الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إفطار على مدافع الاحتلال.. ماريا طفلة الـ4 أشهر أصغر ضحايا القصف على غزة

صدى البلد

منذ أن علمت بقدوم فتاة وهي تحلم باليوم الذي تراه فيها بالثوب الأبيض، ظلت تحلم به، حتى بات حقيقة، ألبستها الأم الثوب الأبيض ولكن زفتها إلى قبرها، بعدما أودى بحياتها قصف الاحتلال الصهيوني، لتحمل الأم المكلومة ابنتها الرضيعة، ويبكى الرجال حرقة عليها، في مشهد تبيض له الرأس وتقشعر له الأبدان.


استعدت الأسرة للشهر الكريم، ذلك الضيف الذي ينتظرونه كل عام لتجمتع الأسرة، أو ما تبقى منها حول المائدة، ذلك الشهر الحرام الذي اعتقد فيه الفلسطينيون أنهم سيعيشون شهرا من الهدنة مع عدوهم الذي لم يستأمنوه يوما، فشرد بيوتهم وقتل أحباءهم واحتل وطنهم، وبدلا من سماع دوي مدفع الإفطار، وهز الأرجاء دوي الانفجار الذي قصف غزة أولى أيام الشهر الكريم، واستقبلت غزة غرة شهر رمضان بالقصف والدمار، فتساوت المنازل بالتراب الذي احتضن الأحبة وردمهم أسفل الأنقاض، فانتحبت النساء حرقا وحزنا على أطفالها الذين سرق الاحتلال أعمارهم بغتة في الشهر الحرام.


ماريا الغزالي، الرضيعة التي بالكاد أكملت 4 أشهر، أصغر ضحايا الاحتلال الذي قصف منزلها في شمال قطاع غزة، تلك الرضيعة التي رقدت في سلام بعيدا عن عالم لم تعش فيه طويلا فرأت فيه حربا ودمارا، حزنا وفراقا، ودعت الدنيا على صراخ وعويل ودوي انفجار، لتترك الدنيا الموحشة لأسرتها التي تعيش الآن كابوسا عرفوا قدومه ولكن لم يتوقعوا أن يسرق منهم أصغرهم وأنقاهم ويترك بداخلهم سوادا موحشا وآلاما لن يداويها الزمن.


كابوس يعيشه أهالي غزة، يضع كل منه روحه على كفه، ينطق الشهادة مع كل نفس يتنفسه، يسيرون في الشوارع ورؤوسهم للسماء في انتظار قصف جديد، ينتظرون مصيرهم المجهول الذي يحتمه عليهم العدو الصهيوني الذي زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول أيام رمضان، أن جيش الاحتلال سيواصل حملة تمشيط قطاع غزة حتى يتم القضاء على حركة "حماس" والجهاد الإسلامي.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني محمد شطية، عقب اجتماع وزاري، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقوم منذ الأيام الماضية بإجراء مكالمات دولية وإقليمية لوقف القصف عن القطاع، وأكد أن الحكومة ترحب بأي جهد لتحقيق وقف لإطلاق النار.