الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملابسات حادث استهداف سفن سعودية وإماراتية.. قانونى دولى: إيران أول من كشفت عن أرقام وأسماء السفن لهذا السبب.. ومطلوب تدخل دولى سريع

سفن اماراتية -أرشيفية
سفن اماراتية -أرشيفية

سلامة:
إيران الدولة الوحيدة التي كشفت عن أرقام السفن المستهدفة أمس
إيران تنتفع من الحادث لإجراء صفقة مصلحية مع الولايات المتحدة حول اتفاق نووي جديد
نوعية ومحل الحادث يستلزم تضامن وتدخل المجتمع الدولى لوقف هذه الفوضى
يرجح أن الهجمات نتيجة زرع ألغام بحرية 

تعرضت 4 سفن شحن تجارية مدنية تنتمي لعدد من الجنسيات المختلفة لعمليات تخريبية متعمدة، صباح أمس "الاحد" بالقرب من أحد الموانئ الإماراتية الواقعة على الساحل الشرقي لإمارة الفجيرة، وأصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة بيانا كشفت فيه عن تفاصيل الحادث.

ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن تلك السفن الأربعة تعرضت لأعمال تخريبية أدت إلى تهديد حياة طواقمها وتعرضهم للخطر.

وأكدت جهات التحقيق في الفجيرة أنها اتخذت الإجراءات اللازمة للوقوف على ملابسات هذا الاعتداء، وجار التحقيق بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها.

وأفادت جهات التحقيق الإماراتية بأن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لمواد ضارة أو وقود من هذه السفن، مما يجعل ميناء الفجيرة مستمرا في عملياته الكاملة بشكل روتيني ولم يتأثر بأي شكل من الأشكال.

وأكدت أن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، مشيرة إلى أن العمليات التخريبية تعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية.

في غضون ذلك أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح تعرض ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي، صباح أمس الأحد، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، ضمن 4 سفن تعرضت للتخريب.

وحسب رأى القانون الدولى فإن الاعتداء يتطلب تدخل دولى سريع لما تعد جرائم دولية تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية سواء فى الممرات أو المضايق الدولية وغيرها فى منطقة الخليج العربي.

من جانبه قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى العام، إن الهجمات التخريبية العمدية التى وقعت أمس فى ساعات وجيزة وطالت سفن تجارية تابعة لكل من الإمارات والسعودية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة أي خارج المياة الإقليمية لدولة اللإمارات العربية المتحدة تعد جرائم دولية تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية سواء فى الممرات أو المضايق الدولية وغيرها فى منطقة الخليج العربي فى ظل تصعيدات وتوترات ومواجهات مرتقبة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد "سلامة"، فى تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن وزارة البحرية الأمريكية ولأول مرة فى تاريخها أن تقوم بإطلاق تحذيرين فى شكل (نصيحيتن) لجميع السفن التجارية الأمريكية وأيضا سفن الدول الصديقة لتوخى الحذر خلال مرورها للمضايق والممرات المشار إليها فى منطقة الخليج العربي وأيضا الاتصال بقيادة الأسطول الخامس الأمريكى الموجود فى مملكة البحرين.

وأشار أستاذ القانون الدولى العام، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بموجب اتفافية الأمم المتحددة لقانون البحار الموقعة فى عام 1982 تقضى بممارسة حقوقا خاصة "استئثارية" فى الاستغلال والاستخدام للموارد البحرية لهذه المنطقة التى تمتد لمسافة 200 ميل بحري تقاس بخطوط الأساس الذى منها قياس البحر الإقليمى.

ولفت "سلامة"، إلى أن تعريض السفن التجارية المستهدفة لأعمال تخريبية كما حدث أمس وتهديد حياة طواقمها، فضلا عن السفن ذاتها يعتبر تطورا خطيرا غير مسبوق من حيث السفن المستهدفة، وأن هذه السفن لها حرية الملاحة والعبور فى هذه المناطق الاقتصادية بموجب القانون الدولى دون تعريض للخطر من أي دولة أو الكيانات من غير الدول مثل الميليشيات المسلحة أو الجماعات الإرهابية.

والأهم مما سبق وفق "سلامة" ونظرا لطبيعة الهجمات التخريبية والمنطقة التى وقعت فيها، يستلزم ضرورة قيام المجتمع الدولى دولا ومنظمات بمسؤوليتاته الدولية بمنع أى أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة وحرية الملاحة البحرية.

وتساءل سلامة، عن أمر مريب يتمثل فى كونه إيران هى الدولة الوحيدة فى العالم التى حددت أمس أسماء وأرقام السفن التجارية التى تم رغم أن الدولة المعنية وهى الإمارات العربية المتحدة لم تفصح عن ملابسات الحادث وفضلت بل وطلبت التحقيق المشترك مع المنظمات الدولية المعنية.

وتابع: فور وقوع الحادث صدرت بيانات رسمية إيرانية تدعى بأن الأمن الخليجى فى منطقته الجنوبية هش ويعد بمثابة زجاج مكسور وكأن إيران كانت تدرك مسبقا وقوع الحادث أو أنها وجدت ضلتها فى الحادث لتستثمره في تحقيق مآرب سياسية ذاتية لإيران تتمثل فى المساومة من مركز أفضل على اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطرد سلامة،  أن الحادث الذى حدث فى المياه الاقتصادية الخالصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، التى تمارس فيها جميع السفن دون تمييز التجارية والحربية حرية المرور فيها ونظرا للخطر الداهم والجسيم الذي ينتج عن مثل هذه الحوادث فيجب على جميع الدول والمنظمات الدولية المعنية ومنها منظمة الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجى، فضلا عن المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة ومقرها لندن، أن تتضامن من أجل التصدي لمثل هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي للبحار وتقف تتصدى بحزم من خلال تدابير جزائية محددة تجاه الدول التي يثبت وقوفها وراء هذه الانتهاكات الجسيمة أو اى جماعة مسلحة أو تنظيم إرهابي سيثبت ضلوعه فى هذه الأفعال.

ويفسر أستاذ القانون الدولى العام، عبارة "هجمات تخريبية" باحتمالية أن تكون التفجيرات التى تعرضت لها السفن أمس، نتيجة زرع ألغام بحرية سواء بواسطة الضفادع البشرية فى أعماق المياة والمسارات الملاحية للسفن فى المنطقة المستهدفة.