الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جـبـل الحــلال.. بقعة طاهرة مر عليها الصحابة أثناء توجههم لفتح مصر

جبل الحلال
جبل الحلال

كشف الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، عن حكاية جبل الحلال في سيناء، والذي يعد أحد أشهر وأهم الجبال في التاريخ.

وبدأ عبد اللطيف حديثه قائلًا:عندما قويت الدولة الإسلامية وبدأت حركة الفتوحات، وتوجهت الجيوش شرقا وغربا حتى وصلت فى العـام الثامن عشر من الهجرة إلى دمشق فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، قام إليه عمرو بن العاص وقال له: "يا أمير المؤمنين أتأذن لى أن أسير إلى مصر فإن فتحتها كانت قوة للمسلمين".

واستطرد: وفى هذا يقول ابن عبد الحكم صاحب كتاب فتوح مصر وأخبارها إن عمر بن الخطاب كان مترددًا فى أن يوافق عمرو بن العاص على رأيه،ولكن فى النهاية وافق وجعله أميرا على 4 آلاف مقاتل من المسلمين الأوائل،وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص: "سر وأنا مستخير الله فى أمرك".

وأضاف: فسار عمرو فى جوف الليل ولم يشعر به أحد من الناس، ولما وصل إلى المسافة بين رفح والعريش،أخرج كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقرأه على المسلمين وقال لهم: "ألستم تعلمون أن هذه القرية من قرى مصر"؟ قالوا "بلى" قال: "فإن أمير المؤمنين عهد إلىّ وأمرنى إن لحقنى كتابه ولم أدخل مصر بأن أرجع وقد خاف على المسلمين وإن لحقنى كتابه حتى أدخل مصر فإننى أدخلها فأمضوا على بركة الله- تعالى-".

وواصل: وبهذا سار عمرو بن العاص بجنده حتى وصل جبل الحلال، وهو أول المرتفعات العالية إلى حد ما فى سيناء قبل وصوله مباشرة إلى مدينة العريش ، وبذلك يعتبر هذا الجبل من الأماكن الطاهرة المباركة التى شهدت مرور الصحابة فى أثناء توجههم إلى فتح مصر .

وأكمل: وبعد مغادرة جبل الحلال وصل جيش المسلمين إلى العريش،فأدركه النحر أى يوم عيد الأضحى المبارك فقام عمرو بالأضحية عن أصحابه يومئذ بكبش، بعد أن أدوا أول صلاة للعيد بمصر فى منطقة العريش وكان ذلك فى 10 ذى الحجة 18هـ/ 13 ديسمبر 639م.

واختتم/ ‏ وكان نعم البشارة حيث بدأت الفتوحات فى المدن المصرية تتوالى، وكان أولها فتح العريش الذى كان يسيرًا ثم الفرما ثم قرية أم دنين بالقرب من حصن بابليون،ثم حصن بابليون بعد حصاره حتـى سقـط فى 9 أبريل عام 641م واكتمل فتح مصر بفتح الإسكندرية عام 21هـ/ 642م.