الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نجح تميم في تمويل الإخوان داخل أوروبا؟ كتاب جديد يفضح قطر وجهودها لدعم الإرهاب في القارة العجوز.. شخصيات بارزة تتلقى رواتب من الديوان الأميري بالدوحة.. وحفيد البنا يعود للمشهد

كتاب أوراق قطر
كتاب أوراق قطر

  • "أوراق قطر" كتاب جديد يكشف تفاصيل شبكة تمويل قطر للإخوان داخل أوروبا
  • مثلث الشر "تميم وحمد وقطر الخيرية" يدفعون رواتب لأسماء بارزة لنشر ثقافة "الإخوان"
  • البرلمان الفرنسي يحذر من إرهاب الإخوان ويطالب بمحاسبة مؤسسة قطر الخيرية

منذ أيام، فجر الصحفيان الفرنسيان، كريستيان تشينو وجورج مالبرونو، مفاجأة من العيار الثقيل شكّلت صفعة قوية لقطر وتنظيم الإخوان الإرهابي، حيث نشرا تحقيقًا استقصائيًا في شكل كتاب فضحا فيه الدوحة وجهودها الحثيثة في توسيع نفوذها داخل أوروبا، وذلك من خلال دفع مبالغ طائلة لتمويل مؤسسات تابعة للتنظيم الإرهابي وتمويل الشبكات المرتبطة بالجماعة.

الكتاب الذي نُشر بعنوان "أوراق قطر: كيف تمول قطر، المساجد في فرنسا وأوروبا"، تضمن وثائق عديدة تفضح قيام مؤسسة قطر الخيرية، التي تعتبر أقوى المؤسسات غير الحكومية في إمارة تميم بن حمد، بتمويل 140 مسجدًا في أوروبا من بينها 22 في فرنسا، من قبل مؤسسة قطر الخيرية.

مالبرونو، الذي يعد من أبرز الصحفيين الفرنسيين المتخصصين في شئون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، واختطف في العراق العام 2004 برفقة شينو وأمضيا 124 يوما رهن الاعتقال، قال في تصريحات لشبكة "جولف نيوز" الإماراتية، اليوم، الخميس، إن "90% من الأموال القطرية تنقل عبر أوروبا إلى تنظيم الإخوان والمشاريع التي يملكها هناك، إذ إن هناك شبكة واسعة لتمويل 140 مسجدًا في أوروبا من بينها 22 في فرنسا، من قبل مؤسسة قطر الخيرية".

وأضاف الصحفي الفرنسي: "الأمر ليس محض خيال، هناك أدلة دامغة موجودة في الكتاب تكشف التحويلات البنكية والشيكات والرسائل الرسمية، إن أنشطة الإخوان منتشرة من شمال النرويج إلى ساحل نورماندي في فرنسا، وبلغ تمويلها 90 مليون يورو، و90% من تلك الأنشطة مرتبطة بالإخوان من خلال نظام فعالٍ للغاية ومتطور وتحت غطاء قانوني، وجزء كبير من التمويل جاء من 3 مصادر، الديوان الأميري القطري، ومكتب الأمير السابق، حمد بن خليفة، ومؤسسة قطر الخيرية".

وأكد مالبرونو أن إمارة قطر تريد تعزيز نفوذها في أوروبا، واستغلال ثروتها الطائلة التي حولتها من بلد عادي إلى دولة تؤثر في السياسة العالمية.

تفاصيل الوثائق

وضع التحقيق حفيد مؤسس الإخوان طارق رمضان في قلب فضيحة جديدة، تتمثل في دفع مؤسسة قطر الخيرية له راتبا شهريا يقدر بنحو 35000 يورو شهريا، كما تم إجراء دراسة استقصائية في ست دول أوروبية وعشرات المدن في فرنسا، كشف من خلالها المؤلفان عن اللغة المزدوجة، للجمعيات الإسلامية فيما يتعلق بتمويلها الخارجي.

وحصرت الوثائق الشبكات، والطرق، والمنافذ والشخصيات المستفيدة من التمويل القطري في أوروبا، بعد حصول الكاتبين على تسريبات ووثائق من داخل المنظمة القطرية نفسها، التي تعد الآلية الرسمية التي تمول عبرها الأسرة الحاكمة في الدوحة عملياتها الخارجية.

