الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام عيسي يكتب: القوة الإقليمية العربية

صدى البلد


تعد البداية من القرن الإفريقي الذي تمثله الصومال، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا من جانب، واليمن والسعودية من جانب آخر مكونة بوابة عبور ما بين المحيط الهندي إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.

إن هذا الخط الملاحي ذات أهمية للقوى المحلية والإقليمية والدولية، حيث يمر من خلاله أكثر من ثلث التجارة العالمية، وحوالي 60% من تجارة الدول الأوروبية، وما يقرب من 80% من التجارة البترولية الخليجية.

وتشهد دول القرن الإفريقي حالة من الفشل والانهيار، يتجلى ذلك في:
1. وجود دولة فاشلة متمثلة في كلًا من الصومال واليمن - وسوف تبقى تلك الدول بلا دولة لفترة طويلة -
2. دولة جيبوتي التي تقوم بتأجير أراضيها لمعظم الدول مثل: أمريكا، الصين، اليابان، الإمارات كقواعد عسكرية وموانئ.
3. حالة اقتصادية متردية لكلًا من إثيوبيا وإريتريا.

لقد استطاع هذا التحالف المصري السعودي الإماراتي التغلب على التحالف الإسرائيلي التركي القطري في منطقة القرن الإفريقي والخليج العربي من خلال السيطرة على أكثر الموانئ استراتيجية في المنطقة بقوة اقتصادية إماراتية سعودية محمية بالقوة البحرية العسكرية المصرية، واستطاع أيضًا هذا التحالف القضاء على النفوذ الإيراني الحوثي في اليمن معتمدًا على القوة البحرية العسكرية المصرية، وبذلك تكون تلك القوة العربية قد أعلنت عن انتصارًا مدويًا في كونه قوة إقليمية موازية للقوة الدولية.

كما نجحت في التصدي لمخطط التقسيم العربي في مصر بدعم ثورة 30 يونيه المصرية، وقهر الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر وإيران.
وبذلك استطاع هذا التحالف قهر التغلغل الإيراني عبر الجماعات الإرهابية في مصر، والانتصار على القوات الحوثية الإيرانية في اليمن، فكان ذلك الإعلان الرسمي لتلك القوة العربية في القرن الإفريقي.

كما استطاع التحالف بقيادة عسكرية مصرية في ليبيا إيجاد دعم لوجستي فرنسي، وتمويل خليجي؛ لدعم القوات الليبية الموالية للقوات المصرية.
لقد استطاع التحالف مؤخرًا طرد النفوذ التركي القطري من السودان، ومساعدة القوة الشعبية الموالية لمصر عسكريًا واقتصاديًا.

كما ساهم هذا التحالف في القضاء على الصراع التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا بجهود إماراتية ورعاية سعودية مدعومة بالدبلوماسية المصرية، وبذلك تنهي مصر مشكلة سد النهضة الإثيوبي من خلال إمداد إثيوبيا بالكهرباء عن طريق مصر - السودان - إثيوبيا وينتهي بأوغندا.

أما عن دلالات النجاح الإقليمي لهذا التحالف تتمثل في وجود رئيس مصر الآن على طاولة المفاوضات الاقتصادية الصينية المصرية.

إن التحالف المصري السعودي الإماراتي حقق الآن مجالًا حيويًا في كلًا من ليبيا، السودان، إريتريا، إثيوبيا، الصومال، جيبوتي، أوغندا، و اليمن، بذلك يقود التحالف مجالًا حيويًا مكونًا من ثماني دول ومعبرًا لثلث تجارة العالم.