الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رامى محمد يكتب: المعادلة الصعبة

صدى البلد

أسئلة كثيرة تدور فى ذهنى عندما أدخل تجربة إعلامية جديدة حول هدف هذه الوسيلة الاعلامية، أو هذا المشروع الإعلامى وهنا تذكرت قول والتر ليبمان في كتابه (الرأي العام) عندما تحدث عن مسئولية وسائل الإعلام في بناء صور ذهنية واعية لدى الجمهور، وفي كثير من الأحيان تقدم بيئات زائفة في عقولهم.

عندما نتحدث عن الإعلام يأتى إلى أذهاننا برامج التوك شو والبرامج الحوارية الفنية والرياضية و غيرها وما تمتلكه هذه المشروعات الإعلامية من أدوات تسويقية وترويج قوى لكن عندما نتحدث عن إعلام يمثل المواطنين باعتباره حق جوهرى مرتبط بحق التعبير يتوقع من الإعلام أن يهتم بالثقافة الدينية خاصة فى الأحداث الراهنة التى تؤجج بعض الجماعات المتطرفة نيران الفتن فى بعض بلاد الشرق الأوسط وقدرة الإعلام كسلاح مهم لمواجهة الفكر بالفكر ويحضرنى هنا قول المخرج الراحل مصطفى العقاد (اعطوني فضائية وخذوا العتاد العسكري الذي تريدونه).

تأتى تجربة قناة الناس فى ثوبها الجديد كمنبر دينى اجتماعى ثقافى فى مقدمة الصفوف التى تبذل الجهد الكبير لنشر مفهوم الإسلام الصحيح بجهود فريق عمل يجمع بين الكوادر المهنية المحترفة وبين علماء الأزهر ليكون النتاج محتوى نعيش به ديننا ودنيا من هنا كانت الخطوة الأولى لحل المعادلة الصعبة.. المعادلة الصعبة التى أقصدها هنا هى المزج بين الأدوات المهنية التسويقية المتطورة والمضمون القوى الواعى.

ما من شك أن مستـقبـل الإعلام مرتبط بقدرته على فهم الآخر والانفتــاح عليه وفــهم طبيعــة الحوار معه، ومن هنا يأتي دور قناة الناس في تـقديم رسـالة أخلاقية من خلال هدف كبير كان دستور عمل واجتهاد لكل العاملين وهو (قناة .. ماينفع الناس ) عنوان يلخص منظورا إعلاميا يدرك مالديه من أدوات وما عليه من مسئوليات تجاه مجتمعه ووطنه.

فى برامجها وجد التنوع فى العرض والإخلاص فى النقل لتتعدد أوجه الاستفادة ... فمن تدريب وتعليم المشاهدين باختلاف أعمارهم على أحكام التجويد فى برنامج مع التلاوة إلى تفسير القرآن للشيخ الشعراوى وعدد من البرامج الأخرى التى تناولت الأحاديث والفقه.

إذا حدثتكم عن المسئولية المجتمعية والوعى بالحقوق والواجبات تجاه وطننا فكانت دائما مع الناس لرصد مشاكلهم وطرح العديد من القضايا الاجتماعية وتقديم حلول ونصائح للكثير من علامات الاستفهام أما عن لغة الفن فمشاهدى قناة الناس دائما فى تذوق للإنشاد والابتهال والمديح.

وعن الضيف اليومى فى كل بيوت المشاهدين وهو البطل الحقيقى فى المشهد الإعلامى الخدمى برنامج فتاوى الناس مع مجموعة من الائمة والعلماء من أمناء الفتوى بدار الإفتاء والأزهر لطرح الكثير من نقاط الفقهية التى نعيشها يوميا بالإضافة إلى الرد على كل تساؤلات المشاهدين .. فالغاية هنا وضع نقاط الرأى الفقهى على حروف استفسارات المتابعين.

التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام الدينى هو محاولة تصحيح صورة الإسلام التي شوهها الإعلام الغربي، والتصدى للأفكار والنهج المتطرف من خلال التعريف بالإسلام الوسطي الذي يدعو إلى قيم الإخاء والتسامح والتعايش بين البشر تلك هى مسئولية قناة الناس التى تمتلك خطة تتجاوز أى أهداف لمؤسسات إعلامية أخرى سواء فى جذب المتابعين أو الطرح الإعلامى فالتحدى عند قناة الناس هو تحدى أمة بأكملها وهو تجديد التفكير الدينى والخطاب الدينى المعتدل وهو يضا على رأس أولويات الدولة ومؤسساتها الدينية.

بدون الإقرار بالإعلام الدينى، ينغلق الإنسان على نفسه ويصبح عاجزا عن إيجاد أجوبة عن تساؤلات قلبه حول معنى الحياة وعن اكتساب قيم ومبادئ أخلاقية ثابتة فقناة الناس استطاعت بما لديها من إمكانيات أن تضع قدما وتؤثر فى الكثير من المصريين بجيمع الطبقات والمراحل .. الشباب فى الجامعات وجميع المراحل العمرية وجدوا أنفسهم فى برامج متعددة لفهم دينهم بأسلوب معاصر وأصبح المتابعين على الفيس بوك أكثر من 5 ملايين ناهيك عن المشاهدين من البسطاء فى الأقاليم والصعيد.

رحلة عمل واجتهاد رسالتها تقديم ماينفع الناس السؤال المهم هنا بدون قناة الناس أين تتجه انظار وعقول هؤلاء المواطنين ؟ هل تقع فريسة لفكر آخر وإعلام آخر يتحدث باسم الدين؟