هذا الأمر مكن الصحفيين من تحديد أذرع قطر داخل فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا، ورصد الشخصيات البارزة التي تتمتع بالدعم القطري على غرار طارق رمضان؛ ومحمد ونادية كرموس، اللذين لهما دور كبير في الاستثمارات القطرية بسويسرا، عن طريق متحف الحضارات الإسلامية في "لا شو دو فون"، حيث تلقيا من قطر بين عامي 2011 حتى 2013 نحو مليون و394 ألف فرنك سويسري، أي نحو مليون و200 ألف يورو، وذلك عبر 7 تحويلات بنكية من "قطر الخيرية".

وأجرى الثنائي كرموس، تحركات على أعلى مستوى لجمع الأموال، في حين نالت نادية كرموس توصية مباشرة من الأب الروحي لتنظيم الإخوان، يوسف القرضاوي بدعمها، أما عن محمد كرموس، الذي كان يعمل أمين صندوق لجامعة تابعة لتنظيم الإخوان في أوروبا "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية"؛ الممول من قطر في وسط فرنسا، فقد أظهرت وثيقة أنه في العام 2007، اعتقلت السلطات السويسرية في القطار فائق السرعة كرموس، لحوزته 50 ألف يورو نقدًا مباشرة من قطر لصالح المعهد.

ويدير كرموس، الذي ينحدر من أصل تونسي، رابطة المسلمين في سويسرا وجمعية "واقف" السويسرية اللتين تمولان مراكز دينية في مدينة بيرلي ومادريتشستر في مدينة بيان.

وفي بيرلي، تلقى المجمع الثقافي الإسلامي في لوزان قرابة 1.6 مليون فرنك من قبل "قطر الخيرية" عام 2011، وفي بيان، أظهرت مذكرة داخلية للمؤسسة جاء فيها أن "قطر ووزارة الخارجية للشئون الإسلامية قامت بشراء مسجد صلاح الدين في مدينة "بيان" بضاحية بيرن السويسرية، ونشكر دولة قطر وحكومتها وشعبها".

ورصد الكتاب حركة 71 مليون يورو، منذ 2014 ضختها قطر عبر المنظمة الخيرية، في 6 دول أوروبية، لدعم مراكز، ومدارس، ومساجد، جميعها خاضعة لمنظمات تنتمي إلى شبكة الإخوان في أوروبا، ناهيك عن تمويل 113 مشروعا في مختلف المناطق، إذ قال الكتاب إن ذلك بهدف "خلق ثقافة مضادة داخل المجتمعات المسلمة في أوروبا، وتعزيز فصلها عن هذه الدول، في إطار مشروع سياسي ورؤية خاصة بالإخوان"، ضمانا لهيمنة عالمية "للمشروع الإخواني".

فرنسا ترد
في سياق آخر، اعتبر النائب الفرنسي جيلبرت كولار أنشطة "قطر الخيرية" بأنها تهدد النظام العام في بلاده، مطالبًا بإنشاء لجنة تحقيق بخصوص تمويل المؤسسة لعدة أنشطة، مشيرًا إلى أن سياسة قطر تلك تهدف إلى نشر الثقافة "الإخوانية" بين الشباب الفرنسي.

وقال كولار إن الأموال التي ضُخَّتْ في فرنسا ربما بلغت 25 مليون يورو تم توزيعها في مدينة رانس وبواتييه ومِيلوز ونيس ومرسيليا ونيم ولو هافر وليون، مضيفًا: "دعونا نذكر قضية ثانوية (الكندي دو ليون) التي أثنى مديرها على جبهة النصرة، وهي الفرع السوري من تنظيم القاعدة".

وأوضح جيلبرت أن كل ما كشف عنه الكتاب يثبت بأنه يوجد في الوقت الراهن وكذلك في المستقبل مخاطر جليّة لأخطار دينية واضطرابات في النظام العام على أراضي الجمهورية الفرنسية.

وتابع: "وعلاوة على ذلك، نذكر أيضًا القنوات المماثلة التي تغذي نشاط فيلسوف وعظي استجوبه القضاء الفرنسي والقريب جدًّا من جماعة الإخوان".

وبالمثل، ترتبط مؤسسة قطر الخيرية ارتباطا وثيقًا بعائلة سجين إرهابي شديد الخطورة، مذنبٌ في هجوم بسكينٍ في الـ 5 من شهر مارس عام 2019 في سجن كوندي سور سارت.

وتابع: "في المقابل، من الضروري أن يتحقّق التمثيل الوطني من دقة الحقائق التي تم الكشف عنها، وأن يجري لها تقييمًا شاملًا ويقيس حجم الخطورة ويرفع بالتوصيات اللازمة إذا اقتضى الأمرُ ذلك".