الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: دعوة لإنقاذ ضمير عروبتنا

صدى البلد

في بلادنا العربية لا يوجد أزمة في الموارد الطبيعية، فقد أنعم الله على العرب بمنافع كثيرة من خيرات تأتينا أرزاقنا عبر السماوات والأرض، خيرات طبيعية من شأنها تكفل للإنسان بقائه ودوام معيشته على وجه الأرض، منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، اما الإنسان فهو المسؤول المباشر عن خلق أزمات ومشاكل ومعوقات، وفي الأساس هي أزمة ضمير، سواء كان ضمير الساسة أو ضمير المسوسين، ثم أزمة عقول وأفكار "رجعية" أفرزت مشاكل اجتماعية عديدة، جعلت المجتمع العربي كله يعاني ويفتقر ، ولا استثني أحدا، غير محاولات حثيثة للتقدم الحثيث في مراحل معينة من نهضة بعض الدول العربية كمصر، فالتاريخ يذكرنا بالنهضة الحديثة التي بدأها "محمد على" الذي تولي حكم مصر في الوقت الذي تكالبت عليها المماليك والعثمانيين، بعد أربعة قرون من الرجعية والاستبدادية والتخلف ، لكن في عصر محمد علي هو وابنائه وأحفاده ابتليت مصر بالاستعمار، كباقي دول الوطن العربي، هذا الاستعمار عمل على نهب الثروات العربية وامتصاص مقدراتها مما جعل هذه الدول تتأخر وشعوبها تعاني من جراء هذا الاحتلال الغاشم، حتى بعد الاستقلال !، وللأسف تولدت لدى العقل العربي "عقدة الخواجة" فصرنا تابعين ثقافيا وفكريا للغرب، حتى بعد ان تحررنا عسكريا، وبدلا من الاستفادة العملية أصبحنا اسواقا كبيرة لمنتجاتهم المختلفة والتي يصنعونها من موادنا الخام التي نهبوها من أراضينا وخيراتنا، ولا زالوا ينهبون، وليس ذلك فحسب بل أصبح شبابنا يقلدونهم تقليدا سخيفا بكل سطحية و"تفاهة"! .. كل هذا وغيره وفينا من يتعجب من هذا الاختلاف وهذه الفوارق البينة بيننا وبينهم، وكيف لنا ان نلحق بهم ونحن لا زلنا على حالنا من التراجع والعيش في زمن الفتن والخلافات ، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، في بلاد الصين وآسيا عموما وبلاد الغرب تركوا التاريخ بكل ما به من مساوئ ثم أجتمع الحاكم والمحكوم على تقديس العمل في إطار احترام الضمير والقانون، لذلك هم يتقدمون ونحن نتأخر لأننا لا زلنا عالقين في عصورنا الماضية، نفتش عن كل نقاط اختلافاتنا ونبني عليها حدود وسدود تكرس الفرقة والانفصال، فبدلا من البحث فيما يجمعنا ويفيدنا، نبحث فيما يجعلنا في قاع الدنيا، نعبث بثوابت معتقداتنا ونقطع أواصر وروابط اصولنا، لدرجة اننا اختزلنا إسلامنا وديننا وعقيدتنا في "تيار إسلامي متطرف" أساء للإسلام وللمسلمين، وفي المقابل لدينا أصحاب دعاوى عزل الدين تماما عن المجتمع مبدأهم : "فليذهب الدين كله أدراج الرياح ولنعش جميعا بلا دين بلا رابط بلا أي شيء" وكأننا لسنا بشر لنا قلوب ولا عقول ! إنها عبودية من نوع آخر؛ عبودية الهوى والأمزجة الخاصة !

فليذهب المتطرفون للجحيم وليذهب أعداء الإسلام ايضا للجحيم .. ولتبقى العقيدة السمحة وسلامتها وسلامها في القلوب السليمة والعقول المتفتحة الواعية، العقيدة الصحيحة التي تجمع ولا تفرق، العقيدة التي من شأنها تقوي ولا تضعف، العقيدة التي تحث على العمل المفيد بسواعد عربية ذات ضمير إنساني لتقوية أواصر المودة والمحبة بين الشعوب كل الشعوب .

وهذا ما يعمل عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي الآن في مصر فهو يحارب الإرهاب وفي نفس الوقت يعمل على تحسين أوضاع البلاد اقتصاديا واجتماعيا وفي نفس الوقت أيضا يقوم برحلات مكوكية عربيا واقليميا وعالميا . جولات من شأنها تقوية الروابط المشتركة لجعل مصر دائما حاضرة في كل الميادين.