EN 
يحرص المسلمون خلال شهر رمضان علي الفوز بأضعاف الحسنات في هذه الأيام المعدودات ومن ثم فهم يسارعون في هذا الشهر علي عمل الخير وافطار الصائم والفقير والصلوات الخمسة وصلاة التراويح والتهجد في المساجد التي تمتلئ عن بكرة أبيها في هذا الشهر وغيرها من الأعمال الصالحة التي لا يتسع المقال لذكرها والتي نتمني ان تكون موجودة طول السنة وليس في رمضان فحسب ولكن ما نلاحظه من سلوكيات في هذا الشهر تعكر صفوه وعبقه الروحاني هو مهرجان "الهيافة" والبيزنس الكبير لشركات بعينها الذي يصاحب هذا الشهر مع قرب قدومه بكميات الأطعمة والمشروبات التي تحرص الأسر المصرية علي تخزينها وشرائها في هذا الشهر مما يرهق ميزانية الأسرة التي تتكبدها خلال هذه الأيام المعدودات ولا تستهلكها كلها بل تلقي في صناديق القمامة بعد ذلك !
والأمر الآخر كمية المسلسلات التليفزيونية التي غالبا ما تنتجها شركة اعلامية واحدة تحتكر السوق الاعلامية حاليا وتستمر حتي اذان الفجر اليوم التالي مما يحرم الكثير من الناس من الاستمتاع بهذا الشهر الفضيل من قراءة القرأن وتدبره والاستماع للأحاديث والتفاسير وأمور ديننا التي في الغالب ما تستحوذ علي دقائق قليلة في البث اليومي ناهيك عن الفواصل الاعلانية التي تخترق الاعمال الدرامية وبرامج الفكاهة بشكل يجعل المشاهد يهرول الي قناة اخري حتي ينتهي فاصل الإعلانات، هذا غير إعلانات التسول والشحاتة التي تستمر القنوات في إذاعتها طوال الوقت الذي يعتبر فيها أصحاب المستشفيات الخاصة في العالب موسما لهم لجلب المزيد من الأموال لخزائنها وهي اعلانات تنتهك آدمية الأطفال ومستقبلهم وأسرهم من اجل استعطاف المشاهدين حتي يتبرعوا لهم، فضلا عن عرض برامج الاكل عن احدث ما توصل اليه العلم الحديث في طواجن اللحمة والمحاشي والمكرونات بأنواعها والفراخ , ناهيك عن اعلانات شبكات المحمول المستفزة والتي تمت الاستعانة فيها بأحد نجوم هوليود واعلانات الفانلات التي تمت الاستعانة فيها بنجوم التعليق الرياضي , هذا غير برامج المقالب التي يقوم بها فنانون ونجوم في الرياضة بشكل معد مسبقا مع الضيف وكأن الامر تلقائي بشكل فيه خداع للمشاهدين , ناهيك عن برامج الغيبة والنميمة التي تنتشر علي القنوات الفضائية بجوار مسلسلات العري والفضائح التي تمتلئ بها الشاشات الفضائية والتي تتضمن عبارة جنسية وألفاظ سوقية ومتدنية ومشاهد كارثية وغيرها من الاشياء التي تثير الضحك وعلامات الاستفهام في هذا الشهر الذي من المفترض أن نتفرغ فيه للعبادة والفوز بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ندعو الله أن نفوز بها وليس بشيء دنيوي آخر!
