د. عبدالله المصرى يكتب: بدلتى الزرقا

وأنصف عبدالناصر العمال عندما سمح لهم بالإحتفال العلني بعيدهم( عيد العمال) في أول مايو ١٩٦٢ تحت رعاية النقابي الكبير أنور سلامة رئيس اتحاد العمال آنذاك وحضره كمال الدين حسين وزير العمل والنقابي الوطني أسعد راجح أمين عام اتحاد نقابات العمال العرب في ميدان الجمهورية بعابدين ثم بدأ يشاركهم الاحتفال بحضوره منذ عام ١٩٦٤ وكان يحتفل في كل عام بإحدى المدن الصناعية : كحلوان، والاسكندرية ، وكفرالدوار ، والمحلة الكبرى ...الي آخره ولهذا أعاد الرئيس السيسي الاحتفال هذا العام الاحتفال في الإسكندرية بعد مرور ٤٢ عاما علي آخر احتفال .

واشتهر العمال ببذلتهم الزرقاء التي كانوا يفتخرون بها عند ارتدائها أثناء العمل والتي تغني بها عبدالحليم حافظ من كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفي ، علي أنغام الموسيقار عبدالحميد توفيق زكي ويقول فيها : بدلتي الزرقا لايقة فوق جسمي / في جمال لونها مركزى واسمي / بدلتي الزرقا من نسيج ايدى / لبسها يزيني حتي يوم عيدى / مش مفارقاني برضه ستراني .

وقصة البدلة الزرقا كما رواها لي النقابي الكبير الريس عبدالباقي إبراهيم أحد أطراف القصة : أن الرئيس جمال عبدالناصر ذهب لافتتاح شركة سيماف لصناعة عربات القطارات والمترو في عين حلوان بمنطقة حلوان الصناعية فطلبت إدارة الشركة من العمال ارتداء ملابس نظيفة لكن المفاجأة أن العمال نفذوا أوامر اللجنة النقابية بارتداء ملابس بها رفع و البنطلونات مقطوعة وكان رئيس اللجنة النقابية الريس عبدالعظيم أبوهولة ( رحمه الله ) وأمين الصندوق الريس عبدالباقي إبراهيم ( نائبا رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية بعد ذلك ) وعندما سأل الرئيس عبدالناصر رئيس اللجنة النقابية أبوهولة عن بنطلونه المقطوع والمرقع هو والعمال قال له : يا ريس مبيصروفوش لينا ملابس ومش لاقين هدوم نشتغل بيها .. فأصدر الرئيس عبدالناصر علي الفور وهو في وسط العمال قرارا جمهوريا بصرف بدلة زرقاء شتوى في الشتاء وأخرى صيفي في الصيف لجميع عمال مصر ..رحم الله عبدالناصر و أبوهولة ..وحسنا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي في عودة المقاعد النيابية للعمال والفلاحين من خلال التعديلات الدستورية الأخيرة ..وكل عام وعمال مصر وقياداتهم بخير.