الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احمد سمير يكتب : للكرسي آفات ولعنة‎

صدى البلد

ذلك الجيل الحالي الذي تمزقه نزاعاته ويحاول بقدر الإمكان أن يجد سببا يتجادل حوله ليس بقصد التكامل وإنما هو التفاضل القميئ أخشى أن يتحول إلي طاعون يتسلل بالطبيعة إلي الجيل القادم من الأطفال والشباب، أكثر ما أخشاه أن هذا الإستقطاب الحاد حول تركة الوطنية يصنع من الأخوة أعداء متصارعين شرسين حول مقعد البرلمان والوزارة بإعتبار كل منهم جائزة وليس مسؤولية مرعبة يُحسب لها ألف حساب فحالة التبلد التي سرعان ما تصيب المسؤول تجاه رعاياه وواجباته الوطنية لم تكن غايته منذ البداية لقد عرفناهم قبل تولي المسؤولية رجالا مفعمين بالحيوية والشغف الذى تحول هو الأخر الي دائرة مغلقة رتيبة ، ذلك يا سادة لأن للكرسي آفات و لعنة تبدأ حين تتعامل مع الأشخاص كونهم أرقام ضمن جدول لأنه من المستحيل أن يتعامل المحافظ مع كل أبناء محافظته بشكل شخصي و انساني مباشر بل الضرورة تجعل منهم معدلات وجداول إحصاء قابلة للصعود والهبوط مما يورث المسؤول شيئا من الجمود والاعتياد وهنا أشفقت علي أغلبهم كونهم بشر عاديين وهنا أيضا أضع ملاحظتى ... وهى أن المسؤول لا يجب أن يكون عاديا أبدا بل هو مزيج من الادارة والسياسة والفلسفة ، المسؤول هو صرخة في وجه المعتاد و المحدد وهو خيال خلاق لا ينظر للناس كونهم أرقام قابلة للقسمة والطرح بل ينظر اليهم كونهم عناصر طبيعية تتفاعل للحماية و تستجيب للدفاع والهجوم وتعمل في سمفونية واحدة دون قصد منها أو وعي فكل مجتمع يفرز مضاداته الحيوية بشكل طبيعي منتظم فهناك من يميل إلي النقد و التحليل وأخر إلي القتال والحزم والإنضباط واخر للفلسفة والنفس والفن وكلا منهم يمارس دوره التكميلي دون أن يدرى مع أسرته وأصدقاءه ومحيطه و هنا تتجلي الوظيفة الجوهرية لكل مسؤول بأن يمهد الطريق لكلا منا حتى يصل إلي مكانه وينظم هذا التفاعل الطبيعي ضمن إدارة واقعية ، والقانون يضبط الفاسد والمنافق والطامع من حيث يبنى كل مسؤول تصوراته وإدارته علي هذا المعني الأصل الذى لا يتعارض أبدا مع ضرورة تدبير حياة المواطنين بل يدعمه ويقويه ويكسبه بريقا ومعني وغاية سامية تجعل من مجتمعه خلية نافعة في جسم هذا الكون وليس خلية سرطانية يشقي بها صاحبها ....... حفظ الله مصر