EN 
فارس السينما، الشاب الوسيم بملامحه المصرية الذي استحوذ قلوب النساء، وأحبه الرجال فعشقوا أدواره وانتظروا أفلامه، شخصيته الفريدة وطلته المميزة جعلت أدواره لا تليق بأحد سوى به، يختاره المخرجون ويتنافس عليه المنتجون، خرج من عبائته فأثبت نجاحه في جميع الأدوار، وفي مثل هذا اليوم منذ 17 عاما، ودعت مصر الفنان أحمد مظهر، مودعة بذلك واحد من أهم رموز السينما المصرية.
حافظ أحمد مظهر على هيبته و وقاره حتى أصبح " الدنجوان" والرجل الثقيل للفتيات اللاتي أعجبن به وعشقوه، وحتى في أدواره الكوميدية التي جسدها، احتفظ بهذه الهيبة مضيفا لها روحه الكوميدية اللطيفة، ولكن لكل فارس كبوة، لم يستطع مظهر الحفاظ كثيرا على تلك الهيبة، فتساقطت دموعه أكثر من مرة حين لم يستطع حبسها.
كانت واقعه واحدة كفيلة في تسبب البكاء لأحمد مظهر مرتين متتاليتين، فلم يستطع فارس السينما حبس دموعه كثيرا، وانهار في البكاء بعدما اكتشف سرقة منزله واختفاء محتويات عزيزة عليه ولطالما أحبها ولا يمكن أن تقدر بثمن.
كانت تلك المقتنيات عبارة عن كأس تسلمه من الملك فاروق مصنوعة من الفضة الخالصة وذلك بعد فوز بمسابقة قوة التحمل في الفروسية عبر الموانع ، بالإضافة إلى 3 مسدسات فاز بها في العديد من مسابقات الرماية واستخدمها في معظم أفلامه، وكان فراق تلك المتنيات كفيل ببكاءه.
وفي المرة الثانية، وصل أحمد مظهر مكالمة هاتفية أسعدته ولكن دموعه أنهمرت بعدها، حيث اتصل به أحد المسئولين عن التحقيق في قضية السرقة، وأخبره أنه تم القبض على الجناة، وتبين أنها فتاة كان يشفق عليها مظهر ويحسن إليها، حتى أنه عرض عليها العمل في السينما أو حتى في مجال الاعلانات، إلا أنها رفضت، وعهد إليها ببيع شقته ، وتعددت زيارتها له واصطحبت معها شقيقها وصديقة من صديقاتها، وبدأو ثلاثتهم في التفكير لسرقة مقتنيات شقته.
وقامت الفتاة بالاتفاق مع شقيقها، وبعلمها بمواعيد وجدول سير يوم الفنان أحمد مظهر، قامت بفتح باب الشقة لشركائها وقاموا بسرقة الأشياء الخفيفة بعد أن فشلوا في الحصول على أي أموال أو مقتنيات ذهبية، وتم القبض عليهم ومعاقبتهم بالسجن مع الشغل والنفاذ.
وفي مرة ثالثة، بكى أحمد مظهر على الهواء في أحد اللقاءات التيلفزيونية مع الاعلامي مفيد فوزي، فبعدما كبر فارس السينما في السن و وهن في العمر، أتجه لزراعة حديقة منزله، وأهتم بنباتاتها وزراعة الزهور، حتى أخذ وقت كبير من يومه في الاعتناء بها، وفي أثناء التحدث عن حديقة فيلته المجاورة لطريق المحور والتي تحتوي على أشجار ونباتات نادرة، أشار مظهر أنها على وشك الدهس بـ "بلدوزر" وزارة الإسكان تمهيدًا لإنشاء المحور الذي يمر من حديقة فيلته.
أثارت دموعه تعاطف المسئولين، حتى تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك لحل مشكلته، إلا أنه فشل في احتواء الموقف، وعرضت الحكومة على الفنان الراحل مبلغًا ماليًّا كبيرًا نظير خسارته لفيلا حديقته ولكنه رفض بشدة وأكد أن الأشجار والزهور النادرة لا تعوض بمال.
وفي لقاء تلفزيوني، آخر لحسب الله الكفراوي وزير الإسكان والمرافق وقت أزمة أحمد مظهر، مع الإعلامي مفيد فوزي، أكد أن الأمر لو تطلب إزالة جامع لفعل ذلك لمصلحة الملايين من المواطنين، وكشف عن زيارته إلى أحمد مظهر شخصيًّا وترجيه بنقل الأشجار إلى مكان آخر حتى لا يصيبها الإزالة ولكنه رفض، لذلك اضطر البلدوزر في إزالة نصف الحديقة.
