EN 
إبراهيم رضوان يكتب: أمسية في حب الوطن
محمد بدير شاب طموح وطني مثقف، يمنحك الإحساس أن الوطن مازال فيه رجال، أدخل معه في مناقشات كثيرة وحماسية وأجده هادئا، لا يحتكر الرأي الواحد، يذكرك بجيل العظماء في الستينيات، حينما كانت الطاولة الواحدة تزدحم بعظماء مصر في شتى المجالات، وهو فوق كل هذا، لديه كاريزما، وقبول، وإطلالة القائد.
دعاني قبل أيام الصديق العزيز ورجل القانون محمد بدير لحفل تدشين المؤسسة التي يترأسها " المؤسسة المصرية للثقافة والتنمية "، وكانت فرحتي كبيرة عندما توجهت أنا وصديق العمر والمقهى علي بدر لحضور هذا التدشين وإلقاء كلمة.
لقد كنا نحرض محمد بدير على هذا العمل منذ فترة، نظرا لفشل كل مؤسسات الثقافة في الإسكندرية بما فيها المكتبة التي أصبحت مبنى بلا معنى، وأصبحت مجرد " سبوبة " وأكل عيش، أكثر منها مفرخة للفكر والثقافة، فالأسكندرية العظيمة يا سادة والتي لا يعرف قيمتها أحد تحتاج إلى مثل هذه الجهود، وإلي مثل هكذا مؤسسة تهتم بالثقافة والتنمية، الإسكندرية التي كانت مقصورة يوما ما على المفكرين أمثال " أفلاطون وأفلوطين وفيثاغورث، وجالينوس، والمفكرة العظيمة هيباتيا التي قتلها تكفيريون ذلك العصر".
كانت سعادتي كبيرة أيضا لأن هذه المؤسسة الوليدة جمعت بين الثقافة والتنمية، ومن هنا يكون التكامل والعمل، فهي تحارب الجهل والفقر بأفكار إبداعية، فلا يمكن أن تعمل الثقافة بعيدا عن التنمية ، والعكس أيضا.
ما نطلبه من العزيز محمد بدير ورجاله مسئولي هذه المؤسسة ، أن يحددوا لأنفسهم هدف ورسالة ورؤية، يعملون من خلالها ، حتى يحدثوا الفرق، وأن يعملوا خارج الصندوق ولا تكون مجرد مؤسسة تمنح وتتلقى التكريمات، وأن تستفيد من فشل المؤسسات الثقافية الأخرى في الإسكندرية والتي ماتت بالضربة القاضية.
نتمنى من هذه المؤسسة الوليدة أن تتبنى أفكار إبداعية في شتى المجالات ، وأن تعقد شراكات مع مؤسسات الدولة ، وأن يكون هدفها مثلا تبني 100 شاب كل عام في شتى مجالات الإبداع، في الفن والموسيقى والكتابة والتمثيل وريادة الأعمال، وقبل كل شيء حب الوطن.
أتفاءل كثيرا بهذه المؤسسة، وانظر إلى نتاجها بعد 5 سنوات من الآن، وكيف ستكون، وأين سيكون خريجيها، أتمنى فقط من الحبيب محمد بدير أن يحيط نفسه بكل المشارب والأفكار والمواهب، وليس الشعراء فقط.
الإسكندرية تتغير وستتغير بهؤلاء الرجال، وما يقدمونه من أفكار يتم ترجمتها إلى أرض الواقع، لتتحول بلادنا إلى مكان أجمل وأرقى.
ولنا عودة ..
