الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي يكتب : خلطة الجزار

صدى البلد

تسائل الكاتب الصحفي أحمد فرغلي عما يريده الجزارون من الإعلام والدراما وذلك فى سياق تعليقه على حادثة اقتحام تاجر اللحوم أحمد السبكي لموقع صدي البلد والإعتداء على الزملاء الصحفيين .
وقال فرغلي فى مقال له بموقع جريدة الأهرام " السؤال هنا ماذا يريد هؤلاء الجزارون من الإعلام والدراما.. هل يريدونها مثل أفلامهم وبرامجهم مليئة بالفوضى أم نعود إلى أيام الزمن الجميل وتقدم الشاشات والصحف إنتاجا هادفا يعرف معنى الرسالة ويدرك قيمة الدراما ويفهم دور السينما.. نحن بحاجة كبيرة لإعادة النظر فى مفاهيم كثيرة، وكذلك التخلص من خلطة الجزارين ومن على شاكلتهم.

وإلى نص المقال

لم أندهش عندما تابعت أخبار الاعتداء على الصحفيين بموقع صدى البلد بل قلت حمدا لله أن الاعتداء لم تستخدم فيه عدة الجزار, الساطور والأسلحة البيضاء والقرمة والمستحد وغيره, وأنه تم اللجوء إلى جاردات متخصصين فى التأديب والإصلاح وخبراء فى تحطيم أجهزة الكمبيوتر فهؤلاء ربما يكونون أكثر رحمة.. وربما يعرفون أن الصحفيين العزل بموقع صدى البلد وغيره من الصحف والمواقع لا يملكون إلا أصابعهم التى يكتبون بها الأخبار والمقالات على الكمبيوتر، حتى القلم الذى كان فى يدهم أصبح مكسورا ذليلا بفضل ثورة التكنولوجيا فربما غرزه أحدهم فى عين المعتدى أو الجزار.

نعود إلى خلطة الجزار التى استخدمها البعض بنجاح منقطع النظير لتقديم أفلام عبقرية تؤصل لثقافة العنف والبلطجة وكأن كل الشعب المصرى يتعامل بالسلاح الأبيض، او أن كل المناطق الشعبية والحارات ليس فيها مكافحون.. هذه الافلام جسدت مشاهد أضرت بالمجتمع والشباب ومنحتهم مبررات لتعاطى خلطة العنف والمخدرات وممارسة أشياء أخرى، هذا الجزار تخيل نفسه يعد وجبة من السجق البلدى أو ما شابه ذلك فكان كل هدفه الحصول على ما فى جيوب الشباب الذين يقبلون على هذه النوعية من الساندوتشات الفنية تحت اسم أفلام.

فى الحقيقة نحن أمام إشكالية معقدة لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى إقبال المجتمع على هذه البضاعة الرخيصة التى تم الترويج لها فى غفلة من الزمن فظن فاعلوها أنها باتت حقا لهم.. وفرضا على المجتمع ومن يعترض سوف يعتدى عليه او يتم التشهير به وهذا ما يحدث مع الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد ورفاقه المحترمين بالمجلس الأعلى للإعلام.

السؤال هنا ماذا يريد هؤلاء الجزارون من الإعلام والدراما.. هل يريدونها مثل أفلامهم وبرامجهم مليئة بالفوضى أم نعود إلى أيام الزمن الجميل وتقدم الشاشات والصحف إنتاجا هادفا يعرف معنى الرسالة ويدرك قيمة الدراما ويفهم دور السينما.. نحن بحاجة كبيرة لإعادة النظر فى مفاهيم كثيرة، وكذلك التخلص من خلطة الجزارين ومن على شاكلتهم.