الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيلي الصينية.. بداية متواضعة ونجاح كبير

جيلي
جيلي

تعتبر شركة جيلي أكبر صانعة سيارات غير حكومية في الصين، والتي حققت نجاحا كبيرا على مدار السنوات الأخيرة بفضل الإدارة الذكية والطموحة لمؤسسها الملياردير لي شوفو، صاحب الـ 55 عاما.

ونرصد لكم خلال السطور القادمة أهم مراحل التطور التي مرت على تاريخ جيلي، حيث كانت بداية متواضعة من تصنيع قطع الثلاجات إلى صنع السيارات.

فقد استهل مؤسس الشركة لي شوفو حياته العملية في تصنيع قطع الثلاجات قبل الانتقال لصناعة السيارات في الثمانينات، ولكن الحكومة الصينية وقفت ضده لاعتراضها آنذاك على وجود أي شركة خاصة في مجال السيارات ولكن عقب عدة أعوام، عرض شوفو صفقة مغرية على شركة شاحنات حكومية صغيرة للسجون، والتي أفلست وكادت تغلق أبوابها تماما، ولكن شوفو قرر إنقاذها واستثمار 26 مليون يوان فيها مقابل حصوله على حصة بنسبة 70%، ما دفع الحكومة لإعطائه التصريح الذي لطالما سعى إليه، وهكذا بدأ مشوار جيلي، والذي يعني اسمها "الحظ" في اللغة الصينية.

كان شوفو عاشقا لسيارات مرسيدس، لدرجة قيامه بأخذ سيارة مرسيدس وتفكيكها ثم إضافة منصة ومحرك وناقل حركة من Hongqi، لتصبح هذه أول سيارة يقوم مؤسس جيلي بتصنيعها بنفسه أو بالأحرى تجميعها، والتفاخر بها في شوارع تشيجيانج، ورغم حلم شوفو بالتركيز على صنع وتطوير سيارات فاخرة مماثلة للعلامات الألمانية، إلا أن الواقع الفقير في الصين وجنوب شرق آسيا آنذاك أجبره على تحويل اهتمامه إلى السيارات الرخيصة التي بإمكان أي أسرة متواضعة شراؤها.

وكانت البداية الحقيقية لجيلي، عبارة عن سيارة مقلدة لدايهاتسو شاريد، والتي تم الترويج لها في الصين بالاسم التجاري تيانجين تشيالي، بنجاح مبهر آنذاك لكونها عملية ومناسبة في السعر للسوق الصيني.

بدأت جيلي عام 2008 إجراء محادثات مبدئية مع فورد لشراء شركة سيارات فولفو السويدية المملوكة للصانعة الأمريكية آنذاك، حيث رغبت جيلي في استغلال الأزمة الطاحنة التي مرت بها فورد أثناء الأزمة المالية العالمية، لتنتهي الصفقة بنجاح بقيمة 1.8 مليار دولار في 2010 ويصبح لي شوفو الرئيس غير المتوقع لفولفو وليدشن مرحلة تغير عميقة للصانعة السويدية، حيث قفزت مبيعاتها السنوية بحوالي ربع مليون سيارة إضافية تحت الإدارة الناجحة والدعم المالي لجيلي.

واستحوذت جيلي بعد ذلك على شركة تاكسي لندن، ثم شرائها لحصة 49% من بروتون، شركة السيارات الأكبر في ماليزيا، كجزء من خطتها للتوسع في السوق الآسيوي، وقد صاحبت هذه الصفقة الاستحواذ على لوتس البريطانية، والتي تتخصص في سيارات الأداء الفاخرة.

وأسست جيلي عام 2016 علامة السيارات الفرعية لينك آند كو بالتعاون مع فولفو، والتي تستهدف من خلالها طرح موديلات مزودة بأحدث التقنيات المتوفرة في الأسواق، وقد طرحت العلامة أربع موديلات بالفعل.

واشترت جيلي عام 2017 شركة تيرافوجيا الأمريكية، والتي تركز على تحقيق حلم السيارات الطائرة – ما يوضح التفكير المستقبلي الواضح لجيلي ورئيسها لي شوفو.

واشترى شوفو العام الماضي حصة 10% تقريبا من أسهم دايملر المالكة لمرسيدس، ما جعله أكبر مساهم في الشركة الألمانية، رغبةً منها في الاستفادة من تقنياتها في السيارات الكهربائية وتطوير شراكة بين الاثنين في هذا المجال وفي مجالات التنقل الذكي وتكنولوجيا السيارات الأخرى.

ولذلك تعتبر هذه قصة نجاح كبيرة لشركة بدأت بشكل متواضع لتصبح أحد أهم العلامات التجارية في عالم السيارات حول العالم.