الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: سيناء من التهجير إلى التعمير

صدى البلد

فى ذكرى تحرير سيناء وبعد 37 عاما من إستعادة الأرض المصرية المروية بدماء الشهداء الأبرار ننظر إلى المستقبل بعين الأمل ونرصد أهم ما يحدث اليوم على أرض الفيروز من مشروعات عملاقة تعد عبورًا جديدًا لمصر يبدو أننا لا نتابعه بالقدر الكافي شعبيًا وإعلاميًا حتى الآن داخل الوطن.

سيناء التى أهملناها عقودًا وعهودًا تعود مجددًا إلى حضن الوطن والسيادة والتنمية والاهتمام الذى غاب طويلًا، البداية كانت فى عام 2018 حين أعلنت الدولة المصرية وقواتها المسلحة بدء خطتها الأمنية لتطهير أرض الفيروز من العناصر الإرهابية لبدء التنمية المستدامة في تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر ونفذت العديد من المشروعات التي تخدم تلك الخطة علي كافة المستويات العمرانية ومنها تطوير شبكة الطرق والمواصلات فى إطار خطة تنموية طموحة حين وضعت الدولة سيناء على رأس أولوياتها وخصصت لها 275 مليار جنيه كاستثمارات يتم ضخها حتى عام 2022 فى شتى المجالات التنموية.

المحور الأول للتنمية كان مع قطاع الزراعة وطرح مشروع طموح لاستزراع 400 ألف فدان فى وسط وشمال سيناء وإنشاء تجمعات تنموية تقوم على إنشاء مزارع سمكية ومناطق زراعات بمختلف أنواع الزراعة بالاعتماد على مياه ترعة السلام والآبار والمياه الجوفية إلى جانب إعادة افتتاح بحيرة البردويل فى شمال سيناء وعودة الصيد بها للتقليل من حدة أزمة أسعار الأسماك التي ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتحقيق درجة مقبولة من الاكتفاء الذاتى.

المحور الثانى هو الاهتمام بالتنمية الصناعية حيث تتمتع سيناء بالعديد من المواد الخام وبكميات هائلة من المعادن تكفى لتشغيل المشروعات الصناعية لأكثر من 100 عام خاصة فى الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء مثل مجمع الرخام الذى قامت القوات المسلحة بإنشائه فى منطقة شرق الجفجافة والعديد من المصانع الأخرى التى قاربت بالفعل على الأنتهاء وبداية التشغيل والإنتاج لدعم اقتصاد الوطن.

أما المحور الثالث فهو محور التنمية السياحية حيث تتمتع شمال سيناء بسواحل طويلة على البحر المتوسط تصل إلى 220 كم وتعد هذه المساحة الكبيرة أقرب نقطة من أوروبا وأفريقيا وهو ما يشجع على التنمية السياحية بكل اشكالها وأهمها السياحة الشاطئية والعلاجية الداخلية والخارجية.

المحور الرابع هو إقامة المدن الجديدة بشكل حضارى يتفق مع طموحات اهالى سيناء وتاريخهم ونمط حياتهم ايضًا حيث بدأت الدولة بإنشاء مدينة رفح الجديدة التى تبعد عن حدود قطاع غزة من الناحية الشرقية مسافة 5 كم وعن مدينة الشيخ زويد قرابة 7 كم من الناحية الغربية وتبعد عن ساحل البحر وتحديدًا منطقة أبو شنار مسافة 5 كم لتكون على أول الطريق السريع القريب من قرية "سادوت" المتجهة باتجاه ميناء رفح البحري وتقع المدينة الجديدة بمنطقة "ولي لافي" التي شهدت حادثة رفح الثانية و استشهد فيها 14 جنديًا على يد الجماعات الإرهابية فيما تحدها من الناحية الجنوبية طرق شيبانة والمهدية وطريق العجراء المؤدي إلى قرية " البرث " الشاهدة على بطولة الأسطورة أحمد منسى ورفاقه من الشهداء والأبطال.

أيضًا وفى مارس الماضى صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء مدينة بئر العبد الجديدة بصورة جمالية وحضارية تعتمد على الشق السياحى وتشمل فى مرحلتها الأولى بناء 5000 وحدة سكنية ومساحات خضراء وشوارع مكتملة المرافق العمرانية وتقع المدينة الجديدة على مساحة 2700 فدان بمنطقة الرواق شمال مدينة بئر العبد الحالية ذات التاريخ والأهمية الاستراتيجية الكبرى.

محور آخر شديد الأهمية يتحدث عنه العالم بأسره اليوم وهى أنفاق قناة السويس العملاقة الممتدة بطول 5000 متر لكل نفق تحت الماء والتى ستربط سيناء بقلب الوطن تمامًا وتوفر وقت الانتقال من ساعات طويلة إلى أقل من 20 دقيقة، حيث كانت عملية العبور بين ضفتى قناة السويس والوصول إلى سيناء تسبب معاناة كبيرة لأبناء غرب وشرق القناة وكانت أيضًا أحد أسباب عزوف الكثير من المواطنين والمستثمرين عن الاستثمار والإقامة فى أرض الفيروز فجاءت الأنفاق الأربعة الجديدة لتسهل الحركة بين ضفتى قناة السويس ومن ثم تشجيع المواطنين على الإقامة الدائمة فى سيناء واستغلال الأراضى والمساحات الفضاء الشاسعة فى الزراعة أو فى الصناعات القائمة على الموارد الطبيعية والتعدينية بسيناء وهو الأمر الذى سيعنى مزيدًا من الأعمار ومزيدًا من التوطين فى هذه البقعة الغالية من مصر وتأمينها بالبشر وهو أفضل أنواع التأمين والحفاظ على الأرض دائمًا عبر التاريخ.

فى النهاية نقولها بكل أمانة وواقعية إن ما يحدث على أرض سيناء اليوم تنمويًا وعسكريًا فى حدود ما نراه وما يصلنا من معلومات موثقة هو عبور جديد لا يقل فى أهميته عن عبور أكتوبر ويغلق الباب أمام كل الشائعات المغرضة والأوهام الزائفة التى يتناقلها البعض عمدًا أو جهلًا فأرض سيناء محفوظة فى قلب ووجدان الشعب والجيش والقيادة إلى يوم الدين .. اخبروا الصغار أن لنا فى سيناء تاريخ وحاضر ومستقبل من حقنا أن نفخر به ونحافظ عليه .. حفظ الله أرض مصر الغالية ورحم الله شهداء الوطن الأبرار .. حفظ الله سيناء أرض الرسالات ومهد الأنبياء.