الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يقدم فروض الولاء لـ ترامب من أجل إس-400الروسية.. فشل المفاوضات في واشنطن رغم الخضوع لسطوة أمريكا.. وسيادة الأغا العثمانلى على قطر توفر له طوق نجاة

رجب طيب أردوغان ودونالد
رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب

  • أسباب رفض واشنطن القاطع لصفقة "إس-400"
  • تركيا لترامب: ليس لدينا ما ندافع به عن أنفسنا
  • أنقرة وواشنطن في طرق مسدود

لا تزال صفقة منظومة الصواريخ الروسية "إس 400" تتصدر قائمة الأزمات الأمريكي التركية. ولا تزال مواقف أنقرة متباينة ومتناقضة مع الولايات المتحدة، فالتصريحات تقول إن تركيا لن تخضع لتهديدات الإدارة الأمريكية والكونجرس، إلا أن الواقع يقول العكس.

ما الأزمة في إس-400؟
تتلخص الأزمة في أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا ترغب في أن تقوم أنقرة بأتمام المصفقة مع روسيا، وعرضت واشنطن صفقة صواريخ "باتريوت"، ولكن مع إصرار تركيا على صفقة الصواريخ الروسية، أعلنت واشنطن وقف تسليم صفقة طائرات "إف-35" إلى تركيا.

وترفض الولايات المتحدة أن تجمع تركيا بين طائراتها ونظام صواريخ الخصم (روسيا) أن واحد. وهددت أيضا بتوقيع عقوبات على تركيا في حال إتمام إبرام الصفقة.

وتقول الولايات المتحدة إنه لا يجوز لتركيا كعضو في حلف شمال الأطلسي أن تشتري المعدات العسكرية من روسيا.

تراجع تركيا ومحاولة للتفاهم
أمس، الثلاثاء، كان وزير الخزانة والمالية التركي وصهر أردوغان، بيرات البيرق في واشنطن، لنقل وجهة النظر التركية إلى إدارة ترامب بالمؤتمر السنوي المشترك الـ37 لمجلس الأعمال التركي الأمريكي (TAİK) والمجلس التركي الأمريكي (ATC)، حيث التقى، بحسب "بلومبرج"، بكبير مستشاري البيت الأبيض، جاريدة كوشنر، صهر ترامب، وطلب البيراق من ترامب أن يمنع صدام سيكون ثمنه فوق طاقة احتمال الاقتصاد التركي المتداعي، أو طاقة احتمال أردوغان الذي واجه انتكاسة في نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة.

وقال البيراق: "لقد سلمت الرئيس الأمريكي ورقة تشرح لماذا نحتاج الصواريخ الروسية؟ لقد أبلغت رسالتنا وتلقينا ردود فعل إيجابية للغاية"، وبرر شراء هذه الصواريخ بأنها للدفاع عن اسطنبول كعاصمة اقتصادية، وعن أنقرة كعاصمة إدارية.

ويتضمن "التبرير الاعتذاري" التركي، الذي قدم أمس إلى ترامب، القول إنهم ليس لديهم الآن ما يدافعون فيه عن أنفسهم إذا تعرضوا لهجوم جوي، إضافة إلى أنهم يحتاجون للطائرات الأمريكية إف-35 ليستخدموها إلى جانب منظومة إس-400 الروسية، حسب قول وزير الدفاع التركي الذي التقى وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شاناهان.

فيما صرح وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بحل لتهدئة المخاوف الأمريكية من صفقة الـ"إس 400"، حيث قال أكار إن تركيا قد تجري تعديلات على المعايير الفنية لمنظومة الصواريخ الروسية، إذا أثبتت واشنطن أنه تمثل تهديدا، بحسب وكالة "أناضول" التركية.

وأضاف أكار أنه من المرجح أن تقوم "إس-400" بحماية المدن ذات الأهمية الإستراتيجية والمقرات في إسطنبول وأنقرة، في الوقت نفسه، سيتم نشر طائرات "إف-35" في القاعدة الجوية في ملاطيا، مؤكدا أن "هذه المدن تقع بعيدًا عن بعضها بعضًا، وإذا أثبت الجانب الأمريكي وجود تهديد، فسنقوم بإجراء تغييرات على معايير المنظومة".

وعن تهديد واشنطن بفرض عقوبات على أنقرة، قال إنه لا يجب أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا لشراء "إس 400"، لأن أنقرة ليست غريمة لواشنطن، وستظل تقوم بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي.

وأضاف أن تركيا تتوقع أن تبقى مشتري مقاتلات الشبح المتطورة من طراز إف-35، وأن تظل أيضا واحدة من الدول المشاركة في إنتاجها.

وأعلن أن تركيا تدرس جيدا عرضا من الولايات المتحدة لشراء أنظمة باتريوت الصاروخية الدفاعية.

جاءت تصريحات أكار والبيراق بنغمة مناقضة للتصريحات التركية السابقة التصعيدية تجاه الولايات المتحدة.

وكشف أكار، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في واشنطن، أن روسيا حددت شهر يونيو المقبل، ليكون موعدا لتسليم منظومة "إس 400" إلى تركيا.

هل تكون قطر جزءا من الحل؟
يبحث الأتراك إمكانية نشر منظومة "إس 400" في دولة أخرى، مثل أذربيجان أو قطر.

وقال الكاتب المقرب من الحكومة التركية، أوكان موديرس أوغلو، في مقاله المنشور بصحيفة "صباح" يوم الاثنين، إنه يمكن نشر الصواريخ الروسية في أذربيجان أو قطر.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالأمس، سئل أكار عن إمكانية استلام المنظومة الروسية من دون نشرها، وأجاب بأنها "كلها خيارات، لكن دعونا نرى ما ستسفر عنه العملية المقبلة".

فشل محتوم للمفاوضات
لكن المؤشرات تقول إن تركيا فشلت في إقناع الجانب الأمريكي من خلال الجلسات الأخيرة، على هامش المؤتمر السنوي السابع والثلاثين حول العلاقات التركية الأمريكية.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم بأن الولايات المتحدة وتركيا لم تتمكنا خلال المحادثات من الخروج من طريق مسدود وصلتا إليه بعد أن أعلنت أنقرة نيتها لشراء منظومات صواريخ "إس-400" الروسية المضادة للطائرات.