الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. فتحي حسين يكتب: أسباب تراجع البحوث والدراسات الإعلامية (2-2)

صدى البلد

دراسات الإعلام أو الدراسات الإعلامية هي اختصاص ومجال دراسة يبحث في محتوى وتاريخ وآثار وسائل الإعلام المختلفة، ولا سيما الإعلام الجماهيري. فهي قد تعتمد على تقاليد مستمدة من كلا العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلّا أن معظمها مأخوذ من تخصصاتها الأساسية في الاتصالات الجماهيرية والاتصال ودراسات التواصل. كما ويمكن للباحثين في مجال الإعلام أن يعملوا على توظيف وتطوير نظريات وأساليب من تخصصات مثل الدراسات الثقافية والبلاغة (والتي تتضمن البلاغة الرقمية) والفلسفة والنظرية الأدبية وعلم النفس والعلوم السياسية والاقتصاد السياسي والاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم الإنسان والنظرية الاجتماعية وتاريخ الفن والنقد ونظرية الفيلم والنظرية النسوية ونظرية المعلومات!

والبحث العلمى صناعة توجد مفرداتها وعناصرها بالكامل فى مصر وإفريقيا، لكنها ليست بكفاءة مثيلتها فى الدول المتقدمة، بيد أن كفاءة البحث العلمى البشرية والعقول المتميزة فى الدول الإفريقية والعربية أكثر من الدول المتقدمة, وفقا لما اكده الرئيس السيسي خلال ملتقى الشباب العربي والإفريقي بمحافظة أسوان مؤخرا.

وهناك جانب اخر برأيي اعتقد انه من اسباب تراجع البحث العلمي الاعلامي وهو ان معظم ابحاثنا الاعلامية لا يتم استخدامها او تطبيقها علي الواقع المعايش ومعظم ممارسات الاعلام بعيدة تماما عن ما تجود به هذه الدراسات والكتب المبذول فيها جهد كبير من اصحابها ولكنها تتحول الي اشياء عقيمة توضع علي أرفف المكتبات العامة والجامعية ومعظم الابحاث التي يعدها الاكاديميون بالجامعة بهدف الترقية السريعة وتحسين الدخل الوظيفي وانما ليس بغرض البحث العلمي باي حال من الاحوال !

وهناك امر اخر وهو انعدام ثقة الناس في معظم الاعلام بسبب اتخاذه وتبنيه رؤية واحدة ثابته في الطرح وهي التـأييد والمباركة دون ان يتضمن رؤي اخري مختلفة تسير الي جواره و تتيح للافراد المناقشة والاختلاف والتحاور العقلاني البناء بعيدا عن الضجيج والغوغائية التي اصبحنا نراها اليوم في مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية , بالرغم من الاختلاف والتنوع هو قلب وروح الاعلام وصحافته ! بالاضافة الي ان دراسات حديثة امريكية بررت تراجع ثقة الناس في الدراسات الاعلامية ودور الاعلام نسبيا الي اسباب منها التدخل الحكومي في عمل الاعلام قد أضعف من مصداقيته، وأدى إلى تراجع ثقة الناس فيما يقدم لهم من أخبار ومعلومات وصور وآراء، لكن يظل الاحتكار فى ملكية وإدارة الإعلام هو السبب الأكثر أهمية فى ضياع الثقة فى الإعلام الأمريكى، حيث إن %90 من وسائل الإعلام الأمريكية تملكها ست شركات كبرى، مما أدى إلى اختفاء الاستقلال فى التقارير والرأى!

كما اكدت بحوث ومشاهدات كثيرة أن ثقة الجمهور فى الإعلام والإعلاميين تراجعت الي حد كبير بعدما فشل الإعلام فى إقناع المواطنين في بعض الدول الاوروبية مثل بريطانيا التي فشل اعلامها في اقناع الناخب بأهمية الاستمرار فى الاتحاد الأوروبى،

وفي دراسة حديثة عن ثقة الجمهور البريطاني فى بى بى سى, جاءت نتائجها ان 53% من الجمهور لا يثق فى نوايا الحكومة نحو مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية، ويرون أن الحكومة قد تهدد استقلال هذه المؤسسة العريقة!

وفي امريكا فشل الاعلام في اقناع المواطنين وتحريضه علي الاطاحه بترامب الذي سيقود البلاد الي الهلاك الوشيك ! ومما يدعم هذه الرؤية ان هناك دراسة أمريكية حديثة وجدت أن غالبية الأمريكيين لا يثقون فيما يطلعون عليه من أخبار وآراء، وقال %6 فقط إن لديهم قدرًا كبيرًا من الثقة فى الصحافة، مقابل %52 يقولون إن لديهم بعض الثقة، بينما أشار %41 إلى أنهم لا يثقون فى الصحافة والإعلام!

وهناك دول اخري في العالم الثالث فقد فيها المواطنين الثقة في اعلامهم بسبب تمسكه برؤية واحدة وبالتالي اصبح يسير في طريق انعدام تأثيره علي الافراد في التنشئة وفي الدعاية لمنتج او لقضية ما وهو ما انعكس بالطبع علي ضعف شراء الصحف الورقية فضلا عن انعدام الاعلانات تقريبا في معظم الصحف الامر الذي دفعها الي تقليل العمالة والصحفيين بها لتقليل النفقات وقلة الاعلانات في القنوات الفضائية وهناك قنوات تم بيعها وصحف اغلقت واتخذ المواطنين من وسائل التواصل الاجتماعي مكانا للتعبير عن ارائهم بحرية تامة بعيدا عن المنع او الحظر حتي صار الفيس بوك منبر للتنوع والاختلاف لمن لا منبرا له !

أسباب تراجع البحث العلمى الاعلامي عندنا غياب الروح العلمية عن كثيرا من جوانب الحياة فى حياتنا , فكم قناة علمية متخصصة فى مقابل القنوات الكثيرة التى تبث الخرافات والخزعبلات التي تلقي مشاهدة وقبول من العامة والمثقفين علي السواء .!