الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

امتلك سيارتك بـ 200 جنيه.. رمسيس صناعة مصرية تنافس العالمية | نوستالجيا

صدى البلد

بمائتي جنيه فقط يمكنك امتلاك سيارة والسير بها في شوارع المحروسة جنبا إلى جنب مع السيارات الفارهة التي اقتصر امتلاكها على الأثرياء فقط، التي كان سعرها الثلاثة الأضعاف، وبجوار السيارات العالمية سارت "رمسيس" الإنتاج المصري المحلي الأول من نوعه التي ظهرت في الستينات.



بالرغم من مظهرها البسيط التي كرهه الكثيرون، إلا أنها كانت أول سيارة في المنطقة العربية وأفريقيا، تميزت بقوتها وكفائتها وتوفيرها للبنزين، بدأ إنتاجها وعرضها في الأسواق عام 1960، ووجدت إقبالاّ شديدًا عليها من المصريين لتشجيع الصناعة الوطنية، كانت السيارة تعديلا مصريا على السيارة الألمانية "برينز 4" "Prinz 4 " من إنتاج شركة "NSU" الألمانية الغربية، والتي كانت تنتج في نفس الوقت في ألمانيا، ووصلت نسبة المكون المحلي منها إلى حوالي 30%.


وجاء في إعلان السيارة: "كان إنشاء مصنع للسيارات في بلد لا تزال فيه الصناعة ناشئة ليس بالأمر الهين، لذلك واجه السيد جورج حاوي وهو مهندس مصري إخصائي، صعوبات لا حصر لها عندما شرع في 1954 في وضع مشروع لإنتاج سيارة شعبية صغيرة، ولم تكن الفكرة هي إنتاج سيارة من أي نوع وبأي ثمن، وقد كانت الموارد الفنية والصناعية محدودة، وكذلك الأموال اللازمة، فمن المعروف أن انتاج السيارات بكميات محدودة عمل لا يثير إلا المنتجين الذين تتوفر لديهم أموال طائلة ومعدات كاملة، لذلك كان من الضروري أن تصمم السيارة على نحو يناسب الاستعمال الخاص".

وعلى الرغم من أن الإعلان الأهم لهذه السيارة في تلك الفترة هي أنها سيارة مصرية 100%، إلا أن الواقع كان مختلفا، فمحرك السيارة كان مصنوعًا في ألمانيا، وتقريبًا أكثر من نصف مكوناتها كانت من الخارج.

كانت السيارة المصرية من أحلام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي دعا إلى فكرة تحقيق الاكتفاء الذاتي، فأعجب المصريون بالسيارة الجديدة، وأقبل الكثيرون على شرائها، وبالرغم من ضعف إنتاجها، إلا أنه لاقت رواجا في السوق المصرية، وارتفع سعرها إلى 570 جنيها، وكان استهلاكها للوقود ـ3 مليم فقط للكيلومتر، وتتسع لخمسة أفراد، قطع غيارها متوفرة وقليلة التكلفة.

في عام 1963، انضم موديل "رمسيس ليموزين" إلى منتجات الشركة وكان يعتمد على السيارة NSU Prinz IV.

كانت السيارة ذات سرعة معقولة بلغت 116 كيلومترا في الساعة، وفي عام 1966 تم طرح موديل ثالث سمي "جميلة" وكان موديلا رياضيا ببابين يبدو كنسخة مقلدة بشكل رديء من أحد طرازات موديل فيات 600.

في عام 1967 توقف إنتاج رمسيس بالكامل، مع ضعف إنتاج السيارة، واستحواذ الشركات العالمية عليها، وخلال ثماني سنوات كان الإنتاج الإجمالي للشركة قد بلغ 1700 سيارة فقط.