أمجد المصرى يكتب : اليوم نكتب دستورنا

اليوم يبدأ المصريون إستحقاقهم المرتقب لتعديل بعض مواد الدستور من أجل أستكمال مرحلة بناء دوله حديثه متماسكه تقوم على ركائز قويه ومؤسسات متعاونه وتدعم الفئات الأولى بالرعايه وتمنحها حقها فى ان يظل لها تمثيلًا مميزًا داخل المجالس النيابيه وتدفع الحراك السياسى وتوسع قاعدة المشاركه بأنشاء غرفه ثانيه للبرلمان وتقر بحق المرأه المصريه العظيمه فى أن تتواجد على الساحه النيابيه لتعبر عن طموحاتها وآمالها وقدرتها على أن تساند الرجل فى بناء مستقبل افضل للجميع .

تعديلات هامه مطروحه امام جموع الشعب من أجل أن يقول كلمته فى مرحله لا تحتمل السلبيه أو الأتكال وإنما لابد أن تكون المشاركه بمثابة فرض عين وواجب وطنى مقدس على كل من له حق الأدلاء بصوته صغيرا او كبيرًا رجلا او امرأه .. انه يوم من أيام تاريخنا يستحق أن نكتبه بأحرف من نور وعزه وفخر وأن يمارس الجميع حقهم المشروع وحريتهم الكامله فى أن يُعبروا عن رأيهم وعن حبهم ودعمهم لهذا الوطن فى مسيرته نحو النور والأمل بعد سنوات من الجهد كُللت بأستعادة الهيبه والرياده المستحقه وفى مرحله يسعى فيها كل مصرى غيور علي وطنه إلى الوصول بهذا الوطن لبر الأمان والأستقرار الدائم .

ايام ثلاث نتمنى أن نشاهد فيها جموع المصريين امام صناديق الأستفتاء تقول رأيها وتعلنها للعالم بأسره بأننا جميعًا على نفس الدرب ندعم ونبنى بأرادة مستقله وحريه كامله أكتسبناها بعد ثوره عظيمه ازاحت نظام فاشى متستر تحت عباءة الدين ومهدت لدوله مدنيه رائده تنظر للمستقبل وتطمح لأن تكون دائمًا بين زمرة الكبار بفضل تاريخها وأمكانياتها البشريه وعبقريه شعبها المتماسك المتوحد دائمًا خلف الرايه الخفاقه والقياده الواعيه والمتسلح فى كفاحه بجيشه العظيم الذى لم يخذله يومًا ولم ينفصل عنه لحظه واحده عبر مشواره الطويل .

تعديلات متوازنه جاءت اولًا لتحمى بعض الفئات التى كادت أن تفقد حقها فى التواجد والتمثيل بحكم بعض مواد دستور 2014 التى يتم تعديلها اليوم فجاء التعديل ليحفظ لها حقها الدائم فى التواجد فالمرأه والشباب والعمال والفلاحين والأقباط وذوى الأحتياجات الخاصه كان لابد من النص صراحة على تمثيلهم بشكل دائم فى المجالس النيابيه كما رسخت التعديلات مبدأ تداول السلطه وعدم زيادة مدد الرئاسه عن مدتين مع مد الفتره الواحده الى 6 سنوات حتى تكون كافيه للحكم على درجة تنفيذ الخطط المقترحه والبرامج المستهدفه وتكون مقياسًا عادلًا لتقييم من يتولى هذا المنصب واعادة أنتخابه مره ثانيه من عدمه .. ايضًا منحت التعديلات المطروحه للرئيس حق اختيار نائب او أكثر ليعاونه فى مهامه داخليًا وخارجيًا وهو ما ظل المصريون يطالبون به عبر عقود سابقه من أجل خلق كوادر قياديه وتوزيع بعض الأدوار وتحقيق الصالح العام .

تعديلات تنظم العمل داخل المؤسسات وتمنح درجه عاليه من الترابط والتناغم فى الأداء بين سلطات الدوله الثلاثه حتى يسهل البناء وتنفيذ الخطط الطموحه التى يحلم بها كل من يعشق هذا الوطن ويبقى الرهان الرابح إن شاء الله هو نزول ابناء الشعب الى لجانهم والأدلاء بأصواتهم ليكون الأستفتاء بمثابة شهادة دعم وتاييد للدوله المصريه وقيادتها ومنحها كل الثقه لتستكمل ما بدأته وتستمر فى التحليق بهذا البلد إلى آفاق من التقدم والأزدهار ..

لتكن أيام من الأيجابيه والسعاده تسود ارجاء الوطن وليعلم كل مواطن مصرى أن صوته امانه وواجب لابد أن يؤديه إنطلاقًا من حريته التى كفلها له الدستور والتى نفهم جميعًا اليوم معناها الحقيقى بأن الحريه مسئوليه وأن المشاركه واجب وفرض على كل عاشق ومخلص لهذا الوطن الغالى ... حفظ الله الوطن وأرشد ابنائه الى ما فيه الخير والفلاح .