الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوز نتنياهو يدفن فرص السلام.. برامج التسوية مع الفلسطينيين غابت عن أجندات الأحزاب الإسرائيلية خلال انتخابات الكنيست.. صفقة القرن تنسف حل الدولتين.. وإدانة أوروبية لتحيز ترامب إلى تل أبيب

دونالد ترامب وبنيامين
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

  • الإسرائيليون انتخبوا "الشيطان الذي يعرفونه"
  • عباس حذر ترامب من طرح خطة لا تتضمن دولة فلسطينية
  • أحزاب يمينية إسرائيلية تطرح برامج متطرفة حول يهودية الدولة
  • نتنياهو أخفق في الوفاء بكل وعوده الانتخابية حول السلام منذ ربع قرن

في حملته الانتخابية لعام 1996، رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رشح نفسه ضد رئيس الوزراء الأسبق شمعون بيريز، شعار "ليس هناك سلام ولا أمن ولا داعي للتصويت لبيريز"، وفي حملاته الانتخابية اللاحقة صاغ كل شعاراته الانتخابية من عبارات تدور حول تحقيق السلام مع الفلسطينيين والأمن للإسرائيليين.

وقالت وكالة "بلومبرج" إن الآن بعد ما يقرب من ربع القرن، يبدو أن نتنياهو نجح نسبيًا في تحقيق الشق الخاص بالأمن من وعوده، فمعظم الإسرائيليين يشعرون بالأمان، بينما يؤدي الاقتصاد الإسرائيلي على نحو جيد، لكن ما أخفق فيه نتنياهو هو الوفاء بوعود السلام، ولم يبد أن الناخبين الإسرائيليين ينوون معاقبته على هذا الإخفاق.

وأضافت الوكالة أن أي حزب من الأحزاب الإسرائيلية التي شاركت في انتخابات الكنيست المبكرة هذا العام لم يصغ أي شعارات تدور حول السلام، ما يعني أن السلام قد انمحى من أجندات الأحزاب الإسرائيلية كافة.

ولم يزل العديد من الإسرائيليين يأملون في تحقيق السلام ويؤيدون حل الدولتين (وإن كانت أعدادهم تتناقص بإطراد)، لكن قلة قليلة فقط منهم هي التي ترى فرصة للسلام أو حل الدولتين خلال السنوات المقبلة.

ولفترة طويلة كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعوده بشأن طرح "صفقة القرن"، تلك الصفقة التي انقسم الإسرائيليون حولها إلى فريقين؛ فريق يعتقد أنها لن ترى النور أبدًا ولن يتم الإعلان عنها، وآخر يرى أنه طالما أعلن الفلسطينيون مسبقًا أن الصفقة ستولد ميتة فلا يهم أي موقف ستتخذه إسرائيل منها.

وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأمريكي دونالد ترامب من أن أي خطة سلام لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 لن تكون مقبولة، لكن إسرائيل ترى أن حدودها وفق هذا التصور لا يمكن الدفاع عنها، ومن ثم فهي ترفض هذا الطرح.

وأضافت الوكالة أن إعادة انتخاب نتنياهو رئيسًا للحكومة الإسرائيلية جاء بمثابة المسمار الأخير في نعش عملية السلام، فأمام الاختيار بين الأمن والرخاء الاقتصادي مع نتنياهو المتهم بالفساد أو انتخاب سياسي نظيف السمعة لكن قدرته على تحقيق الأمن والرخاء محل شك، اختار الإسرائيليون "الشيطان الذي يعرفونه.

وأوضحت أنه لا يمكن القول إن الإسرائيليين بانتخابهم نتنياهو مجددًا قد صوتوا ضد السلام، ذلك أن السلام لم يكن قضية مطروحة أصلًا للجدل حولها على أجندات الأحزاب.

وإن كان هناك سبب آخر يدعو للقلق بشأن انتخابات الكنيست الأخيرة فهو برامج الأحزاب الإسرائيلية الخاصة بيهودية الدولة، إذ كان من الواضح أن الأحزاب التي تناولت هذه المسألة في برامجها الانتخابية هي أحزاب يمينية متطرفة في عنصريتها، والدولة اليهودية بالنسبة لها لا يمكن أن تضم سكانًا من العرب ولا يمكن أن تفرط في أي أرض تحت سيادتها.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الاثنين، أن خطة الإدارة الأمريكية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي باتت تُعرف بـ"صفقة القرن"، لا تنص نهائيا على إقامة دولة فلسطينية.

وبحسب المصدر، فإن "صفقة القرن" لا تضم سوى بعض "المقترحات العملية" لأجل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادي، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية صغيرة بجانب إسرائيل.

ومن المرتقب أن يجري الإعلان قريبا عن "صفقة القرن" بعدما تمت صياغتها خلال العامين الماضيين على أيدي مجموعة صغيرة من مساعدي الرئيس دونالد ترامب، مثل المستشار جاريد كوشنر والمبعوث الخاص جيسون جرينبلات.

ونشرت صحيفة "الجارديان" رسالة معارضة لصفقة القرن وجهها مسئولون أوروبيون سابقون، بينهم ست رؤساء وزراء و25 من وزراء الخارجية، ودعت الشخصيات المرموقة إلى تأجيل "الخطة" لأنها "مجحفة" بحق الفلسطينيين.

وأكدت الرسالة التي بعثت إلى الاتحاد الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء، أن التكتل الأوروبي يدعم حل الدولتين، وأدانوا انحياز ترامب إلى الجانب الإسرائيلي.