الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التاء المربوطة تزين شوارع المحروسة.. سيدات مصر أمام اللجان: قد التحدي

صدى البلد

وراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء كل دولة عظيمة كمصر، سيدات كونّ درعا حامية لها، كن خير مثال وأعظم دليل على المشاركة الديموقراطية، برزن عبر الزمان، ويشهد لهن التاريخ بالمواقف البطولية التي وقفن فيها وقفة الرجال، بل أشد وأعظم منهم، بداية منذ أن تعالت صيحاتهن في ثورة ١٩١٩، مرورا بثورة ٣٠ يونيو، وعلى مر العقود، تسطر نساء مصر تاريخهن، لتثبت للعالم أجمع أن التاء المربوطه في شوارع المحروسة خير حامٍ  للبلاد.



تبرعت بذهبها لصندوق تحيا مصر

استيقظت مع أذان الفجر، تناولت فطورها منذ الصباح الباكر، وأخذت جرعتها اليومية من الأدوية، تهندمت في ثيابها وتجهزت لتحرير الأمانة التي وضعت على عاتقها، لتخرج الحاجة فتحية للإدلاء بصوتها في الاستفتاء اليوم.

واجبها الوطني وحسها بالانتماء يدفعانها دوما للتحرك نحو الوطن ورد المسؤولية، على مدار سنوات، لم يغب عنها موطنها، تقلق تجاهه كأنه ولد لها، تسعد له مثل الأم التي تفرح بنجاح فلذة كبدها، وفي وقت الحاجه تهرع لإنقاذه وفك كربه، ومنذ عام، تبرعت الحاجه فتحية بجميع مقتنياتها الذهبية لصندوق تحيا مصر، والتي قدرت بأكثر من ٢٦٠ ألف جنيه حينها، وكرمها آنذاك الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

78 عاما عاشتها الأرملة العجوز في مصر، عقود من الزمن مرت بها، بعصور مختلفة، شهدت التاريخ خلالها، لتصبح شاهدة على تاريخ مصر، بانتصاراته وثوراته وأحداثه، لترى وضع البلاد في أمس الحاجة ليد العون والمساعدة من كافة طوائف الشعب بداية من العامل البسيط وحتى قائد الأمة. 

نزلت العجوز في العقد السابع، بالرغم من مرضها، وحركتها التي تثاقلت مع مرور السنوات، لم يمنعها إرهاقها من قطع مسافة من منزلها بمنطقة الطالبية بالهرم إلى الكوم الأخضر، حيث تقع لجنتها الانتخابية، تمشي في خطى ثابتة عازمة على الإدلاء بصوتها. 

وناشدت شعب مصر عامة ونساء مصر خاصة، المشاركة في الإستفتاء، والأدباء بأصواتهم، مؤكدة أن التصويت رسالة للعالم أجمع بدعم الشعب للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكدت أنها بالرغم من مكوثها في المنزل بمفردها، إلا أنها لم تنتظر قدوم أولادها لإحضارها للجنتها الانتخابية مصرة على الاعتماد على نفسها.

بعيون ملؤها الفخر وكلمات تعجز عن الوصف وملامح راضية سعيدة، تداعب الحاجة فتحية المارة وتشجعهم للمشاركة في التصويت في الاستفتاء. 



الأم تصطحب أولادها للاستفتاء

وعلى باب مدرسة الأورمان بالعجوزة، اصطحبت شيماء طفليها إلى اللجنة، منذ الصباح الباكر أصرت على التصويت في الاستفتاء، وبالرغم من صعوبة استيقاظ صغارها، إلا أنها أصرت على أن تشهد بناتها عملية التصويت، ليكملوا المسيرة بعدها أمام صناديق الاقتراع. 

تصر شيماء على المشاركه في جميع الانتخابات أو الاستفتاء، لا تترك عرسا ديموقراطيا إلا وشاركت به، قوتها في صوتها وأنوثتها تدفعها للمشاركة بصوتها في الانتخابات. 

و باختلاف الأعمار والسنوات، تجد سيدات مصر أمام اللجان، لا يقتصر دورهن على التصويت فقط، بل افضل داعمه، وخير من يضيف البهجة والسرور في الارجاء، يتكئ الازواج على سيداتهم للذهاب الى اللجان. 



فتاة ترشد المواطنين بمعنى التعديلات الدستورية 

وأمام أحد لجان الدقي، تقف الفتاة في أحد الإرجاء تحمل قلمها وأوراقها، تنتقل كالفراشة من هناك لهناك، تضع قبعتها لتحميها من حرارة الشمس، تقبل على المارة بتودد بابتسامتها الطيبة، وبصوتها العذب تبادرهم بسؤالها: "تعرف إيه عن التعديلات الدستورية؟". 
 
انطلقت هبة عبد الله، من منزلها صباح اليوم، السبت، لم تحدد وجهتها، بل اتخذت من مقار اللجان مقصدا لها، تتنقل من لجنة لأخرى، ترشد المارة في الشارع إلى التعديلات الدستورية، والفروق في الدستور الجديد التي يتم التصويت عليها الآن. 

رفضت هبة التصوير بعدسات الإعلام، لا تبحث عن الشهرة أو الأضواء، تستنكر أي كاميرا توجه إليها، تفصح عما بداخلها قائلة: "الناس مش عارفه إيه التعديلات الجديدة وإيه الفرق، نازلة النهاردة اعرفهم الفرق عشان يقولوا صوتهم". 

قرأت طالبة الفرقة الرابعة بكلية الحقوق، الدستور جيدا، وفهمت التعديلات وقررت توعية وإرشاد المواطنين للتصويت على الاستفتاء، لا تبحث عن الإجابة بـ نعم أو لا، فقط تستهدف تنوير المواطنين للتعديلات. 

وبكل حيادية، تتحدث مع المارة، حول الدستور، تتحمل أسئلتهم ومضايقات البعض، تستقبلها بكل ألفة وسماحة، وبابتسامها السمحة تنهي مهمتها بعد دقائق أو قد تمتد لنصف ساعة تشرح لأحدهم التعديلات. 

أكدت هبة عبد الله نزولها الثلاثة أيام، إلى اللجان في مختلف المناطق لتكمل مهمتها الوطنية دون إجبار أو إلزام من أحد أو جهة.