الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غصب عني أرقص.. قصة الطفل الأفغاني الذي أبكى العالم بفرحته

صدى البلد

داخل إحدى غرف المستشفى، ألحان أغنية أفغانية كسر صداها صمت المرضى، وأصوات الأجهزة، خطوات المارة متشابهة، نفس الوجوه العابسة في الطرقات، التي اتجهت لمصدر تلك الأغاني التي لم يعتادوا عليها، تأتي من طفل يرقص فرحا كالذي لم ير الفرح منذ سنوات عديدة، يداعب جسده مرحا متفاخرا وينظر إلى قدماه فيزيد من إصراره ليندمج في الرقص متفردا في المكان.

أحمد سيد رحمن، طفل ارتفع جسده بضعة سنتيمترات عن الأرض، وعاش قصيرا ولكنه ذاق أبشع الآلام التي جعلته اليوم يرقص فرحا، مودعًا عجزًا رافقه منذ أن كان في الأشهر الثمانية من عمره، لم يرَ من حينها سوى آلام غرفة العمليات والمسامير التي نهشت جسده المرهق.



انتشرت الفترة الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لطفل مبتهج في الخامسة من عمره، يرقص بطرف صناعي داخل إحدى غرف المستشفيات، ليلقى صدى واسعا وتفاعلا مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بتصوير ذلك الفيديو الطبيبة ميلغارا رحيمي، ونشرت مقطع الفيديو على فيسبوك، ثم نشره حساب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبدلا من تعلم السير، عجز الطفل أحمد عنه لسنوات تمنى والداه فيها رؤية خطاه الأولى، فحرموا منها، وبين برءاة طفولته ونيران الإرهاب، بات الطفل أحمد ضحية رصاصة طائشة باغتته في ساقه، وهو رضيع ذو الثماني أشهر، في مناوشة في قريته بين طالبان والقوات الأفغانية التابعة للحكومة، خلفت ورائها طفلا عاجزا عن المشي، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تم تركيب العديد من الأرجل اليمنى الصناعية له، ولكنها لم تنجح مثلما نجحت الأخيرة التي تسببت في رقصه.

يعيش الطفل أحمد في قرية فقيرة في أفغانستان، ونشأ من أسرة بسيطة بالكاد تجد ما يسد جوع الـ 8 أطفال، يضطر للسفر عدة ساعات للوصول إلى كابول من أجل زيارة المشفى التابع للصليب الأحمر، لفحص قدمه التي باتت بمثابة تحدٍ لاستعادتها، لينجح أخيرا بعد إجرائه عملية ناجحة في أحد مراكز تقويم العظام الذي تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول.

فوجئ أحمد بمقطع الفيديو الخاص به يغزو مواقع التواصل الاجتماعي، فما كان به سوى أن يركض ببراءة الأطفال صائحا: "هذا أنا.. انظروا هذا أنا..."، وركض ليريه لوالدته والممرضات الأخريات في المركز.