"صدى البلد" تواجد داخل أكبر شركة لتنظيف المدينة فى برلين خلال مشاركة وفد مصر فى برتوكول التعاون الشبابى بين مصر وألمانيا.

البداية كانت اجتماعا مع توماس كوكلنار، المدير الإعلامى لمؤسسة تنظيف المدينة فى برلين، وانكا شتويك، مدير إدارة التعليم المزدوج، وتم خلال الاجتماع الكشف عن العديد من الأرقام المهمة المتعلقة بأزمة القمامة داخل برلين باعتبارها أكبر مقاطعة فى ألمانيا، وكيفية تحويل القمامة والمخلفات إلى مواد للاستفادة منها من جديد لتدر عائدا كبيرا على حد وصفهم بأنه "ذهب أبيض" فى أكبر مقاطعة وولاية فى ألمانيا وهى برلين، حيث تصل مساحتها إلى 892 كم بعدد سكان يصل الى 3 ملايين نسمة ويتوقع أن يصل الى 3.8 مليون نسمة بعد 10 سنوات، بالإضافة إلى أن ضيوف برلين وزوارها يصلون إلى 12 مليون فى العام الواحد.

وأوضح توماس فى كلمته أن القمامة يبلغ حجمها 1.5 مليون طن فى العام الواحد، كما أن برلين يوجد بها 440 ألف شجرة موزعة فى شوارعها المختلفة وينتج عنها تقريبا 110 أمتار مكعبة أوراق فى العام الواحد، بالإضافة إلى وجود 160 ألف كلب يتسببون فى فضلات تصل إلى 50 طنا فى العام.

وعن نشأة مؤسسة تنظيف برلين، قال توماس إن المؤسسة أنشئت فى عام 1951 وهى تابعة للحكومة الألمانية وعدد العاملين بها 5400 عامل بجانب 250 متدربا، كما أن آخر إحصائية فى عام 2017 وصلت الميزانية بها إلى 544 مليون يورو.

وأوضح أن الهدف الأساسى للمؤسسة هو تحويل القمامة والاستفادة منها بأسلوب آمن فى برلين من خلال عملية فصل القمامة بشكل مميز من خلال فصل المواد الصلبة عن المواد الأخرى، بالإضافة إلى فصل الورق عن أى مواد أخرى من خلال الصناديق المختلفة المموزعة فى الشوارع والتى يصل عددها إلى 350 ألف صندوق فى برلين، بالإضافة إلى جمع المواد غير المستخدمة فى البيوت التى تسبب عائقا لسكانه يتم تجميعها بمقابل مالى جيد، ويتم نقل كل ذلك إلى أماكن تجميع القمامة وعددها 15 مقلبا خارج الوحدات السكانية.

وأضاف أنه فى حالة وجود أى مظاهرات أو تجمعات يكثر بسببها القمامة بشكل كبير ويتم تنظيف الشوارع فورا وفى حالة وجود أى تلفيات فى أى صناديق يتم إصلاحها فورا واستبدالها.

وأكد أن من مهام المؤسسة تنظيف المدينة فى أماكن سير المواطنين وتفريغ الصناديق، بالإضافة إلى تنظيف طرق سير السيارت وتنظيف المواسير الخاصة بالصرف الصحى وأماكن جلوس المواطنين، بالإضافة إلى إزالة أوراق الشجر، خاصة فى فصل الخريف وإزالة الثلوج فى الشتاء من الشوارع وفرشها ببعض الحصوات منعا للحوادث، خاصة أن الطرق فى مثل هذه الأوقات تكون ناعمة بسبب الثلوج وتتسبب فى العديد من الحوادث.

وخلال اللقاء، واصل توماس تأكيده أن رواتب العاملين فى شئون النظافة عالية جدا فى ظل حصولهم على بجلات مختلفة وكثيرة من أجل الحفاظ على صحتهم والمخاطر الصحية التى يتعرضون لها، كما أن العمل فى النظافة من الأعمال المحببة فى برلين بديل الحصول على أفضل أعمال فى العديد من استطلاعات الرأي فى المدينة وجود العديد من الأعمال الأخرى فى مقدمتها العمل فى مرسيدس وغيرها من الشركات الكبرى.

وأوضح أن عدد العاملين الذى يتعاملون من خلال أدوات التنظيف التقليدية "مقشة وجاروف" يصل إلى 1500 عامل، فيما يقوم العدد الباقى باستخدام الأدوات والمعدات الثقيلة من سيارات وغيرها ليتم نقل الزبالة إلى المقالب المخصصة لها.

وكشف عن قيام كل مواطن فى ألمانيا بدفع مبلغ مالى قد يصل إلى 120 يورو سنويا مقابل تجميع القمامة من أمام منزله، خاصة أن المواطن يدفع مرتين، الأولى عندما يتم جمع القمامة والثانية لتنظيف الشارع الساكن به، كما أن المواطن الذى ينتج ويتسبب فى مخلفات أكثر يدفع أكثر حيث يتم حسابه وفقا لحجم الصندوق الذى يتواجد أمام منزله، مشيرا إلى أن الكريسماس يكون أكثر الفترات التى يتخلف عنها قمامة بأطنان كثيرة.

وحول الاستفادة المادية من تحويل القمامة، قال إن هذا الأمر مهم للغاية، خاصة أن الشركة لا تعتبر عبئا على الدولة، وتنفق على نفسها من رواتب وغيرها من صيانة السيارات وعلاج العاملين، بالإضافة إلى شراء سيارات جديدة ولا تتم الاستعانة بأى أموال جديدة على ميزانية ولاية برلين.

وأضاف أنه بمجرد وصول القمامة إلى أماكن المقالب يتم العمل سريعا على إعادة تدويرها وفقا للضوابط الخاصة بالبيئة وإعادة إنتاج العديد من المواد منها لإعادة استخدامها مجددا لتوفير الملايين، مؤكدا أن القمامة يتم تدويرها بعد أن يتم فصلها وفرزها بناءً على نوعها "زجاج، أو ورق، أو خشب، أو معدن" لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع والاستخدام.