الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بردي الشرقية من الأجداد إلى الأجيال.. زراعة وصناعة توارثها الأبناء.. طوخ القراموص معقلها.. والمحافظة تضعها على قائمة التراث العالمي.. صور

بردي الشرقية من الأجداد
"بردي الشرقية" من الأجداد الي الأجيال

طوخ القراموص..أشهر قري زراعة وصناعة البردي
الأهالي نتمني مزيدا من الاهتمام من جانب المسئولين وتأمينا صحيا 
توفير الأسمدة وسوق متخصص لبيع منتجاتنا
محافظ الشرقية يقرر تشكيل لجنة قومية عليا لإعداد ملف الصون العاجل لحرفة صناعة البردي

تشتهر قرية "طوخ القراموص" إحدي قري مركز ومدينة أبوكبير بمحافظة الشرقية زراعة وصناعة نبات منذ ايام الفراعنة وهو نبات "البردي" فبالرغم من مرور الأيام وتعاقب الأجيال، إلا أن أبناء قرية طوخ القراموص قرروا عدم التخلي عن تلك الزراعة رافعين شعار الحفاظ على ما توارثوه من أجدادهم الفراعنة.

رصد "صدى البلد" مراحل زراعة وتصنيع البردي والتعرف علي أهم المشاكل ومتطلبات أهالي القرية من أجل توصيلها الي المسئولين وإيجاد حل لها.

قرية طوخ القراموص إحدى القرى التابعة إلى مركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، يسكنها ما يقرب من 17 ألف نسمة يعملون في زراعة وتصنيع البردي وتحويله إلى الورق المعروف في شكله النهائي الأثري ومنهم من جعل تلك الصناعة المصدر الوحيد لزرقه يكسب منها قوت يومه.

بداية فقد حرص "سعيد طرابيك" أحد أشهر ابناء القرية والمهتمين بصناعة وزراعة البردي علي توضيح أهم مراحل الزراعة والصناعة والذي أكد ان مراحل الزراعة تبدء بـ

مرحلة الزراعة والتسميد

أكد "طرابيك" أن معظم أراضي القرية تتم زراعتها بنبات البردي، وتتم على مدار العام ويتم تسميده وريه مرة كل أسبوع أو مرتين ثم ينمو ويصل طوله إلى مترين.

مرحلة النمو والحصاد


بعد نمو المحصول ووصوله إلى الطول المناسب، بعدها يصبح النبات مكتمل النمو ويتم حصده وتُقسيم العود لعدة قياسات طبقا لطلب المعامل له من 30 سم إلى 40 سم.

مرحلة التقشير


بعد الحصاد والتقطيع تبدأ مرحلة التقشير بنزع القشرة الخضراء منه، عبر خيط رفيع تم تخصيصه لهذا الغرض تمهيدا للبدء في مرحلة التصنيع.

مرحلة التصنيع


في البداية يتم وضع البردي في غلايات لمدة تتراوح بين 5 و6 ساعات ثم يطرق ويدق عليه لفرده جيدا، وبعدها يقسم لشرائح رقيقة ويسكب عليه ماء بطاس وكلور، ثم يوضع بعدها في ماء نظيف ليدخل في مرحلة الترتيب، وبعدها يوضع على ورق كرتون على نفس حجم شرائح البردي ويترك فترة لكي يجف، ثم يترك في الظل حتى يجف، ويعصر الورق جيدا وهي المرحلة الأخيرة والأهم وهي "العصر".

مرحلة الكبس


يتم وضع الكرتون والقماش في مكبس والضغط عليه لإزالة بقايا المياه الموجودة به، وتتكرر هذه العملية عدة مرات ليخرج ورق البردي بصورته المعروفة والنهائية.

