الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب المجري (الجزء الثاني)

صدى البلد



• عاد نادر لرفقة الأصدقاء من أبناء شارعه مرة أخرى بعد غياب دام عدة سنوات
بل أصبح له أصدقائه الجدد في الحي الذي تقيم به الأسرة يخرج معهم يلهو ويلعب
وبينما ينقسم أبناء وبنات الحي إلى جماعات يشغلهم اللهو واللعب
يمشي نادر ليلًا في الشارع مع أحد أصدقائه، فتنحرف نحوهما فتاة من الجيران تدعى أمل
ثم تناديه ، فيلتفت نـادر مجيبًا إياها : نعم في حاجة؟
فتسأله: ممكن أتكلم معاك شويه؟
فأجابها الصبي الصغير ببراءة : أيوه طبعًا ممكن قولي في إيه؟
لكن أمل تبدو صامته وكأنها قد نسيت ما تريد قوله ، فيتعجب نادر ثم ينظر لصديقه
قبل أن يبادرها الحديث قائلًا : في إيه يا أمل مالك؟
وما زاد نادر عجبًا هو اكتفاء أمل بالنظر إلى صديقه دون أن تجيب !
هنا أدرك الصديقان ما يجب فعله لتفادي الحرج ، فتنحى الصديق بعيدًا من تلقاء نفسه
كي تبدأ البنت حديثها .
لكنها مازالت تنظر بتردد ..... ثم تقول ممكن تهدأ بس عشان أعرف أتكلم؟
ثم استجمعت بعضًا من الشجاعة لتبدأ الحديث قائلة: هل تعرف " نور " بنت الجيران؟
- أيوه أعرفها مالها؟
- عايزه تكلمك.
- تكلمني أنا ... طيب إيه المشكلة؟!! ... هي فين؟
- تجيب الفتاة قائلة : هي فين إيه يا نادر ؟
يا بني البنت بتحبك ..... ثم تنصرف مسرعة!!!
ربما عقدت المفاجأة لسان نادر في هذه اللحظة فلم يستطع الرد ،
فيبدو عليه العجب مما سمعه ، أو أنه لا يصدق !!
فتلك اللحظة لم تكن سهلة. كيف ذلك ومتي أحبته نور ؟
خاصة وأنه غائب عن الحي ولم يتقابلا معًا سوى مرات قليلة !!!
من وجهة نظر نادر قد يكون هذا مقبولًا بعض الشيء ، أو من الوارد حدوثه
لكن ما يدعو للدهشة والعجب في هذا الموقف الغريب هو إقدام نور على التعبير عن مشاعرها بهذه الطريقة المباشرة دون تردد !!!
ما يعني أنها تحبه منذ فترة ليست بالقليلة.
من هنا يدخل عالم الحب والهوى في مرحلة مبكرة جدًا من العمر فهو مازال في سن صغيرة
لكنه مغاير تمامًا لأقرانه في تلك المرحلة العمرية ‘ فهو يحب الخيال والتأمل بشكل ملفت .
وقد يكون ذلك هو أولى الملامح التي تميز شخصيته .
لكن اقتحامه لهذا العالم مبكرًا قد يكون له الأثر السلبي على مستقبله الدراسي
إذ أنه من غير المعقول أو المقبول أن ينشغل بمثل هذه الأمور
في تلك المرحلة العمرية الصغيرة ، هل تخطى هذا الفتى الصغير مرحلة من أهم المراحل العمرية التي تؤثر في بناء الشخصية بنجاح لينتقل إلى مرحلة أخرى ؟
أم أن ما فعلته نور كان قفزة أبعدته عن تلك المرحلة دون إدراك للنتائج المترتبة على ذلك ؟
نور فتاة جميلة يأمل الكثيرون من الشباب في الارتباط بها رغم سنها الصغيرة
لكنها تفضل نادر الذي يصغرها سنًا !!
تلك الفتاة الجميلة لا ترى ولا تسمع سوى صوت قلبها الذي ينبض بحب نادر هي مفتونة
به لدرجة جعلت منه ملكًا متوجًا على عرش قلبها ‘
فهي لا تدخر جهدًا في سبيل إسعاده ورضاه.
تعددت اللقاءات بينهما بفضل ما يربطهم من الجوار والعلاقات الطيبة بين الأسر من جانب،
والدراسة من جانب أخر ، فكلاهما في نفس المدرسة .
يذهبا معًا ويعودا سويًا . كل هذا كان له الأثر في قوة العلاقة بينهما
لكن الغريب في الأمر هو أنها كلما نظرت في عينيه ينتابها صمت غريب وتلمع عيناها بفعل دمعة حائرة
تريد نور أن تخفيها وراء بسمة أو نظرة في الجانب الأخر.
• مرت أيام وشهور وسنوات حتى بدأت الظنون تراود الفتى بأن النهاية لن تكون سعيدة
فــ نور تزداد جمالًا يومًا بعد يوم .... بينما هو لم يتعدى السابعة عشر من عمره !!
مازال في سن صغيرة لا تسمح له بمواصلة حلم الارتباط والزواج،
وربما كان ذلك هو السبب الرئيسي وراء دمعة نور المخفية ...

تابعوا أحداث جديدة في الأجزاء القادمة من المجري .