الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد ميزار يكتب: المحاماة رسالة ومهنة الهيبة والشموخ

صدى البلد

لا ننصر ظالما ولا نهدر حقوقا.. نقف مع الحق وأصحابه ونساند الضعيف والمظلوم وتلك هي الرسالة.
 
فيها رجال حملوا علي عاتقهم مهام كالجبال لإرساء العدالة.. تحملوا المصاعب في جمع الأدلة ومشقة ذلك لإثبات الحقوق فلم تهزمهم قوة خصم أو جبروت ظالم ومن ذلك استمدوا هيبتهم وناضلوا في ساحات المحاكم وسطروا علي صفحات ومدونات التاريخ ملاحم في فن المرافعة وكشف الحقائق بالحجة والبرهان وبما لا يقبل إثبات العكس فكان التوفيق حليفهم ومن هنا استمدوا الشموخ.
 
تلك هي المحاماه يا سادة في زمن العظماء والفقهاء وشيوخ تلك المهنة العريقة. لم تهزمهم مغريات الحياة المادية ولم يكن التكسب هدفا لهم بل كانت غايتهم أعلى وأسمى من ذلك وهي إظهار المحاماه ووشاحها الأسود ملاذ الضعفاء والمظلومين.
 
وكم من ساحات بالمحاكم اهتزت جدرانها لعظماء من المحامين ملكوا معاجم اللغة فكانت الفصاحة والبيان داعما أساسيا قبل النص التشريعي والقانوني ذلك الإرث القانوني لا ينبغي علينا الابتعاد عنه أو تجاهله ، فمن جهل ماضيه لا حاضر له.
 
وفي الوقت الحاضر ومع تطور الحياة وعصور الانفتاح والتقدم التكنولوجي وطغيان الحياة المادية بصورة كبيرة وتأثيرها علي كافة الأصعدة
فقدنا الكثير من إثراء الحياة القانونية المصرية وأصبح الواقع العملي للمهنة لا يقدم المأمول منه وأصبح النشاط البحثي للأكاديميين مقصورا عليهم وهم بعيدون كل البعد عن الواقع العملي بالمحاكم وأصبح كل طرف يغرد في سربه وأصبحت القوانين والتشريعات التي تصدرها السلطة التشريعية من مجلس النواب أو مشروعات القوانين محل جدل في الشارع ومن القانونيين والمختصين وهو الأمر الذي يلقي على عاتق المحامين تقديم موروث قانوني للأجيال القادمة من السادة المحامين لتظل تلك المهنه قبلة المظلوم ومنارة الحق وليكن لهذا الجيل بصمته وتوقيعه في العلوم القانونيه ليذكرهم التاريخ بحروف من نور كما فعل شيوخنا من المحامين عليهم رحمة الله.

تركوا الدنيا بأجسادهم وظلوا معنا بفكرهم ومبادئهم نسير على دربهم.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.