الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: الكأس عربية والبطل زايد

صدى البلد

منذ أيام دخل الإتحاد العربي لكرة القدم عهدًا جديدًا في تعزيز الترابط والتكاتف العربي الرياضي ، والذي جسده بتنظيم أفضل وأرقى نسخة من البطولات العربية منذ نشأتها من قبل الإتحاد العربي لكرة القدم ، والذي تبنى فكرة إقامتها محيي الدين صالح كامل رئيس القنوات الرياضية لشبكة راديو وتليفزيون العرب ، وتحت الرعاية الحالية للمستشار (تركي آل الشيخ ) رئيس هيئة الرياضة العربية .

فشهد الجميع على مر الشهور الماضية، أن كأس زايد لأبطال العرب حققت نجاحات ومكاسب عدة على مستوى الإحتكاك و المنافسة بين الفرق المشاركة ، والحضور الجماهيري الرائع للمباريات والذي كان عاملًا مهمًا في نجاح البطولة ، والتي توج النجم الساحلي التونسي بلقب البطولة بعد فوزه على شقيقه الهلال السعودي بهدفين لهدف، في المباراة التي أقيمت بينهما على إستاد (هزاع بن زايد ) بمدينة العين بدولة الإمارات . 

وفي لفتة طيبة بل وتحسب لتركي آل الشيخ بأن أطلق اسم ( زايد ) على هذه النسخة من البطولة ، تكريمًا و إجلالًا للمغفور له الشيخ زايد آل نهيان ، المسمى الذي أعطى للبطولة روح المنافسة ، وأضفى لها اهتمامًا خاصًا كونها تستند إلى معايير و أسس مستوحاه من قيم و شيم الشيخ زايد من حيث الترابط و التماسك العربي والمؤاخاه الصادقة بين الأشقاء في العروبة ، وقد كان لهذا المسمى العظيم والحكيم جليل العرفان والإمتنان لروحه الطيبة.

فقد كان حكيمًا ونبيلًا وقائدًا صاحب همه ، وقبل كل ذلك كان رياضيًا وراعيًا للرياضة في وطنه .و في هذا الصدد نسرد من سجل الذكريات للشيخ زايد طيب الله ثراه فقد كان رياضيًا بالفطرة ، وكان يمارس من الرياضات ما يتناسب مع ميوله و شخصيته ، وكان عاشقًا لرياضات كثيرة ، منها الرياضات البحرية والصيد بالصقور ، و كان من فرسان رياضة ركوب الخيل. و من أهم هواياته التي كان يمارسها بشكل يومي لعبة كرة الطائرة ، وكان يجيد الضربات الساحقة للكرة بقوة .

و انعكس ذلك الميول و الإهتمام الرياضي على بناء دولته إذ حرص الشيخ زايد على أن يتضمن التشكيل الوزاري الأول بعد تأسيس دولة الإمارات وزارة للشباب والرياضة في المقام الأول .وكان داعمًا للرياضيين ، و يلتقي بهم لرفع همتهم و تشجيعهم ، وبالرغم من مهامه العظيمة كان يحضر نهائي بعض البطولات داخل الدولة . 

ومن هنا ظهرت لمسات الشيخ زايد طيب الله ثراه في نهضة الرياضة لدولة الإمارات نابعة من عشق و إهتمام ، و أصبح الملهم الأول لكل الرياضيين ، وإستمدوا من مدرسة زايد أسس و قواعد مرسخة لنهضتهم الرياضية . ولم يتوقف إلهام زايد لشعبه رياضيًا فقط، بل هي نهضة واكبت كل مناحي الحياة في الدولة ، من الناحية العمرانية و الإقتصادية و البشرية ، و استطاع بحكمته و نظرته المستقبلية قراءة سطور الأيام و أحرف الزمن و فك رموز مجتمعه فسار بشعبه نحو الحضارة و التقدم و الإزدهار الذي أبهر العالم أجمع ، فجعل خلال أربعين عاما من إمارات متفرقة وسط صحراء جرداء وجهه سياحية رائدة و متماسكة ، ونموذجًا إقتصاديًا وسياسيًا، 

ولم يتوقف عطاء زايد و إلهامه عند شعبه فقط بل إمتد الى العروبة كلها من إهتمام بالقضية العربية وكان واضحًا في مواقفه الداعمة للهوية العربية ، ولم يتراجع يومًا عن تلك المواقف التي يشهدها التاريخ للشيخ زايد رحمه الله ، خاصةً في ظل الحروب التي خاضتها الدول العربية ولم يبخل بالجهد و المال ، و أنصف أشقائه العرب قائلًا ( ليس المال أو النفط أغلى من الدماء العربية ) .

أما عن مكانة الشيخ زايد عند مصر والمصريين فقد كان للشيخ الحكيم وقفاته ومواقفه الخالدة على مدى عقود طويلة ، فلم يبخل على مصر وشعبها بالعطاء و الجهد في حرب اكتوبر 73 بل و اقترض أيضًا الملايين من البنوك الأجنبية و أرسلها لمصر وقتها دعمًا ونصرًا لأشقائه قائلًا ( ما تقوم به الإمارات نحو مصر هو نقطة ماء في بحر من قيمة مصر وسط العرب ) . بل زاد صاحب الخير و العطاء على مصر و شعبها بعد الحرب بإعادة الإعمار لمدن القناة ، وساهم في بناء مدن مصرية بأكملها و التي تحمل جميعًا اسمه عرفانا للجميل وتخليد لعطائه ، إضافة للمشروعات التنموية التي ساهمت كثيرًا في بناء الدولة المصرية ونهضتها.وكان يؤمن ويردد قائلًا ( إن نهضة مصر هي نهضة للعرب جميعًا ) بل أوصى أبناءه أن يكونوا دائمًا بجوار مصر داعمين وهو يقول (إنها الطريق لتحقيق العزة للعرب ) . 

لن ينسى المصريون أبدًا زايد العروبة ،الأب والقائد والحكيم شيخ العرب ، لقد أعطى فأشبع فكان زايد الخير ، وحفر عبارات للتاريخ فكان حكيم العرب . لا توفيه العبارات ولا الكلمات حقه ، فتقف عاجزة أمام عطائه . زايد تاريخ تجاوز الزمن ، وحفر اسمه في قلب كل مصري وعربي .رحم الله زايد الخير ، وطيب الله ثراه.