مرحلة التسويق


تبدأ مرحلة تسويق ورق البردي وتتم عن طريقين؛ أولا يتم بيع الورق خاما غير مطبوع عليه للمحلات والبازارات السياحية، وثانيا تتم طباعة أشكال فرعونية ونقوش أثرية لبيعه لسماسرة تمهيدا لبيعه لأصحاب البازارات والسياح.

اما بخصوص أهم مطالب المزارعين والمصنعين لنبات البردي، فقد أكد "محمد أحمد" احد ابناء القرية وأحد مزارعي نبات البردي أن هناك عددا من المشكلات والعقبات التي تواجه المزارعين بالقرية ابرزها ارتفاع اسعار الاسمدة وعدم توفير اي اسمدة لهم من خلال الجمعيات الزراعية بحجة ان النبات لا تستفيد به الدولة ولكن يستفيد به المزارعون من خلال التصنيع، بالاضافة الي ان الفدان يحتاج تقريبا في كل دورة الي ما يقرب من 2000 او 2500 جنيه اسمدة.

بالإضافة الي ارتفاع تكاليف الانتاج وخاصة مع زيادة اسعار السولار فكل شيء ارتفع بسبب تلك الزيادة فالنبات يحتاج الي مياه الري مرتين في الاسبوع مما يشكل عبئا اضافيا علينا كمزارعين.

وأشار إلي ان اهم العقبات التي توجه المزارعين عدم وجود اسواق لبيع النبات بعد حصاده ووقوع المزارع فريسة للسماسرة .

أما عن المشاكل التي يعاني منها مصنعو ورق البردي ان مصنع الورق البردي ليس مصنعا بالصورة التي تصل الي الاذهان ولكنه عبارة عن شئ بسيطة عبارة عن مجموعة من العمالة التي تقوم بتقطيع العيدان الي مقاسات واخرين يقومون بتقشيرها ثم يتم وضعه في غليات يعقبها عمليات الرص والكبس والتنشيف.

بالإضافة الي ارتفاع تكلفة الانتاج ورخص اسعار الورق بعد تصنيعها وعدم توفير سوق لبيع المنتج بالاضافة الي انهيار سوق السياحة وضعفها ادي الي انهيار سوق ورق البردي وارتفاع اسعار العمالة والغاز المستخدم في طبخ الورق يكلفهم اعباء طائلة وبالتالي لا نحقق اي مكاسب .

وفي النهاية ناشد المصنعون والمزارعون الدولة واجهزتها المعنية بالتدخل وتوفير سوق لبيع ورق البردي بأسعار تتناسب مع ارتفاع تكاليف الانتاج.

من جانبه، أصدر الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية قرارًا بتشكيل لجنة قومية عليا لإعداد ملف لحرفة صناعة البردي وإدراجها ضمن قائمة التراث اللامادي بمنظمة اليونسكو برئاسة اللواء دكتور حسين الجندي السكرتير العام للمحافظة وعضوية كل من عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون وخبير التراث الثقافي اللامادي بمنظمة اليونسكو وعضو المكتب العلمي بمكتب وزير الآثار وباحث بمركز دراسات الفنون الشعبية ومدير عام الشئون الفنية بمركز إحياء الفن المصري القديم بوزارة الآثار ووكيل عام فرع ثقافةً الشرقية ومدير إدارة التراث الحضاري بالمحافظة.

وأوضح المحافظ أن اللجنة تختص بإعداد ملف الصون العاجل لحرفة صناعة البردي وإدراجها ضمن قائمة التراث اللامادي بمنظمة اليونسكو.

وأضاف محافظ الشرقية أن القرار جاء تنفيذًا لخطة المحافظة للحفاظ على التراث الذي تنفرد به المحافظة وكذلك توثيقه وإبرازه للعالم كتراث مصري عالمي والحفاظ عليه من الاندثار لتقوم اللجنة المشكلة والتي تضم مجموعة من الخبراء في هذا المجال بإعداد الدراسات الخاصة لوضع حرفة البردي بمحافظة الشرقية على قائمة التراث العالمي.