الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: علموا أولادكم ما هو الحق

صدى البلد


علموا بناتكم منذ عام تقريبا أي في بدايات عام 2018 دخلت قاعة المحكمة دائرة صحة التوقيع وجلست بجوار سيدة لها قضية فسألتني هل تقول للقاضي أنها لم تقبض باقي المبلغ ؟ فرددت عليها أن دعاوي صحة التوقيع لا تتناول محتوي المحرر العرفي ولكنها تقتصر علي الإعتراف بصحة التوقيع أو إنكاره فقط , وأخبرتها أن تقول للقاضي أنها تريد التأجيل لجلسة أخري حتي يتم قبض باقي الثمن . فقالت لي ربما زوجها يرفض ذلك , وأكملت - هو اللي خلاني ابيع بيت أبويا , وقبض مقدم عشرين ألف , وأنا أخدت ستين ألف لما وقعت العقد , وباقي عشرين ألف . هو خلاني أعمل له توكيل . لكن الرجل الذي أشتري البيت قال لازم أنا أوقع علي العقد . فسألتها هو منزل والدك أين ؟ فأجابت في منطقة أعرف أنا أنه من المستحيل أن يقل فيها سعر المتر عن مبلغ محدد وأنه حتي لو باعت بالخسارة سيكون ثمن مساحة منزلها علي الأقل ثلاثمائة ألف . فقلت لها : هذا مبلغ قليل . لماذا تبيعين بهذا السعر , وكان الأفضل أن تحتفظي بالمنزل حتي يرتفع سعره . فأجابت وهي تشير إلي طفلتين بجوارها , خفت من المشاكل وهددني بالطلاق , وأنا ماليش حد , وعاوزة أربي بناتي . فسألتها مرة أخري , ولماذا لم تقبضي البلغ كله مرة واحدة , فردت أن زوجها هددها بالطلاق إذا لم تقم بعمل توكيل وأنه تفاوض مع المشتري , ولكن المشتري صمم أن يكون العقد بأسمها وتحضر بنفسها الجلسة وتقر له بالتوقيع . بالطبع تلك السيدة لم يعلمها أهلها أنه لا حياء في الحق , وأن طاعة الزوج تكون في أمور كثيرة واجبة , ولكنها لا تكون واجبة عندما يتم سلب الحقوق أو الأمر بما نهي الله عنه . كثير جدا من النساء يأتي نصيبها مع شخص لم يتعلم أمور الدين ولا الأخلاق , وكثير جدا من الرجال يري أنه له الحق في التصرف في كل ما تملك زوجته . بل وأنه يهددها بالطلاق إن لم تستجب لما يطلبه منها . وللعدل قد يجردها من ممتلكاتها , وربما وهو يفعل ذلك لا ينوي الغدر . ولكن الذي يحدث بعد ذلك من غدر غير مخطط له , لا تجد معه الزوجة حماية من تقلبات الدهر , وربما تعاني مرارة الإحتياج والعوز . و تذكرت يوما كانت لي صديقة تعمل هي وزوجها في إحدي بلدان الخليج , وعندما أرادا شراء عقار لهما ولمستقبل أولادهما , وأثناء تواجدهما لكتابة العقد , سأل البائع عن الأسم الذي يكتبه كمشتري , فرد الزوج وكتب أسمه , رغم أن المال كان مناصفة , وما أرادت أن تكسر كلامه حسب قولها , وتحفظ له قدره أمام الأغراب وبعد أن دفعت كل ما تملك أصبحت رهينه لديه مثل الأسيرات , لا تجد التعامل الحسن وتخشي الطلاق حيث لا يوجد معها ما يكفيها لتعيش بكرامة حقيقية . وأنا أقول لكل أسرة علموا بناتكم الحق , وأنه لا حياء في الدين . ولا حياء في الحق . وأقول لمثل تلك النساء لا تتنازلي عن حقك في الحفاظ علي مالك , ومن يريد مقابلا للإحتفاظ بك , لا تحتفظي به , وحتي لو كان معك منه عدد كبير من الأولاد . لأن التنازل عن حقك هو أول درجة في ضياع باقي حقوقك ومهما تنازلتي فلن تجبري شخصا علي التمسك بك . وأقول للرجل ليس معني أن زوجتك تريد الإحتفاظ بمالها هي عاصية لك أو تكرهك أو لا تحترمك , هي فقط تستعمل حقها الذي أمر الله به وفقط . أما من تريد أن تعطي زوجها دون ضغط ومن طيب نفس كما قال الله في كتابه الكريم , فهي وما تشاء . ولكن لا تكوني ضعيفة , فمن يريد الحفاظ عليك سيظل معك , ومن يريد الإستغناء عنك لن تستطيعي أن تحتفظي به ولو كنتي له طوع الأمر أنت وكل ما تملكين . لأن الذي جبلت نفسه علي الأنانية وحب الذات , أو الإستغلال , والسطو علي حقوق الآخرين لن يحفظ لك ودا ويكون البعد عنه أفضل من الإقتراب . وأقول للرجل لابد أن تكون قدر الأمانة , فما لا ترتضيه لأبنتك أو أختك , لا ترضاه لزوجتك .,وأن الرجولة هي حماية الحقوق . و علموا أولادكم وبناتكم ما هي الحقوق , وأن الرجوع للحق فضيلة , وأن العلاقات تستمر وتقوي عندما تكون خالية من الضغوط , وعندما تكون الكرامة مصانة والنفوس صافية , والود ومراعاة حقوق الله موجود . للحديث بقية .لتعلموا بناتكم