الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سمير يكتب: عشر دقائق‎

صدى البلد

عشر دقائق ويبدأ إمتحان المرحلة الثانوية ، عشر دقائق متبقية ونصل إلي البحر لقضاء الصيف السعيد ، عشر دقائق و سيرجع أبي من العمل لنأكل معا ، عشر دقائق وينتهى امتحان اخر العام الجامعي ، عشر دقائق علي مقابلة هامة من أجل عمل ، فريق التصوير يستعد لأن خلال عشر دقائق سنظهر علي الهواء ، عشر دقائق وأبي سيفارق الحياة ، عشر دقائق ولن أراه ثانية ، بعد عشر دقائق سأنتهي من أوراقي الحكومية العالقة منذ شهر ، مضت عشر دقائق ولم أنام ، بكاء شديد منذ عشر دقائق ، تمت دعوتى للغداء الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء أستيقظ و أرتدى ثيابي بغير حماس ، أسير ببطء غير مبالي ، متكاسل كالعادة ، أعلم ان العالم سيظل عبثي و أن شغفي بالأشياء لن يحدث فارقا ، أصِل متأخرا عن الموعد بساعتين ، أسَلِم علي الحاضرين ، أرى وجها جديدا لأنثي عشرينيه تستأذن لتغادر بعد وصولي بعشر دقائق ، نظراتى شاردة وروحي متعبة ، أبتسم لها إبتسامة ثلجية ثم تغادر وأنا لا أعلم أنها ستكون زوجة المستقبل ، عمرى الأن يتجاوز الربع قرن و لم يتأثر قلبي إلا بمجموعة من العشرة دقائق ولا أتذكر منها سوى لحظات ، حين تجوع تشعر وكأن لديك أمعاء قادرة علي إبتلاع سبع موائد ، حين تشعر بالشهوة تظن انك قادر علي مضاجعة كل نساء العالم ، ذلك الشعور المزيف هو الذى يسقطنا في أبشع الجرائم ، ذلك التوهج الذي يلحق بالإنسان قي قمم شهواته مصمم هكذا لتعزيز غريزة البقاء عنده وهو من ناحية أخرى خداع نفسي تكتيكي يوهمك بأن أقصي مراتب ارتقاءك تكمن هنا في هذه الحياة العابرة ، إننا جميعا سنعلم قبل الموت كم كنا حمقي وسنسأل أنفسنا علي ماذا كنا نحزن علي ماذا كنا نغضب ولماذا كان كل هذا التفكير ، نعم سوف ندرك في اخر عشرة دقائق أن كل ما بنيناه كان فوق الجسر ...